اللغة العربية هي منبع الإبداع الثقافي

  • 2/19/2022
  • 01:00
  • 20
  • 0
  • 0
news-picture

إن‭ ‬للماضي‭ ‬والحاضر‭ ‬ثقافتين‭ ‬متفاعلتين‭ ‬تفاعلا‭ ‬أكيدا،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬الحاضر‭ ‬امتداد‭ ‬للماضي‭  ‬تمثل‭ ‬ذلك‭  ‬في‭ ‬عراقة‭ ‬البحرين‭ ‬وإذا‭ ‬أردنا‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬تاريخنا‭ ‬القديم‭ ‬فمن‭ ‬الحقائق‭ ‬الثابتة‭ ‬أن‭ ‬تراث‭ ‬الوطن‭ ‬يوجب‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نفتح‭ ‬له‭ ‬عقولنا‭ ‬واهتمامنا،‭ ‬فنحن‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬نملك‭ ‬تراثا‭ ‬تاريخيا‭ ‬نابعا‭ ‬من‭ ‬روحنا‭ ‬وقدرنا‭ ‬فهو‭ ‬عنوان‭ ‬مسيرتنا،‭ ‬من‭ ‬هنا‭ ‬أوجد‭ ‬البحرينيون‭ ‬أسلوبا‭ ‬صحيحا‭ ‬للعلم‭ ‬الذي‭ ‬انتهجوه‭ ‬في‭ ‬مدارسهم‭ ‬الحكومية‭ ‬كافة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أرجاء‭ ‬الوطن،‭ ‬عندما‭ ‬بدأوا‭ ‬التعليم‭ ‬عام‭ ‬1919‭. ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬بحق‭ ‬الركيزة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬التدريس‭ ‬والحوار‭ ‬بين‭ ‬الطلبة‭ ‬ومدرسيهم،‭ ‬وينظر‭ ‬إليهم‭ ‬اليوم‭ ‬وأعني‭ ‬بهم‭ ‬طلاب‭ ‬الأمس،‭ ‬وزراء‭ ‬ومسؤولين‭ ‬وأساتذة‭ ‬جامعيين‭ ‬ومهندسين‭ ‬ومحامين،‭ ‬لقد‭ ‬كان‭ ‬هؤلاء‭ ‬يدركون‭ ‬أن‭ ‬أمهم‭ ‬هي‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬فحافظوا‭ ‬عليها‭ ‬وتعلموها‭.‬ ‭ ‬لقد‭ ‬بدأ‭ ‬هذا‭ ‬واضحا‭ ‬عندما‭ ‬نشط‭ ‬أبناء‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬في‭ ‬الرؤية‭ ‬الصحيحة‭ ‬للعلم‭ ‬فهو‭ ‬السلاح‭ ‬الحقيقي‭ ‬للحاضر‭ ‬والمستقبل،‭ ‬وليس‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬أي‭ ‬غرابة،‭ ‬لقد‭ ‬قدر‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬للغة‭ ‬العربية‭ ‬أن‭ ‬تصارع‭ ‬لتبقى‭ ‬وفعلا‭ ‬تخلصت‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ (‬المستعمر‭) ‬وهكذا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تلامس‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬يقظة‭ ‬حتى‭ ‬نجنب‭ ‬أولادنا‭ ‬وبناتنا‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬عبارات‭ ‬أجنبية‭ ‬أثناء‭ ‬نطقهم‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬أو‭ ‬السفر‭ ‬وهذا‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬التعلم‭ ‬باللغات‭ ‬الأخرى‭ ‬الإنجليزية‭ ‬أو‭ ‬الفرنسية‭ ‬وغيرهما‭.‬ لقد‭ ‬فرض‭ ‬الاستعمار‭ ‬على‭ ‬أبناء‭ ‬البلد‭ ‬بطرق‭ ‬ملتوية‭ ‬أن‭  ‬يتكلموا‭ ‬العربية‭ ‬وخير‭ ‬مثال‭ ‬ما‭ ‬نراه‭ ‬اليوم‭ ‬ومن‭ ‬كثب‭ ‬عند‭ ‬شعوب‭ ‬دول‭ ‬المغرب‭ ‬حتى‭ ‬حانت‭ ‬الساعة‭ ‬فعادت‭ ‬دول‭ ‬المغرب‭ ‬إلى‭ ‬عنايتها‭ ‬واهتمامها‭ ‬باعتماد‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬في‭ ‬أركانها‭ ‬حضارة‭ ‬وتاريخا‭.‬ وكما‭ ‬جاء‭ ‬ذكره‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬المغرب‭ ‬العربي،‭ ‬فقد‭ ‬شن‭ ‬الاستعمار‭ ‬الفرنسي‭ ‬أعنف‭ ‬حرب‭ ‬على‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬العربي‭ ‬بصفة‭ ‬عامة‭ ‬وفي‭ ‬الجزائر‭ ‬خاصة‭. ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬للمستعمر‭ ‬أحلامه‭ ‬التي‭ ‬امتدت‭ ‬إلى‭ ‬اعتبار‭ ‬أن‭ ‬الجزائر‭ ‬جزء‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الانفصال‭ ‬عن‭ ‬كيان‭ ‬فرنسا،‭ ‬حيث‭ ‬قام‭ ‬بهدم‭ ‬المدارس‭ ‬التي‭ ‬تدرس‭ ‬اللغة‭ ‬العربية،‭ ‬ولكي‭ ‬نعرف‭ ‬الحقيقة‭ ‬كاملة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نقول‭ ‬إن‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬هي‭ ‬الحياة‭ ‬والعناية‭ ‬بها‭ ‬واجب‭ ‬قومي‭ ‬تتحمله‭ ‬وزارات‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬في‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ ‬الكبير،‭ ‬لذا‭ ‬فإن‭ ‬التعليم‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الانتباه‭ ‬إلى‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬فيه‭ ‬خطورة،‭ ‬من‭ ‬هنا‭ ‬يجب‭ ‬تنبيه‭ ‬الأبناء‭ ‬والطلبة‭ ‬بصفة‭ ‬خاصة‭ ‬بأهمية‭ ‬الإيمان‭ ‬بلغتهم‭ ‬وتراثهم‭ ‬الروحي‭ ‬والحضاري‭ ‬ولا‭ ‬يتحقق‭ ‬ذلك‭ ‬الا‭ ‬بزيادة‭ ‬حصص‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬وأن‭ ‬تبقى‭ ‬المراعاة‭ ‬أيضا‭ ‬للذين‭ ‬يتلقون‭ ‬تعليمهم‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يعطوا‭ ‬لأنفسهم‭ ‬حرية‭ ‬كاملة‭ ‬في‭ ‬التلاعب‭ ‬باللغة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬المحاورة‭ ‬فترة‭ ‬زمنية‭ ‬قصيرة‭ ‬كخمس‭ ‬دقائق‭ ‬مثلا‭ ‬فيخرج‭ ‬الكلام‭ ‬العربي‭ ‬بكلمات‭ ‬إنجليزية‭ ‬وحتى‭ ‬نتذكر‭ ‬دائما‭ ‬وأبدا‭ ‬فإن‭ ‬روح‭ ‬الأمة‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬لغة‭ ‬سامية‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نحيطها‭ ‬بالرعاية‭ ‬والاهتمام‭ ‬وأن‭ ‬نعض‭ ‬عليها‭ ‬بالنواجذ‭ ‬وليتحول‭ ‬ولاؤنا‭ ‬لها‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬والانتماء‭ ‬والاعتزاز‭.‬ من‭ ‬هنا‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬نقول‭ ‬للذين‭ ‬تمكنهم‭ ‬ظروفهم‭ ‬الدراسية‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬الأجنبية‭ ‬إن‭ ‬عليه‭ ‬إدراك‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يتعلمه‭ ‬كل‭ ‬واحد‭ ‬منهم‭ ‬بلغات‭ ‬أخرى‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬ينصهر‭ ‬تعليمه‭ ‬في‭ ‬لغة‭ ‬قومه،‭ ‬لذلك‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تتضافر‭ ‬جهود‭ ‬جميع‭ ‬المؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬والثقافية‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬هذا‭ ‬الصهر،‭ ‬فكل‭ ‬ذلك‭ ‬موجود‭ ‬في‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬باركها‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬العزيز‭ ‬قال‭ ‬تعالى‭: (‬وكذلك‭ ‬أنزلناه‭ ‬قرآنا‭ ‬عربيا‭) (‬سورة‭ ‬طه‭)‬،‭ ‬وأيضا‭ (‬إنا‭ ‬جعلناه‭ ‬قرآنا‭ ‬عربيا‭ ‬لعلكم‭ ‬تعقلون‭) (‬سورة‭ ‬الزخرف‭) ‬صدق‭ ‬الله‭ ‬العظيم‭. ‬بهذا‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬ننقذ‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬مسيرتنا‭ ‬الخيرة‭ ‬لهذا‭ ‬الجيل‭ ‬والأجيال‭ ‬القادمة‭.‬

مشاركة :