الليبيون يحيون الذكرى الـ11 للثورة على القذافي وسط انقسام سياسي

  • 2/18/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يُحيي الليبيون الذكرى الحادية عشرة لانطلاق الثورة التي أطاحت بنظام العقيد معمر القذافي عام 2011، وسط انقسام سياسي حاد يمرّ فيه الانتقال إلى الديمقراطية بمنزلق جديد يثير مخاوف من تجدّد العنف، بعد الفشل في تحديد موعد نهائي للانتخابات وإرساء الاستقرار بالبلاد. وتحلّ الذكرى السنوية للثورة في وقت تقوض الانقسامات بين المؤسسات المتنافسة في الشرق والغرب البلاد التي تجد نفسها منذ العاشر من فبراير مع رئيسي وزراء متنافسين في طرابلس، بعدما تخلّفت عن الاستحقاق الانتخابي الذي كان محددا نهاية العام الماضي وكان يفترض أن يضع ليبيا على سكة تجديد مؤسساتها الديمقراطية بالاقتراع واستعادة حياة سياسية طبيعية. وعيّن مجلس النواب الذي يتخذ من الشرق مقرّا وزير الداخلية السابق والسياسي النافذ فتحي باشاغا (60 عاما) رئيسا للحكومة ليحل محل عبدالحميد الدبيبة، لكن هذا الأخير يؤكد عدم استعداده للتخلي عن السلطة إلا لسلطة منتخبة، ما يشكل وضعا سياسيا معقدا ويثير مخاوف من تجدد الصراع المسلح. وبمناسبة ذكرى الثورة التي بدأت في خضم ما عرف بـ”الربيع العربي”، زُيّنت الشوارع الرئيسية في طرابلس بالأحمر والأسود والأخضر، ألوان الشعار الوطني الذي تم اعتماده بعد سقوط النظام السابق. ريتشارد نورلاند: الليبيون يستحقون الوصول إلى الديمقراطية في نهاية المطاف وستقام الجمعة، بسبب سوء الأحوال الجوية المتوقع الخميس، حفلات موسيقية مع أغان ثورية وألعاب نارية في ساحة الشهداء في طرابلس حيث كان “قائد الثورة” القذافي يحب إلقاء خطاباته، قبل أن تسقطه انتفاضة شعبية كانت انطلقت في السابع عشر من فبراير 2011. وشارك رئيس الوزراء الليبي الدبيبة الخميس في احتفال عسكري بضواحي طرابلس في ذكرى الثورة الليبية، وقام بتكريم عدد من العسكريين. وقال رئيس الأركان العامة لقوات الجيش في طرابلس الفريق محمد الحداد خلال الاحتفال “لن ننسى شهداء ثورة فبراير الذين قدموا أرواحهم من أجل دولة ديمقراطية مدنية لها دستور يستمد شرعيته من الشعب الليبي”. وقدمت بعثة الأمم المتحدة تهنئتها لليبيين بمناسبة ذكرى الثورة الحادية عشرة، وجددت دعوتها إلى “الحفاظ على الاستقرار والهدوء” في البلاد. وكررت في بيانها التزامها دعم جهود الليبيين والانخراط في عملية سياسية شاملة توافقية تؤدي إلى انتخابات حرة ونزيهة. وقال السفير الأميركي لدى طرابلس ريتشارد نورلاند الخميس إن “الليبيين أرادوا التغيير في 2011، وينشدونه حاليا”، مشيرا إلى “أنهم يستحقون الوصول إلى الديمقراطية في نهاية المطاف”. ورأى أنه “لا يزال هذا ممكنا إذا وضع قادتهم مصالح ليبيا أولا ودفعوا بالبلاد في اتجاه إيجابي، ورغم تأجيل الانتخابات، إلا أن الرغبة في إجرائها لم تخبُ”. وتحول الانقسامات العميقة والتدخلات الخارجية وانعدام الأمن دون خروج ليبيا من أزمتها التي تترك تداعيات سلبية على سكانها السبعة ملايين، وذلك على الرغم من احتياطيات النفط الوفيرة في البلاد التي يفترض أن تضمن لليبيين مستوى معيشيا مريحا، لكن ذلك لا يبدو ممكن التحقيق في الأجل القريب. وعرفت ليبيا منذ سقوط نظام القذافي ما لا يقل عن تسع حكومات، وخاضت حربين أهليتين ولم تنجح في تنظيم انتخابات رئاسية. وفي دليل على التوترات المتصاعدة بعد التعيين المثير للجدل لرئيس الوزراء الجديد، اجتمعت المجموعات المسلحة في مصراتة في طرابلس في نهاية هذا الأسبوع للتعبير عن دعمها للدبيبة والانخراط في استعراض قوة في قلب العاصمة. انقسامات بين المؤسسات المتنافسة في الشرق والغرب مع رئيسي وزراء متنافسين في طرابلس تقوض البلاد انقسامات بين المؤسسات المتنافسة في الشرق والغرب مع رئيسي وزراء متنافسين في طرابلس تقوض البلاد وكان الأمل في التهدئة حقيقيا جدا في نهاية العام 2020، بعد فترة وجيزة من فشل المشير خليفة حفتر، رجل الشرق القوي، في غزو طرابلس، تم التوقيع على اتفاق لوقف إطلاق النار تلاه إطلاق عملية سلام أنتجت سلطة تنفيذية موحدة للمؤسسات في عموم البلاد، سرعان ما اتضح لاحقا أنها “غير كافية” لتحقيق الوحدة المنشودة، في ظل صراع محموم على السلطة. وعُيّن الدبيبة قبل سنة على رأس حكومة انتقالية، مهمتها توحيد المؤسسات وقيادة البلاد إلى انتخابات رئاسية وتشريعية حدد موعدها في الرابع والعشرين من ديسمبر الماضي، لكن الخلافات العميقة أدت إلى تأجيل هذه الانتخابات إلى أجل غير مسمى. وكان المجتمع الدولي يعلق آمالا كبيرة على الانتخابات لتساهم في استقرار بلد تحوّل بسبب الفوضى إلى مركز للهجرة غير القانونية إلى أوروبا، وبؤرة تنشط فيها جماعات متطرفة خصوصا في جنوب ليبيا. ويرى الباحث المتخصص في الشأن الليبي جلال حرشاوي، رغم ذلك، أن هناك “عددا من الموضوعات التي تقدمت فيها ليبيا”، مشيرا في تصريح صحافي إلى أنها “لم تشهد أي معارك كبيرة بالأسلحة النارية منذ يونيو 2020، العديد من الأعداء اللدودين حتى قبل عامين مضيا باتوا يتحدثون مع بعضهم البعض، بل ويتحالفون في بعض الحالات، هذه بداية المصالحة”. وفي ديسمبر الماضي أظهر باشاغا الذي كان مرشحا رئاسيا في حينه تقاربا مع السلطة المنافسة التي كانت تتخذ من الشرق مقرا، عندما سافر إلى بنغازي والتقى اللواء حفتر، وكان باشاغا وصف قبل ذلك حفتر بـ”الدكتاتور” المتعطش للسلطة. ولم يعد اليوم الصراع بين الشرق والغرب، بل بين اللاعبين الرئيسيين في المنطقتين، فقد بات باشاغا يحظى بدعم من رئاسة مجلس النواب (شرق) والمجلس الأعلى للدولة (الغرفة الثانية في البرلمان) في طرابلس (غرب) ومن حفتر. وأمام باشاغا حتى الرابع والعشرين من فبراير لتشكيل حكومته وتقديمها إلى البرلمان لنيل ثقة النواب.

مشاركة :