أظهرت دراسة للمركز الوطني لإحصائيات التعليم أنه في الولايات المتحدة 64% من الطلاب هناك لا يقرؤون أو يكتبون بالمستوى المتوقع لأعمارهم أو معايير صفوفهم المدرسية. ويرد الباحثون هذا التراجع إلى أن هناك خللا في أساليب المدارس في تعليم القراءة في حد ذاتها، والتي تعتمد مناهج تؤهل الطفل لاجتياز الامتحانات المدرسية فقط دون التركيز على تنشئتهم على أسس متينة تجعل منهم قراء يسعون للعلم المستدام مدى الحياة. كما ذهب أكاديميون تربويون إلى أن للتغيير المتسارع في بيئة الأطفال خارج المدرسة أثره على تعلمهم القراءة والكتابة، حيث يرون أن عصر الحاسوب والاتصالات قد سبق بمراحل كبيرة أدوات التعليم والمصادر القرائية التي بقيت تتسم بالتقليدية ولم تواكب العصر بالسرعة المطلوبة. وعليه أجريت في العقدين الماضيين تجارب ميدانية خلصت إلى أن استخدام الأعمال الأدبية التي تثير اهتمام الأطفال تلقى منهم تجاوبا يجعلهم يقبلون على تعلم القراءة بشكل أسرع. وفي هذا الإطار دعا خبراء في مجال تعليم الأطفال إلى إدخال ما يعرف بأدب الأطفال والناشئة في برامج القراءة المدرسية، على أن تتسم تلك المواد بإخراج معاصر من شأنه أن يرفع مستوى مهارات القراءة والكتابة خلال مدة زمنية ملحوظة. وبحسب مختصين في مناهج التعليم فإن خير ترجمة لهذا الهدف هو القصص المسلسلة التي تجعل الطفل القارئ مستأنسا بشخصياتها المشتركة والبيئة المتشابهة التي تدور فيها الأحداث مما يدفعه إلى الاهتمام بمعرفة المزيد. ولا يتحقق ذلك إلا من خلال المواظبة على القراءة التي تشمل تكرارا للمفردات والأنماط الجميلة حيث إنها السبيل الأمثل لترسيخ العلوم اللغوية لدى الناشئة.
مشاركة :