قالت صحيفة «ذي هيل» الأمريكية: إن مناورة بوتين في أوكرانيا توحد الديمقراطيات الغربية التي سعى إلى تقسيمها.وبحسب مقال لـ «كارلا جونز»، لطالما استغل الرئيس فلاديمير بوتين الانقسامات داخل الديمقراطيات الغربية وفيما بينها وفاقمها.وأضافت الكاتبة: من خلال وكالة أبحاث الإنترنت IRA، وهي منظمة روسية تتمتع بعلاقات قوية مع خدمات الأمن في الكرملين، انخرطت روسيا في إجراءات نشطة لزعزعة استقرار الغرب وإثبات فشل الديمقراطية كنظام حكم للروس والعالم.وأردفت: مع ذلك، فإن تهديد بوتين بغزو أوكرانيا يحقق نكسة في هذا الإنجاز الفريد، وبدلاً من تعميق الانقسامات في الغرب التي زرعها بوتين بشق الأنفس، فإن تصعيد العدوان على أوكرانيا يصلح بعضًا منها.ومضت تقول: في الولايات المتحدة، يتحد الكونجرس بشكل غير مألوف، حيث يقوم المشرعون على الجانبين بإصدار قانون سريع يهدف إلى ردع العدوان الروسي والتأكد من أنه في حالة حدوث غزو، فإن العواقب بالنسبة لروسيا ستكون وخيمة.توحّد أمريكيونقلت كارلا جونز في مقالها على صحيفة «ذي هيل» الأمريكية، عن السيناتور روب بورتمان، قوله: لقد توحّدنا كجمهوريين وديمقراطيين في مواجهة ما فعلته روسيا.وبحسب الكاتبة، قام بوتين عن غير قصد بسحب قوات الناتو بالقرب من حدوده ومنح التحالف هدفًا ونشاطًا متجددًا.وأشارت إلى أن التحالف يظهر حاليًا تماسكًا وتصميمًا غير مرئي منذ الأشهر التي أعقبت 11 سبتمبر، مما يؤدي إلى إسكات الأسئلة حول أهميته، حيث أرسل حلفاء الناتو قوات ومستشارين على الأرض وأسلحة لدعم أوكرانيا والجناح الشرقي للحلف.وأضافت: على مدى شهور، ساعدت المملكة المتحدة أوكرانيا على تطوير قدراتها البحرية وأطلقت مؤخرًا أسلحة دفاعية إلى أوكرانيا، كما قام رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بزيارة كييف في عرض للتضامن، ويوجد لدى المملكة المتحدة أيضًا خطط لتعميق نظام العقوبات الصارم بالفعل ضد روسيا في حالة وقوع هجوم.وتابعت: أرسلت هولندا وإسبانيا طائرات مقاتلة إلى بلغاريا، وانضمت هولندا إلى أوكرانيا في دعوى المحكمة الجنائية الدولية ضد روسيا، وخصصت الدنمارك مساعدات لأوكرانيا، ووعدت بأسلحة في حالة وقوع هجوم روسي. وأرسلت الولايات المتحدة مستشارين وأسلحة دفاعية ونشرت 3000 جندي في المنطقة بالإضافة إلى 5500 آخرين على أهبة الاستعداد.حليف الأمسواستطردت الكاتبة كارلا جونز تقول في مقالها: حتى تركيا، التي تتمتع بعلاقة ثنائية قوية مع روسيا، أرسلت طائرات بدون طيار مسلحة للمساعدة في الجهود الدفاعية لأوكرانيا، بينما توجه الرئيس أردوغان إلى كييف لتوقيع اتفاقية تجارية مع الرئيس الأوكراني زيلينسكي.ومضت تقول: تتجلى ألمانيا في تحفظها على ارتكاب أسلحة دفاعية أو السماح بنقلها إلى أوكرانيا؛ ومع ذلك، وافق المستشار أولاف شولز بشكل خاص على تعليق عمليات «نورد ستريم 2» في حالة وقوع هجوم روسي، في غضون ذلك، تفكر فنلندا والسويد، اللتان بقيتا على مسافة حلف الناتو تاريخياً، في الانضمام.وتابعت: لم يصرف الصراع الوشيك انتباه الروس عن إخفاقات بوتين المحلية، كالضائقة الاقتصادية المزمنة، وتصعيد الهجمات على الحرية والتحديات الديموغرافية، حيث ينظر الروس العاديون إلى الحرب مع أوكرانيا على أنها تقوّض قدرة روسيا على معالجة مشاكلها الداخلية.وأضافت: كانت شعبية بوتين أقوى في منطقة دونباس الأوكرانية، لكنها تراجعت منذ 2014، وتآكل الدعم الشعبي لروسيا عمومًا، الذي انقسم بالتساوي في عام 2014.ومضت تقول: يشكل القوميون الأوكرانيون الأغلبية الساحقة، ويطمح عدد قليل منهم للانضمام إلى روسيا، كان الدعم الأوكراني للانضمام إلى الناتو، وهو طموح مقنن في القانون وأضيف إلى الدستور الأوكراني في عام 2019، ضعيفًا قبل عقد من الزمان فقط والآن تسعى غالبية الأوكرانيين للانضمام إلى الحلف.لحظة نادرةواختتمت كارلا جونز في مقالها على صحيفة «ذي هيل» الأمريكية بقولها: كان لمناورة بوتين في أوكرانيا تأثير موحد بين الديمقراطيات الغربية وداخلها، والتي لديها الآن فرصة للاستفادة من هذه اللحظة النادرة من خلال إصلاح النسيج الاجتماعي الوطني، وبالمثل، يمكن لحلف الناتو إظهار تماسكه المتجدد في القمة المقبلة في مدريد من خلال العزم على الدفاع عن الديمقراطيات ذات السيادة.وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت الثلاثاء الماضي أن جزءا من القوات المنتشرة قرب الحدود مع أوكرانيا والبالغ عددها أكثر من 100 ألف عسكري، باشرت العودة إلى ثكناتها بعد الانتهاء من مناورات عسكرية.كما أكد الكرملين بدء عملية سحب مقررة لجزء من القوات الروسية المنتشرة عند الحدود مع أوكرانيا، لكنه شدد على أن روسيا ستواصل تحريك جنودها في أنحاء البلاد كما تراه مناسبا.وأعلنت أوكرانيا أن جهودها الدبلوماسية المشتركة مع حلفاء غربيين نجحت في تفادي تصعيد روسي أكبر.وسبق أن أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية عن سحب بعض قواتها الموجودة على الأراضي الأوكرانية بهدف إعادة تمركزهم في أماكن أخرى في أوروبا.
مشاركة :