افتتح الكاتب والأديب محمد المر، وسلطان صقر السويدي رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم في دبي، مساء أمس الأول، خلال الندوة، معرض تحية ومحبة للفنانة الإماراتية منى الخاجة، وذلك ضمن احتفالات الندوة باليوم الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، وتشمل تلك الاحتفالات ندوات وأنشطة لنادي الإمارات العلمي. قدمت منى الخاجة خلال المعرض ما يقارب 40 لوحة فنية أُنجزت معظمها بين 2013 و2015، ومنها ما يعود تاريخه إلى 2008، ويلاحظ في اللوحات التي تعود إلى 2008 أنها تشكل بداية بحث الفنانة عن ثيمة خاصة للون؛ سوف تتضح ملامحها وتستقر عليها في لوحاتها الأخيرة، وتعتبر الخاجة إحدى رائدات الحركة التشكيلية في الإمارات، وتميز حضورها بفاعلية على مستوى الأعمال، إذ انضمت مبكراً إلى جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، وأسهمت في أهم المعارض الوطنية والخليجية والعربية، وكذلك، على مستوى توسيع حضور الفن في المجتمع عن طريق تدريس مادة التربية الفنية، منذ بداية الثمانينات، عندما تخرجت في كلية الفنون الجميلة من القاهرة عام 1981 بشهادة البكالوريوس، وقد تدرج أسلوبها الفني عبر تلك المراحل، فجربت كل المدارس الفنية واستفادت منها جميعاً. في معرض تحية ومحبة تحتفي الخاجة باللون، ومن نظرة عامة على لوحاتها نجد أنها تركز على الألوان الفاتحة، ألوان الفرحة مثل الأزرق والأصفر والأخضر والأبيض، وتصنع منها تشكيلات تبعث على الفرح، وهو احتفاء يتناسب وأجواء اليوم الوطني، والاعتداد بيوم الشهيد الذي هو رمز الوطنية، ويغلب على لوحات المعرض الأسلوب التعبيري، وتلعب الفنانة على ثيمة فنية لصيقة بالتراث والعمارة الإماراتية، حيث تتكرر خلال لوحاتها ملامح العمارة المحلية والبيئة الطبيعية في الإمارات، فتحضر البراجيل وأشكال الزخرفة المعمارية للبيت الإماراتي القديم، وكذلك ظلال البيت نفسه في بعض الأحيان، وتتكرر تلك الملامح في أغلب اللوحات، كما تحضر أيضاً النخلة، بعدة أشكال رمزاً للبيئة الصحراوية، وفي بعض اللوحات يحضر البحر، ورمزياته كملامح الماء والسمك وغيرهما، كذلك حضرت الطبيعة ملامح الطبيعة الجبلية في بعض اللوحات، حيث رسمت الفنانة منحنيات بالألوان الداكنة والترابية، ورسمت عليها انعكاس شمس الغروب بالأحمر الشفقي، ولم تغب تعابير المرأة ورموزها عن المعرض، حيث استعارت أشكال زركشة وألوان الأثواب النسائية الإماراتية التقليدية بعض اللوحات، كما تكررت في بعض اللوحات حمامة السلام البيضاء فاردة جناحيها لتنشر السلام في كون اللوحة. وفي قسم ثانٍ من اللوحات؛ انتقلت الخاجة إلى الأسلوب التجريدي، حيث جردت الألوان من أشكال ومحمولات البيئة والطبيعة، واتخذت اللون نفسه رمزاً لتلك البيئة، وحافظت على ألوان الوضوح والانفتاح والفرح التي هي التي تعتبرها الألوان الرمزية للبيئة الإماراتية، وبالمجمل فإن المعرض مشغول باللون، ومشبع بما هو إماراتي، ومحفوف بأجواء الفرح.
مشاركة :