رواية النسل.. توظيف الأسطورة في أحداث درامية مثيرة

  • 2/19/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

راشد شاب سعودي يقف في صالة القدوم الدولية في مطار الملك خالد الدولي بالرياض يريد استقبال اثنين من أساتذته أحدهما د/ روبرتشيلدون (أستاذ التاريخ في جامعة هارفارد)، وطبيب الجراحة، والبروفيسور بوردين الذي درسه في جامعة أكسفورد، كانت المهمة بحوث ودراسات يريد أن يقوم بها هذان العالمان في الصحراء الشمالية للجزيرة العربية، وتتعلق بوثائق ومعلومات تعود إلى حقب زمنية بعيدة، وتُغلفها الأساطير التاريخية التي تتبادلها الشعوب على اختلاف أعراقها، فتسير أحداث الرواية بطريقة دراماتيكية متصاعدة، وغريبة، ومثيرة، وتتخذ من الأسطورة مادةً للسرد الروائي، في ظل الحكايات التي يتناقلها سكان البادية العربية عن عالم الجن وعلاقته بالذئاب في جدلية لا تنتهي لميزان القوى بين الخير والشر. وفجأة يجد بطل الرواية (راشد) نفسه يتحول من شاب لامع أكاديمياً يريد تقديم ضيافة لائقة بأستاذيه في البادية إلى ملك لسلالة أسطورية بدأت قبل التاريخ البشري المعاصر، وبمجرد معرفته هذا الامتياز أصبح مطلوب الرأس لجماعة شيطانية من الجن؛ حيث أرسلوا (روها) للتجسس عليهم في مخيمهم الصحراوي، للتخلص من آخر أجيال هذه السلالة، ولكن الذئاب المتحالفة كشفت أمرها، ثم أتى (سليمان)حليفهم الأقوى من الجن لينقذهم ويخبرهم أنه راشد من سلالة الملك الذئب، وبعد معركة دامية ينتصر فيها الخير على الشر، ينتصر (راشد) وأعوانه، ويُتوج ملكاً، في الوقت الذي لا يبدو فيه هذا التتويج خرافياً غير مقنع، بل جعل الكاتب هذا الحدث في سياق الأحداث العادية للرواية والتي لا تُخرج أبطاله من السياق الزمني الحديث بكل تفاصيله المعاشة والمعروفة. وقد وظف الكاتب والروائي الأستاذ عبيد خلف العنزي الأسطورة خير توظيف؛ ليتطرق لمناقشة قضايا كثيرة تاريخية ودينية ومذهبية وعرقية، عبر حوار علمي على الطريقة الأكاديمية بين أبطال روايته، يغلب عليه الجانب القصصي، كما أحسن التعامل مع البعد الزمني في الرواية بمزج الأحداث القديمة في الرواية باستحضار الأحداث في مملكة هوران إحدى ممالك الأندالز، واستعراض الأساطير والحكايات والأحداث التاريخية؛ التي حدثت خلال الفترة الزمنية من خريف1760م في بادية شمال الجزيرة إلى أغسطس1860 في بادية سوريا الكبرى في العهد العثماني، إلى عام 2010م، حيث العهد السعودي في صحراء حائل والرياض. والرواية من القطع المتوسط، وتقع في خمسة فصول، وهي من نوع الروايات التاريخية التي تمتزج بروح المغامرة والأحداث المثيرة. وتُعد من الروايات الحديثة شكلاً ومضموناً.

مشاركة :