بيروت - قال النائب في البرلمان اللبناني علي فياض، السبت، إن تراكم قوة "حزب الله" سيفرض على إسرائيل التراجع والاندحار عن سيادة لبنان البحرية والبرية في خطاب يراه مراقبون انه محاولة من قبل الحزب لتصدير أزمته الداخلية بتصعيد تهديده ووعيده ضد إسرائيل. وجاء تصريح بحسب ما نقلته وكالة الأنباء اللبنانية عن فياض، وهو عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" التي تمثل "حزب الله" في البرلمان. وأدلى فياض بالتصريح، خلال مراسم رفع راية لقادة "حزب الله" على تلة "الحمامص" الواقعة عند الحدود الجنوبية، مقابل مستوطنة المطلة الإسرائيلية، وفق المصدر ذاته. وقال فياض إن "تراكم القوة لدى المقاومة (حزب الله) وتثبيتها وتطويرها لمعادلات الردع بحيث باتت تغطي البر والبحر والجو، ستفرض على الإسرائيلي التراجع، وإعادة سيادة لبنان على ثرواته في البحر". وأكد أن تلك القوة "ستفرض عليه الاندحار عما تبقى من أرض لبنانية محتلة". وأضاف "هذه حقائق ووقائع سنشهدها، وهي مسألة وقت ونتاج موازين القوى بيننا وبين العدو الإسرائيلي". ويأتي هذا التصريح غداة إعلان "حزب الله" تنفيذه مهمة استطلاع بطائرة من دون طيار لمدة 40 دقيقة في الأجواء الإسرائيلية، فيما خرقت طائرات حربية إسرائيلية، الأجواء اللبنانية وحلقت على ارتفاعات منخفضة فوق العاصمة بيروت. وأعلنت إسرائيل أنها تمكنت من إسقاط مسيرة طلقت من جنوب لبنان فيما حذر الجيش الإسرائيلي من اختراق الأجواء فوق المنطقة الشمالية. والأربعاء، أعلن أمين عام "حزب الله" حسن نصر الله، في كلمة متلفزة، أن حزبه "بدأ بتصنيع طائرات مسيرة منذ مدة طويلة" ما يشير الى نوايا لحزب الله بالتصعيد في وقت ربط فيه مراقبون بين هذا التوجه والضغوط التي تتعرض لها ايران فيما يتعلق بملفها النووي. ويرى مطلعون ان الانتقادات التي يتعرض لها حزب الله على المستوى الداخلي وتحميله مسؤوليته الأزمة الاقتصادية بإصراره على الإساءة إلى محيطه لبنان العربي جعله يوجه تهديداته لإسرائيل لإلهاء الرأي العام. ويبدو ان حزب الله مصر على جر لبنان الى صراعات اقليمية هو في غنى عنها في ظل وضعه الاقتصادي والسياسي الصعب. ويمتلك "حزب الله" ترسانة كبيرة من الأسلحة والصواريخ، وخاض عدة معارك مع الجيش الإسرائيلي آخرها كان صيف 2006، إضافة إلى مناوشات حدودية بين الطرفين من حين لآخر. ولا تزال إسرائيل تحتل جزءا من أراضي لبنان تقدر مساحتها بأكثر من 200 كلم مربع، بعد انسحابها عام 2000 من جنوبه، الذي احتلته على مدى 22 عاماً، كما تتنازع بيروت وتل أبيب على منطقة حدودية بحرية تبلغ مساحتها 860 كلم مربعا وتعد غنية بالنفط والغاز.
مشاركة :