جدّد الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش الأربعاء التأكيد على أنّ لديه "ملء الثقة" بمبعوثه إلى اليمن باليمن هانس غروندبرغ، وذلك غداة الانتقادات الشديدة التي وجّهتها دولة الإمارات لطريقة عمل المبعوث الأممي. وردّا على سؤال حول الانتقادات الإماراتية لغروندبرغ، قال ستيفان دوجاريك المتحدّث باسم الأمين العام خلال مؤتمره الصحافي اليومي، إنّ الأمين العام للأمم المتّحدة "لديه ملء الثقة بعمل غروندبرغ وبالطريقة التي ينفّذ بها عمله". وشدّد دوجاريك على أنّ "رسالتنا التي تدين الهجمات ضدّ المدنيين والبنى التحتية المدنية كانت واضحة للغاية"، في إشارة إلى الموقف الأخير الذي اتّخذته الأمم المتحدة واستنكرت فيه إطلاق المتمردين الحوثيين صواريخ وطائرات مسيّرة مفخّخة على الإمارات. وخلال اجتماع عادي عقده مجلس الأمن الثلاثاء، قالت مندوبة الإمارات في الأمم المتحدة السفيرة لانا نسيبة "كنّا استمعنا خلال الأشهر الماضية إلى إحاطات عدّة، بما فيها مداخلة غروندبرغ، تدعونا إلى إتاحة الفرصة أمام جهوده لإعادة الحوثيين إلى طاولة المفاوضات". وأضافت نسيبة، وهي سفيرة برتبة وزيرة، "لكن وبعد أن تعرضت المنشآت المدنية في دولة الإمارات لهجمات إرهابية راح ضحيتها مدنيون أبرياء، لا يسعنا إلا أن نتساءل متى ستنتهي مهادنة هذه الجماعة الإرهابية؟". وأضافت أنّ "ما سمعناه اليوم يؤكّد استمرار فشل العملية السياسية التي تجري تحت إشراف الأمم المتحدة" في اليمن. وخلال الجلسة رسم غروندبرغ صورة قاتمة للوضع في اليمن، حيث اشتدّ القتال في الأشهر الأخيرة ولا ينفكّ الوضع الإنساني يزداد تأزما. وتشارك الإمارات في التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن دعما للحكومة الشرعية المعترف بها دوليا ضد المتمردين الحوثيين منذ 2015. وقد سحبت في 2019 قوّاتها من البلد الفقير الغارق في نزاع مسلّح منذ 2014، لكنّها لا تزال لاعبا مؤثرا فيه. ولعبت قوات ألوية العمالقة اليمنية الجنوبية المدعومة من الإمارات دورا هاما في إضعاف الحوثيين، خاصة من خلال تمكنها من تحرير مناطق هامة في محافظتي شبوة ومأرب. وتعرضت الإمارات العربية المتحدة الشهر الماضي لثلاث هجمات بصواريخ وطائرات مسيّرة، تبنى المتمردون الحوثيون اثنتين منها، فيما أعلن فصيل عراقي مسؤوليته عن الهجوم الثالث. وتلا تلك الهجمات استئناف الحوثيين استهداف منشآت مدنية سعودية كان أخطرها ضرب مطار أبها في جنوب المملكة الأسبوع الماضي بطائرة مسيّرة، ما أدى إلى إصابات في صفوف مدنيين بينهم أجانب. وأثارت تلك الهجمات مخاوف متصاعدة من دخول المنطقة في حرب وكالة شرسة، لاسيما في ظل المواقف الدولية المتراخية حيال إيران وأذرعها. وحتى نهاية 2021، أودت الحرب بحياة 377 ألف شخص، وكبدت اقتصاد اليمن خسائر تقدر بـ126 مليار دولار، وبات معظم السكان البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة يعتمدون على المساعدات، في إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.
مشاركة :