تصاعد العنف في دارفور منذ سيطرة العسكر على الحكم في السودان

  • 2/20/2022
  • 01:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الخرطوم‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬نهب‭ ‬لمقرات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬معارك‭ ‬قبلية،‭ ‬هجمات‭ ‬مسلحة،‭ ‬اغتصاب‭ ‬وتظاهرات‭ ‬مناهضة‭ ‬للانقلاب،‭ ‬يتصاعد‭ ‬العنف‭ ‬في‭ ‬دارفور‭ ‬في‭ ‬الفراغ‭ ‬الأمني‭ ‬الذي‭ ‬سببته‭ ‬إجراءات‭ ‬العسكر‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭. ‬ في‭ ‬2020‭. ‬وقعت‭ ‬أول‭ ‬سلطة‭ ‬تولت‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬عقب‭ ‬إسقاط‭ ‬عمر‭ ‬البشير‭ ‬اتفاق‭ ‬سلام‭ ‬مع‭ ‬الحركات‭ ‬المسلحة‭ ‬في‭ ‬دارفور‭ ‬وهو‭ ‬إقليم‭ ‬شاسع‭ ‬في‭ ‬غرب‭ ‬السودان‭ ‬مزقته‭ ‬الحروب‭ ‬خلال‭ ‬العقود‭ ‬الأخيرة‭.‬ وبعد‭ ‬عام‭ ‬ونصف‭ ‬على‭ ‬توقيع‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقية‭ ‬وبعد‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬التحرك‭ ‬العسكري‭ ‬في‭ ‬الخرطوم،‭ ‬عادت‭ ‬الصراعات‭ ‬على‭ ‬السلطة‭ ‬إلى‭ ‬الواجهة‭ ‬في‭ ‬الإقليم‭. ‬ الأسبوع‭ ‬الماضي،‭ ‬أطلق‭ ‬مسلحون‭ ‬النار‭ ‬على‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬ليسرقوا‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬مقر‭ ‬البعثة‭ ‬المشتركة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والاتحاد‭ ‬الإفريقي‭ ‬التي‭ ‬عملت‭ ‬لمدة‭ ‬13‭ ‬عاما‭ ‬في‭ ‬دارفور‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تنهي‭ ‬مهمتها‭ ‬بعد‭ ‬توقيع‭ ‬السلام‭.‬ ويسمع‭ ‬سكان‭ ‬المناطق‭ ‬المجاورة‭ ‬لمقر‭ ‬البعثة‭ ‬من‭ ‬حين‭ ‬لآخر‭ ‬أصوات‭ ‬طلقات‭ ‬نارية‭ ‬فيما‭ ‬يحاول‭ ‬المتمردون‭ ‬المسلحون،‭ ‬المتهمون‭ ‬بارتكاب‭ ‬انتهاكات‭ ‬في‭ ‬دارفور‭ ‬وفي‭ ‬مناطق‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬إفريقيا،‭ ‬الاستيلاء‭ ‬على‭ ‬سيارات‭ ‬وعلى‭ ‬آلاف‭ ‬الأطنان‭ ‬من‭ ‬المساعدات‭ ‬الغذائية‭ ‬ومعدات‭ ‬مختلفة‭ ‬تركتها‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭.‬ وفق‭ ‬برنامج‭ ‬الغذاء‭ ‬العالمي،‭ ‬يعاني‭ ‬الآن‭ ‬‮«‬مليونا‭ ‬شخص‮»‬‭ ‬من‭ ‬نقص‭ ‬المساعدات‭ ‬في‭ ‬السودان،‭ ‬أحد‭ ‬أفقر‭ ‬بلدان‭ ‬العالم‭. ‬وتزداد‭ ‬المعاناة‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬دارفور‭ ‬حيث‭ ‬يعيش‭ ‬أغلب‭ ‬النازحين‭ ‬الذين‭ ‬يبلغ‭ ‬عددهم‭ ‬ثلاثة‭ ‬ملايين‭ ‬شخص‭.‬ وإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬هناك‭ ‬الصدامات‭ ‬القبلية‭ ‬وهي‭ ‬اشتباكات‭ ‬موسمية‭ ‬بسبب‭ ‬النزاع‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬أو‭ ‬المياه‭ ‬وتؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تدمير‭ ‬منازل‭ ‬ومحاصيل‭. ‬وأدت‭ ‬هذه‭ ‬الاشتباكات‭ ‬إلى‭ ‬مقتل‭ ‬250‭ ‬شخصا‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬إلى‭ ‬ديسمبر،‭ ‬وفق‭ ‬لجنة‭ ‬الأطباء‭ ‬المركزية‭ (‬نقابة‭ ‬مستقلة‭) ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬وقائع‭ ‬اغتصاب‭.‬ ويقول‭ ‬محمد‭ ‬عيسى‭ ‬المقيم‭ ‬في‭ ‬دارفور‭ ‬أن‭ ‬الانفلات‭ ‬بدأ‭ ‬عندما‭ ‬قام‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬البرهان‭ ‬بالانقلاب‭ ‬في‭ ‬الخرطوم‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬قرابة‭ ‬ألف‭ ‬كيلومتر‭ ‬من‭ ‬الإقليم‭. ‬ ويروى‭ ‬عيسى‭ ‬لفرانس‭ ‬برس‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الأمن‭ ‬تدهور‭ ‬كثيرا‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬أربعة‭ ‬أشهر‭: ‬يقوم‭ ‬رجال‭ ‬مسلحون‭ ‬بانتظام‭ ‬بإيقاف‭ ‬السيارات‭ ‬ويبتزون‭ ‬ركابها‮»‬‭. ‬ ويضيف‭ ‬عبدالله‭ ‬آدم‭ ‬المقيم‭ ‬في‭ ‬مخيم‭ ‬زمزم‭ ‬للنازحين‭ ‬بشمال‭ ‬دارفور‭: ‬‮«‬أصبح‭ ‬الاغتصاب‭ ‬والنهب‭ ‬أمورا‭ ‬متكررة‮»‬‭.‬ في‭ ‬الخرطوم،‭ ‬تتجاهل‭ ‬السلطة‭ ‬العسكرية‭ ‬الجديدة‭ ‬الأمر‭ ‬وتتهم‭ ‬المجموعات‭ ‬المسلحة‭ ‬بعدم‭ ‬تنفيذ‭ ‬اتفاق‭ ‬السلام‭ ‬الموقع‭ ‬عام‭ ‬2020‭ ‬والقاضي‭ ‬بتسليم‭ ‬السلاح‭ ‬وإدماج‭ ‬أعضاء‭ ‬هذه‭ ‬الحركات‭ ‬في‭ ‬القوات‭ ‬النظامية‭.‬ كما‭ ‬يتهم‭ ‬الجنرالات‭ ‬الذين‭ ‬يتولون‭ ‬الحكم‭ ‬الآن‭ ‬المسؤولين‭ ‬المدنيين‭ ‬السابقين،‭ ‬الذين‭ ‬أزاحوهم‭ ‬منذ‭ ‬أكتوبر،‭ ‬بعدم‭ ‬اتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬اللازمة‭ ‬لوضع‭ ‬اتفاق‭ ‬السلام‭ ‬موضع‭ ‬التطبيق‭. ‬ ويقولون‭ ‬إن‭ ‬المهمة‭ ‬باتت‭ ‬اليوم‭ ‬أكثر‭ ‬صعوبة‭ ‬بسبب‭ ‬وقف‭ ‬المساعدات‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يقدمها‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬فقدان‭ ‬السودان‭ ‬40‭% ‬من‭ ‬موازنته‭.‬ والخميس،‭ ‬قال‭ ‬مجددا‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬عبدالحميد،‭ ‬المسؤول‭ ‬عن‭ ‬نزع‭ ‬سلاح‭ ‬الحركات‭ ‬المسلحة‭ ‬وإدماج‭ ‬رجالها‭ ‬في‭ ‬القوات‭ ‬النظامية،‭ ‬‮«‬يتعين‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬أن‭ ‬يدعمنا‮»‬‭.‬ وتجد‭ ‬السلطة‭ ‬الجديدة‭ ‬صعوبة‭ ‬في‭ ‬استعادة‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬دارفور‭ ‬مع‭ ‬الحشود‭ ‬التي‭ ‬تنزل‭ ‬إلى‭ ‬الشوارع‭ ‬بانتظام‭ ‬للمطالبة‭ ‬بـ«إسقاط‭ ‬الانقلابيين‮»‬‭. ‬ ويقول‭ ‬آدم‭ ‬رجال‭ ‬الناطق‭ ‬باسم‭ ‬التنسيقية‭ ‬العامة‭ ‬للاجئين‭ ‬والنازحين‭ ‬في‭ ‬دارفور‭ ‬‮«‬لا‭ ‬أحد‭ ‬يثق‭ ‬في‭ ‬نظام‭ ‬الانقلابيين‮»‬‭.‬ وخرج‭ ‬المتظاهرون‭ ‬في‭ ‬دارفور‭ ‬مرارا‭ ‬ليقولوا‭ ‬‮«‬لا‮»‬‭ ‬لسلطة‭ ‬الفريق‭ ‬البرهان‭ ‬والرجل‭ ‬الثاني‭ ‬في‭ ‬سلطته‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬محمد‭ ‬حمدان‭ ‬دقلو،‭ ‬قائد‭ ‬مليشيا‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬المتهمة‭ ‬بارتكاب‭ ‬انتهاكات‭ ‬في‭ ‬دارفور‭. ‬ ويضيف‭ ‬رجال‭ ‬لفرانس‭ ‬برس‭ ‬‮«‬الذين‭ ‬يحكمون‭ ‬الآن‭ ‬ارتكبوا‭ ‬جرائم‭ ‬في‭ ‬دارفور‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬البشير،‭ ‬لماذا‭ ‬سيحمون‭ ‬الناس‭ ‬الآن؟‮»‬‭. ‬ويقول‭ ‬‮«‬لابد‭ ‬من‭ ‬إعادة‭ ‬السلطة‭ ‬المدنية‭ ‬وإلا‭ ‬فكل‭ ‬الأمور‭ ‬ستسوء‮»‬‭.‬

مشاركة :