مصفوت في عجمان.. مدينة الجبال والوديان

  • 2/17/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

مصفوت، مدينة تابعة لإمارة عجمان في دولة الإمارات العربية المتحدة، تعود تسميتها إلى طبيعة موقعها الجغرافي بين الجبال الشاهقة، وكأنها مصفوتة أي مضغوطة ومحاطة بالمرتفعات. وهذه الجبال فرضت طوق من الحماية الطبيعية ضد الغزاة لمنعهم من الوصول إليها بسهولة، ما أدى إلى وجود تجمعات سكنية تعود إلى ما قبل الميلاد، كما تشير الآثار حول البلدة، ولاسيما في مناطق السيهيان وغلفا والخنفرية. وديان وسهول كانت مصفوت تعتمد في الماضي اعتماداً كلياً على الوديان، التي تتدفق من روؤس الجبال لتصل بالمياه إلى المزارع والنخيل. فانتشرت السدود على أطراف الوديان كسد خليبان والسيهيان واليزير ومصفوت الكبير. وهذه السدود تتجمع فيها المياه من الشعاب والسهول فتشربها الأراضي وتزداد الآبار والأفلاج. والمنطقة تنقسم إلى قرى صغيرة وفرجان مختلفة، وفي كل حي أو فريج يوجد مسجد. ففي قرية الزاهر «ضفدع» سابقاً، بنى سلطان بن سعيد مسجداً في النصف الأول من القرن التاسع عشر الميلادي، ولا يزال المسجد قائماً حتى اليوم. 9 أفلاج وتعتمد مصفوت على الأفلاج لري المزارع، وكان الأهالي سابقاً يجلبون منها المياه للشرب وللغسيل. وكان يُطلق على المرأة التي تأتي بالماء على رأسها من الفلج «المروية»، وجمعها «مرويًات». لذلك كثرت الأفلاج في مصفوت، وتصنَّف حسب استمرار جريانها، فالأفلاج التي تجري طوال العام تسمى «داودية»، بينما الأفلاج التي تعتمد على جريان الوديان تسمى «غيلية». وتضم مصفوت 9 أفلاج، منها الرئيسة وهي تمتد لتسقي مزارع القرية طوال العام، وتصل مساحة الفلج إلى 3 كيلومترات، ومنها فلج مصفوت، الورعة، وضفدع. ومن الأفلاج الثانوية التي تعتمد على جريان الوديان، فلج المصيف الذي لا تزال آثاره واضحة، الشرية، المصيف، والسلمي. ومن الأفلاج التي اندثرت لكون المزارع التي كانت تسقيها تحول اعتمادها على الآبار الارتوازية، فلج النقاع، وأخرى لم تعد تُستخدم كفلج المزيرع، لكون المنطقة تغيرت جغرافيتها. وشيد في المنطقة مصنع غلفا للمياه المعدنية على مجرى وادي غلفا الذي ينحدر من أعالي الجبال ناحية «أم النسور»، وهي أعلى قمة في سلسلة جبال المنطقة. أبراج مراقبة توجد حول مصفوت عدة أبراج مراقبة وحراسة للحفاظ على الأمن في القرية، ولقد بني معضمها من الحجارة، منها برج البومة الواقع على جبل الورعة، والذي تحوَّل في زمن الشيخ راشد بن حميد النعيمي إلى برج مبني من الجص والحجارة لكي يصمد أكثر في وجه الرياح وتغيرات الطقس. وسمي بـ «البومة» لكون طائر البوم لا ينام ليلاً، وكذلك حراس برج المراقبة يمضون الليل في حراسة مشددة. نظام التعليم للتعليم قديماً حضور في مصفوت، وبخلاف نظام التعليم التقليدي، وهو المطوع، انتشر فيها نظام التعليم النظامي. وتُعد مدرسة مصفوت أول مدرسة نظامية في القرية، أسسها الشيخ راشد بن حميد النعيمي عام 1963. وكان منهج المدرسة يعتمد على تعليم الطلبة الكتابة والقراءة والحساب وقراءة القرآن والفقه والتاريخ. ودرس في المدرسة طلبة أصبحوا من رجالات الدولة، مثل الشيخ حمدان بن راشد النعيمي، الشيخ صقر بن راشد النعيمي، العميد حمدان خلفان البدواوي قائد كلية زايد الثاني العسكرية سابقاً، العميد ماجد خلفان البدواوي القاضي العسكري سابقاً، الشيخة ميرة بنت راشد النعيمي، التاجر المعروف محمد بن سرور، والمؤرخ الدكتور سيف بن عبود البدواوي. ومن معلميها المعروفين، الشيخ علي بن حمد بن غانم الشامسي من عجمان، وجاء بعده الشيخ عبدالله بن مبارك النعيمي من خورفكان.

مشاركة :