الطباعة ثلاثية الأبعاد.. ثورة طبية

  • 2/20/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

باتت الطباعة ثلاثية الأبعاد جزءاً واعداً من مستقبل الطب والرعاية الصحية، فالابتكار الأسترالي الذي تم عرضه في إكسبو 2020 دبي، يتيح استبدال أجزاء الجسم المهشمة وتوظيف التكنولوجيا لإنشاء أطراف وأنسجة بديلة، وهو التطور الذي من شأنه الإسهام في إعادة صياغة مستقبل الطب، وتخصص العظام تحديداً. كشف الجناح الأسترالي المشارك في معرض إكسبو 2020 دبي عن ابتكار من شأنه إحداث ثورة في رعاية المرضي من خلال استخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد لاستبدال أجزاء الجسم وتوظيف التكنولوجيا لإنشاء أطراف وأنسجة بديلة، وتصبح دعامة أساسية للمستشفيات في جميع أنحاء العالم في السنوات المقبلة. ويحصل زوار إكسبو 2020 دبي على لمحة عن المستقبل، ويعرض الجناح تقنية تم استخدامها بالفعل مع مئات المرضى الذين فقدوا أطرافهم وعانوا من فقدان الأنسجة بسبب السرطان والصدمات والعيوب الخلقية، حيث يتم إنشاء الأطراف والأنسجة البديلة بشكل روتيني على طابعات ثلاثية الأبعاد في المستشفيات الأسترالية. من جهته قال البروفيسور جوردون والاس، عالم التقنيات الصحية في أستراليا في تصريح خاص لـ«البيان»، إن الابتكار يشكل ركيزة أساسية لدى قطاعات الصحة العالمية لدى الدول، إذ تلعب تكنولوجيا التصنيع الحيوي دوراً رئيساً في الرعاية الصحية، كما أنها تسهم في تشخيص حالات المرضى قبل وقت طويل من وصولهم إلى المستشفى لتلقي العلاج. وأضاف أن ابتكاره الذي يحمل اسم «Biopen» الذي يختص بصناعة أطراف البوليمر المطبوعة ثلاثية الأبعاد عبارة عن جهاز يحمل باليد يستخدم في الطباعة ثلاثية الأبعاد يسمح للجراحين برسم الخلايا الحية وعوامل النمو مباشرة على موقع الإصابة، وذلك للمساعدة في تسريع تجديد العظام والأوتار والغضاريف الوظيفية. وأوضح أن التكنولوجيا الرائدة سوف تصبح دعامة أساسية للمستشفيات في جميع أنحاء العالم في السنوات المقبلة، وأعطى مثالاً على ما يستطيع هذا الابتكار تحقيقه، حيث يمكّن ابتكاره الأطباء من مساعدة المرضى في استبدال أجزاء من أجسامهم ومعالجة إصابتهم عن طريق إجراء المسح التصويري وتحويله إلى المستشفى لإنشاء نموذج ثلاثي الأبعاد لتعويض الأجزاء المفقودة من جسد المريض في حالات الحوادث. وقال: «إذا كسر ساق المريض بشكل مبالغ فيه، فسيتعين عليه أخذ عظام من منطقة الحوض لعلاج الكسر، وفي حالات ينتهي الأمر بالعرج على ساقيك أثناء مغادرتك المستشفى، ولكن هذا الابتكار التي يمكن المسعفين من إجراء مسح تصويري لساق المريض وإنشاء نموذج ثلاثي الأبعاد ثم غرسه في ساقه دون الحاجة إلى أخذ أنسجة من أي جزء آخر من جسده». وأكد أن هذا الابتكار يساعد في علاج الجميع بشكل فعال وبسرعة أكبر وبتكلفة أقل بكثير. إن النسيج البديل الذي يتم إنشاؤه يتكون من بوليمرات تتحلل ببطء على مدى سنوات عديدة. وتفصيلاً أوضح: «إذا تعرض المريض لحادث على جانب الطريق، يمكن لفريق الطوارئ استخدام ماسح ضوئي لمسح الأنسجة المفقودة وإرسالها إلى المستشفى، ويمكن للمستشفى بعد ذلك المضي قدماً وطباعة الجزء المفقود حتى يكون جاهزاً عند وصولهم». وأكد أن هناك العديد من قصص النجاح في مستشفيات بريسبان، التي شهدت على نجاح الابتكار على وجه الخصوص، ومنها إنقاذ ساق مريض من البتر في عام 2018، باستخدام التكنولوجيا، مشيراً إلى أن الطباعة ثلاثية الأبعاد أحدثت ثورة في كل صناعات العالم على مدى السنوات العشر الماضية. وذكر أن الجانب الصحي في أستراليا شهد نقلة نوعية خلال الفترة الماضية من خلال طباعة المواد التي تتوافق مع جسم الإنسان، وتوفير الرعاية الصحية الكاملة للمريض في المستشفيات. وقال: «في السابق، إذا كان المريض بحاجة إلى استبدال مفصل الورك، كان الطبيب قادراً فقط على الاختيار من بين عظام المريض ذاته ذات الأحجام الصغيرة أو المتوسطة أو الكبيرة، لكننا الآن قادرون على إنشاء بدائل ذات أحجام أكثر دقة ومخصصة للمرضى، كما أن عدداً من الأشخاص قاموا بطباعة ثلاثية الأبعاد لبدائل جمجمة وآخرين ممن احتاجوا إلى حفر جمجمتهم للتخلص من الضغط على أدمغتهم، واستخدموا بوليمرات قابلة للامتصاص لسد هذه الفجوة». وقال البروفيسور إن هذا الابتكار يظهر مدى أهمية إكمال الأجهزة الطبية أنظمة الجسم الخاصة لعلاج الأمراض وإصلاح الإصابات، ويمكن للابتكار «Biopen» أن يستخدمه الجراحون لطباعة خلايا الشفاء مباشرة في جسم المريض أثناء الإجراءات، مثل جراحة الركبة. من خلال اهتماماته البحثية في الموصلات العضوية والمواد النانوية وطرق التحقيق الكهروكيميائية للتحليل في أنظمة البوليمر الذكية، فإن مساهمة البروفيسور العلمية الواسعة قد فتحت آفاقاً جديدة في كل جانب من جوانب أبحاث المواد الكهربائية، والأداء الأكاديمي والنتائج وتدريب الجيل القادم من الباحثين وتطوير المرافق. وأدت هذه الإسهامات في تعزيز أبحاث المواد الأسترالية، كما أنه حصل على عدد من الجوائز العالمية، بما في ذلك حصوله على زمالة ARC Laureate عام (2011)، وجائزة Eureka للقيادة في الابتكار والعلوم (2016)، وحصل على لقب عالم NSW لعام (2017)، وعين ضابطاً في الشعبة العامة للوسام الأسترالي (2017)، ويشغل البروفيسور والاس حالياً مدير البحوث التنفيذية في مجلس البحوث الأسترالي (ARC) ومركز التميز لعلوم المواد الكهربائية ومقره UOW، ومدير معهد أبحاث البوليمر الذكي بجامعة ولونغونغ، ومدير مرفق التصنيع الوطني الأسترالي. وأضاف أن أحد المنتجات الثانوية للتكنولوجيا هو فرص العمل الجديدة التي ستوفرها المستشفيات للأشخاص القادرين على برمجة وتشغيل طابعات ثلاثية الأبعاد. طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

مشاركة :