قال المستشار الألماني أولاف شولتس أمس: إن فرص إحياء الاتفاق النووي الإيراني تتضاءل وإن «لحظة الحقيقة» حانت للمسؤولين الإيرانيين. وأوضح شولتس خلال مؤتمر ميونيخ للأمن: «لدينا الآن فرصة للتوصل إلى اتفاق يسمح برفع العقوبات، لكن إذا لم ننجح بسرعة كبيرة، فإن المفاوضات قد تفشل، المسؤولون الإيرانيون لديهم خيار، الآن لحظة الحقيقة». وأتاح اتفاق 2015 رفع عقوبات كانت مفروضة على طهران، مقابل الحد من أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها. إلا أن مفاعيله باتت في حكم اللاغية مذ قرر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب سحب بلاده أحاديًا منه عام 2018، معيدًا فرض عقوبات قاسية على طهران، وردت الأخيرة ببدء التراجع تدريجيا عن العديد من التزاماتها بموجب الاتفاق. وبدأت قبل أشهر المباحثات بين إيران والقوى التي لا تزال منضوية في الاتفاق (فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين، وألمانيا)، لإحياء الاتفاق الذي انسحبت منه الولايات المتحدة أحاديا في 2018. وتهدف المباحثات التي تشارك فيها واشنطن بشكل غير مباشر، إلى إعادة الأمريكيين إلى الاتفاق خصوصًا عبر رفع العقوبات التي أعادوا فرضها على طهران بعد انسحابهم، في مقابل عودة الأخيرة لاحترام كامل التزاماتها بموجب اتفاق 2015، والتي تراجعت عن العديد منها في أعقاب الانسحاب الأمريكي. وقال ناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية لوكالة فرانس برس الخميس: «إن تقدمًا ملحوظًا تحقق الأسبوع الماضي». وأوضح: «إذا أبدت إيران جدية في هذا الشأن، يمكننا -ويجب- أن نتوصل إلى تفاهم بشأن العودة المتبادلة إلى التنفيذ التام لخطة العمل الشاملة المشتركة (التسمية الرسمية للاتفاق النووي) في غضون أيام»، وتابع: «إن أي شيء يتجاوز ذلك بكثير، من شأنه أن يعرّض إمكان العودة إلى الاتفاق لخطر كبير». ويعتقد خبراء أن أسابيع قليلة تفصل إيران عن امتلاك ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع سلاح نووي، حتى لو استغرق الأمر خطوات إضافية أكثر تعقيدًا لصنع قنبلة فعلية.
مشاركة :