رفعت شركات سيارات توقعاتها المتعلقة بالأرباح خلال العام الجاري، رغم تحذيرات من أن أزمة نقص أشباه الموصلات مستمرة بظلالها على حجم الإنتاج على مدار الشهور المقبلة. وفقا لوكالة "بلومبيرج" للأنباء قالت شركة رينو الفرنسية للسيارات أمس، إنها تتوقع أن يصل هامش أرباحها التشغيلية إلى 4 في المائة، على الأقل، خلال العام الجاري. وتعد الشركة هذه النسبة بمنزلة هدف حذر نسبيا للشركة، بعد أن بلغت أرباحها التشغيلية العام الماضي 3.6 في المائة. وذكرت الوكالة أن هذا الهدف ربما ينبع من توقعات "رينو" أن أزمة الرقائق الإلكترونية ستظل تؤثر في الإنتاج، حيث من المتوقع أن يتراجع الإنتاج بواقع 300 ألف سيارة خلال العام الجاري بعد تراجع بواقع نحو 500 ألف سيارة العام الماضي. وقالت الشركة إن الأزمة ستتركز في الغالب خلال النصف الأول من العام، في ظل ارتفاع تكاليف الخامات. وتراهن الشركة على طرح سلسلة من الطرز الجديدة من بينها سيارات كهربائية مثل السيارة ميجان إي، وهي من فئة سيارات الكروس أوفر. وفي إطار جهودها للتحول إلى السيارات الكهربائية، تدرس الشركة دمج قطاعات تكنولوجيا محركات الاحتراق الداخلي والهجين ووحدات نقل الحركة المتمركزة خارج فرنسا في كيان واحد. فيما تتوقع وحدة السيارات والشاحنات الصغيرة في مجموعة مرسيدس بنز الألمانية تحقيق أرباح معدلة لعام 2021 قبل خصم الفوائد والضرائب، تبلغ نحو 14 مليار يورو "15.9 مليار دولار". وأشارت إلى توقعاتها بتحقيق عائد مبيعات معدل بـ12.7 في المائة، خلال العام بأكمله، متجاوزا نطاق التوقعات من 10 إلى 12 في المائة. وتسعى دول الاتحاد الأوروبي إلى تجنب أزمة في قطاعها الصناعي بسبب النقص في أشباه الموصلات، حيث يمثل جذب لاعبين جدد تحديا أساسيا في سبيل تحقيق طموحاتها، التي تسعى من خلالها إلى أن تصبح موقعا أكثر جاذبية وسط تنامي المنافسة وإقناع الشركات بالاستثمار، حتى لا تصبح ضحية للمراوغات في سلاسل التوريد والطبيعة المتغيرة للصناعة. وقال محللون إن الاتحاد الأوروبي سيحتاج إلى بعض اللاعبين الرئيسين من آسيا والولايات المتحدة للاستثمار بكثافة في القارة لتنفيذ خططه، لأنه يفتقد إلى مثل هذه التقنيات. ووضع المشرعون في المنطقة خططا طموحة لزيادة إنتاج أشباه الموصلات بشكل كبير لتصبح رائدا عالميا في هذه الصناعة، إذ أطلقت المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، قانون الرقائق الأوروبية، الثلاثاء الماضي، في محاولة ستكلف مليارات اليورو لتأمين سلاسل التوريد الخاصة بها، لتعزيز الاستثمار في الصناعة، وتجنب أزمة مستقبلية. وبحسب "سي إن بي سي" الأمريكية، تعد الرقائق ضرورية للمنتجات من الثلاجات إلى السيارات والهواتف الذكية، لكن الأزمة العالمية أثرت في الصناعات في جميع المجالات، ما تسبب في توقف الإنتاج ونقص المنتجات. وأصبحت أشباه الموصلات قضية أمن قومي للولايات المتحدة، بل أصبحت نقطة توتر جيوسياسي بين الولايات المتحدة والصين، وقد أدى هذا الصدام حول أشباه الموصلات إلى مضاعفة العقوبات على الشركة الدولية لتصنيع أشباه الموصلات، التي تعد أكبر شركة لتصنيع الرقائق في الصين. وفي سياق متصل، قالت مصادر مطلعة إن شركة سيلانيز كورب لصناعة الكيماويات المتخصصة اقتربت من شراء قطاع الحركة والخامات في شركة دوبونت دي نيمورو للكيماويات في صفقة قد يتم إعلانها في وقت لاحق. وبحسب أحد المصادر، فإن قيمة الصفقة تصل إلى 11 مليار دولار، مضيفا أنه لم يتم الوصول إلى اتفاق نهائي بشأنها، وقد يتأخر الإعلان عنها أو التراجع عنها تماما. وأشارت "بلومبيرج" إلى أن قطاع الحركة والخامات في دوبونت يجذب اهتمام عديد من شركات الاستثمار المالي، ومنها أبولو جلوبال مانجمنت وكارليل جروب. وتراجع سعر سهم دوبونت أمس الأول 2.9 في المائة، إلى 79.73 دولار لتصل القيمة الإجمالية للشركة إلى نحو 41 مليار دولار. في المقابل، تراجع سهم سيلانيز 2 في المائة، إلى 152.93 دولار لتصل قيمتها السوقية إلى 16.5 مليار دولار. وكانت "دو بونت" قد أعلنت في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي اعتزامها بيع قطاع الحركة والخامات بعد موافقتها على شراء شركة روجرز كورب مقابل 5.2 مليار دولار. وينتج قطاع الحركة والخامات البوليمرات والراتينجات، التي تستخدم في صناعة السيارات وصناعات أخرى تحت الاسمين التجاريين زيتل وديلرين.
مشاركة :