الحكومة اليمنية تطالب غوتيريش بموقف أممي تجاه انتهاكات الحوثيين

  • 2/19/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

دعت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا السبت، الأمم المتحدة إلى اتخاذ موقف حيال "عرقلة الحوثيين لتحقيق السلام" في البلاد، مؤكدة استعدادها لتعزيز التعاون من أجل الوصول إلى مقاربة شاملة تخرج اليمنيين من الأزمة التي يعيشونها. جاء ذلك خلال لقاء وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك السبت، مع أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، لبحث الأوضاع الإنسانية ومسارات السلام في البلاد، وذلك على هامش أعمال الدورة الـ58 لمؤتمر ميونخ للسلام والأمن، المنعقد في ألمانيا. والجمعة، انطلقت أعمال مؤتمر ميونخ للأمن، والذي يستمر على مدى 3 أيام، بمدينة ميونخ جنوبي ألمانيا، بمشاركة دولية واسعة. وطالب بن مبارك بموقف "أخلاقي أممي إزاء الانتهاكات والجرائم التي تقترفها ميليشيا الحوثي في اليمن وعرقلتها لكافة المبادرات الأممية والإقليمية الهادفة لتحقيق السلام في اليمن، والضغط على النظام الإيراني لوقف تدخله في الشأن اليمني ودعمه لميليشيا الحوثي". واتهم الوزير اليمني الحوثيين "بالاستمرار في تعنتهم ورفضهم لكافة جهود السلام من خلال تصعيدهم العسكري في عدد من المحافظات، ومنع بعثة دعم اتفاق الحديدة (أونمها) من تنفيذ ولايتها". ولفت إلى "التهديد الذي يمثله استخدام ميناء الحديدة (غرب البلاد) للأغراض العسكرية، وتهديد السلم والأمن الدوليين من خلال استهداف ممرات الملاحة الدولية". وأشار إلى الدور التخريبي الذي تلعبه إيران في المنطقة من خلال دعمها لميليشيا الحوثي، متجاوزة قرار مجلس الأمن الدولي بحظر دعم وتزويد الجماعة المتمردة بالأسلحة بهدف زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة. ومن جانبه أكد غوتيريش التزام الأمم المتحدة بالعمل على التخفيف من معاناة اليمنيين، مشيرا إلى أهمية التحشيد لمؤتمر المانحين لدعم خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن والمزمع عقده في شهر مارس القادم. وتطرق المسؤول الأممي إلى استمرار الأمم المتحدة عبر مبعوثها الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ في بذل الجهود للدفع نحو استئناف العملية السياسية والوصول إلى سلام شامل ومستدام. وشككت أوساط سياسية يمنية في إمكانية نجاح الخطة التي ينكب غروندبرغ على إعدادها، والتي قال إنها تستند على عملية متعددة المسارات لإنهاء الحرب المستمرة في هذا البلد منذ نحو سبع سنوات. وقالت الأوساط إن "عوامل نجاح هذه الخطة التي لا تعرف بعد ملامحها، لم تنضج بعد على المستوى المحلي وحتى الإقليمي"، مشيرة إلى أنه "سبق وأن طرحت العديد من المبادرات سواء من أطراف الصراع أنفسهم أو من المبعوثين السابقين، وقدمت تلك المبادرات على أنها "فرص حقيقية" لتحقيق السلام لكنها بقيت مجرد حبر على ورق". وتشير الأوساط إلى أن الاتفاق الوحيد الذي يزعم البعض صموده وهو اتفاق ستوكهولم الذي جرى التوصل إليه في العام 2018، يواجه اختراقات يومية من قبل المتمردين الحوثيين الموالين لإيران. وأعلن وزير الخارجية اليمني في وقت سابق الجمعة أن الحكومة تعمل بشكل مكثف على "خارطة طريق" من مسارين، أحدهما سياسي والآخر اقتصادي، بهدف فرض واقع جديد في البلاد. ولفت بن مبارك "إلى حجم الدمار والخسائر في الأرواح والبنى التحتية جراء الحرب التي فرضتها ميليشيا الحوثي". ودعا الوزير "إلى ضرورة تعزيز الجهود الدولية لإعادة الإعمار والتنمية في اليمن كإحدى الوسائل لسد الفجوة بين إرساء دعائم السلام وتحريك عجلة التنمية المستدامة". ويشهد اليمن منذ نحو سبع سنوات حربا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة المدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران، المسيطرين على عدة محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر 2014. وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت في نوفمبر الماضي، أنه بنهاية العام 2021، تكون الحرب في اليمن قد أسفرت عن مقتل 377 ألف شخص بشكل مباشر وغير مباشر.

مشاركة :