يسعى هنود أميركيون في كولومبيا لحظر بيع مشروبات كوكا كولا على أراضيهم التي تمثّل ثلث مساحة البلاد احتجاجاً على تهديد الشركة الأميركية ذات الانتشار العالمي برفع دعوى قضائية بسبب إطلاقهم على بيرة محلية اسم “كوكا بولا”. وهددت جماعات السكان الأصليين في جنوب غرب كولومبيا بمقاطعة منتجات الشركة الكبيرة التي طلبت في نهاية نوفمبر من مؤسسة صغيرة تابعة لهذه الجماعات “الامتناع نهائياً عن استخدام اسم ‘كوكا بولا’ (…) أو أي مصطلح آخر مشابه يمكن أن يحصل التباس بينه وبين العلامات التجارية المملوكة لشركة كوكا كولا”. ويأتي اسم “كوكا بولا” من مزيج من كلمتي “كوكا”، وهو نبات محلي يُستخرج منه الكوكايين، و”بولا” التي تعني بيرة في كولومبيا. وتنتج شركة “كوكا ناسا” سبعة آلاف عبوة بيرة شهرياً ويبلغ سعر العبوة الواحدة دولارين. وأرسل ممثلون عن جماعتي بايز وإمبيرا رسالة إلى كوكا كولا لتقديم توضيحات خلال عشرة أيام “حول الاستخدام غير المصرح به لعلامة كوكا كولا التجارية”. وفي حال امتنعت الشركة عن الرد، فإنهم يعتزمون اتخاذ “تدابير قضائية وتجارية” ضدها كـ”حظر بيع منتجات الشركة” على أراضيهم. ويمضغ السكان الأصليون منذ قرون أوراق نبات الكوكا باعتبارها منشطاً، ويدافعون عن هذه الممارسة على أنّها جزء من “تراثهم الثقافي”. وتقول زعيمة مجموعة بايز العرقية فابيولا بنياكيو إنّ “ورقة الكوكا تمثّل عنصراً رئيسياً في ثقافتنا وتتم مقاضاتنا لأنّ الكوكا أصبحت ملكاً لجهة أخرى!”. واعتبر كاتبو الرسالة أنّ استخدام الشركة الأميركية لكلمة “كوكا” من دون استشارة السكان الأصليين يمثل “ممارسة مسيئة” تنتهك “أنظمة حقوق الإنسان داخلياً ودولياً”. ولم يأت أي تفسير من الوكيل الرسمي لكوكا كولا في كولومبيا. وأشار محامي شركة “كوكا ناسا” إلى أنّ القضاء الكولومبي حكم عام 2012 لصالح منظمة تابعة للسكان الأصليين في دعوى رُفعت ضد رجل أعمال كولومبي سجّل العلامة التجارية “كوكا إنديجينا” من دون العودة إلى هذه المجتمعات.
مشاركة :