مصالحة الطوارق والتبو هدية قطر للجنوب الليبي

  • 11/25/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كتب- إبراهيم بدوي: ثمنت قيادات قبيلتي الطوارق، والتبو في دولة ليبيا الشقيقة رعاية حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، لاتفاق المصالحة الشامل بينهما بالدوحة أمس الأول لإنهاء الاقتتال في مدينة "أوباري" جنوب غرب ليبيا. وأكد المتحدثان الرسميان باسم القبيلتين لـ الراية ترحيب القبيلتين بالجهود المتواصلة لدولة قطر في ظل قيادة سمو الأمير لتحقيق المصالحة بين القبيلتين والتي حظيت بموافقة القبائل كافة ومساندة دول الجوار. وشددا على أهمية الوساطة القطرية في حل الخلافات بالطرق السلمية وإنهاء الأزمات، وعزم القبيلتين تنفيذ الاتفاق فور عودتهم إلى أرض الوطن خلال الأيام القليلة القادمة. وأشارا إلى أن رعاية قطر للاتفاق حجر زاوية في ترسيخ الأمن والاستقرار في الجنوب الليبي آملين أن يعم الاستقرار كافة الأراضي الليبية مما يسهم في وحدة ترابها. وأكدا أن قطر عرفت دائماً بدورها كوسيط إيجابي وبنّاء بين كافة الأطراف المتصارعة، مستندة على الحوار كسبيل وحيد للتوصل إلى حلول ناجعة للنزاعات، فعملت قطر على تقريب وجهات النظر في حال حصول خلافات خلال المفاوضات، ونجحت بما تحظى به من مصداقية وحيادية بوقوفها على مسافة واحدة من طرفي النزاع في إنهاء حالة الاقتتال التي دامت لما يقرب من 14 شهراً سقط خلالها العديد من القتلى والجرحى من القبيلتين. وشددت القبيلتان على أن الاتفاق يهدف لحقن الدماء بين أبناء الشعب الواحد كما أنه يشكل أهمية كبيرة لإعادة بسط الأمن والاستقرار في جنوب ليبيا، والتي تعتبر منطقة مهمة لليبيا ولدول الجوار كما تشكل أهمية إقليمية. ونجحت الوساطة القطرية في وأد الصراع بين قبيلتي التبو والطوارق كبرى القبائل في الصحراء الكبرى عبر توقيع اتفاقية تصالح بينهما في الدوحة أول أمس. والتزم الطرفان في الاتفاق بوقف كامل لإطلاق النار، وإنهاء المظاهر المسلحة في مدينة أوباري، كما يشمل الاتفاق عودة النازحين والمهجرين إلى بيوتهم، وفتح الطريق العام المؤدي إلى المدينة. مصطفى حمادي الناطق باسم قبيلة الطوارق لـ الراية: قطر هيأت أجواء المصالحة بحيادية المفاوضات تسير في الاتجاه الصحيح برعاية قطرية أكد مصطفى حمادي الناطق الرسمي باسم قبيلة الطوارق الليبية عزم قبيلته على تنفيذ اتفاق الدوحة لافتا إلى أن الاتفاق يعيد الأمل إلى أهالي الجنوب وخاصة في مدينة أوباري لافتا إلى أن الاتفاق يعد خطوة على الطريق الصحيح لتعزيز الاستقرار الإقليمي والدولي. وقال لـ الراية: الاتفاق يبعث بعدة رسائل أهمها أن المفاوضات تسير في الاتجاه الصحيح برعاية قطرية ناجحة في إرساء المصالحة، معرباً عن خالص تقديره لجهود ورعاية سمو الأمير للمصالحة وسعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني مساعد وزير الخارجية لشؤون التعاون الدولي الذي قاد ماراثوناً طويلاً في المفاوضات بحيادية تامة. ونوه بأن نجاح اجتماع الدوحة دون غيره من اجتماعات سابقة بين الطرفين في العديد من عواصم العالم يؤكد تميز أسلوب الوسيط القطري وقدرته على إقناع الأطراف بأفضل الحلول مؤكدا أن قطر هيأت البيئة اللازمة لإتمام الاتفاق والصلح بحيادية تامة. وطالب حمادي المجتمع الدولي بدعم اتفاق الدوحة للسلام في جنوب ليبيا وإنجاح المصالحة لافتا إلى أن القبائل الليبية الموقعة على الاتفاق لها امتدادات في دول الجوار وأن الاستقرار بها ينعكس على استقرار هذه الدول. وأكد أن اتفاق الدوحة خطوة على الطريق الصحيح لتعزيز الاستقرار الإقليمي والدولي لأن الاتفاق سوف يساهم في منع الهجرة غير الشرعية والتهريب ومكافحة الحركات الإرهابية التي تعاني منها أوروبا والعالم مؤكداً أن الجنوب هو الضحية الأولى للإرهاب في ظل وجود بيئة خصبة يستغلها نتيجة عدم الاستقرار والانفلات الأمني والحدود المفتوحة. وقال إن الاتفاق يضع خريطة طريق تجاه بناء السلم العالمي بمكافحة منابع الإرهاب ووقف الهجرة غير الشرعية وعصابات التهريب مع ما يتطلب ذلك من تعاون دول الجوار لتأمين الحدود. وقال إن الاتفاق تم بين أقوى قبيلتين في الصحراء الكبرى ما يعكس الإرادة القوية لهما وإحساسهما بالمسؤولية تجاه الأجيال الحالية والقادمة ورغبتهما في إنهاء سيناريو الحروب والاقتتال وأيضا جاء نتيجة إيماننا بالمبادرة القطرية الحيادية والصادقة في تحقيق المصالحة. وأوضح أن من أسباب نجاح التوصل إلى اتفاق هو البعد عن الانتماءات السياسية والتركيز على البعد الاجتماعي بحضور شيوخ القبائل والقادة والنخب الاجتماعية ممن يجسدون إرادة ورغبة الأهالى في السلام خاصة في ظل الظروف السياسية المتوترة في ليبيا وقال إن اجتماع الدوحة والاتفاق الذي تم أحدث صدى واسعاً وترحيباً كبيراً بين أهالى الجنوب حيث أكد لهم جدية المفاوضات وأنها تسير في الاتجاه الصحيح نحو إرساء الصلح والسلام. وأضاف: نعود إلى الوطن نهاية الأسبوع الجاري للقيام بتنفيذ التزامات الاتفاق وستكون هناك مراحل لاحقة تركز على المشاريع التنموية والبنية التحتية وبناء مؤسسات الدولة. محمد صندو المتحدث باسم قبائل التبو لـ الراية: الاتفاق مهد الطريق لاستعادة الأمن بالمنطقة قطر وسيط إيجابي في حل النزاعات ونزع فتيل الأزمات ثمن محمد صندو المتحدث الرسمي باسم وفد قبائل التبو في حديثه لـالراية الجهود القطرية ورعاية سمو الأمير للاتفاق. وقال: قبل المجيء إلى قطر كنا على يقين من خبرة قطر وحياديتها ووقوفها دوما على مسافة واحدة من الأطراف المتنازعة لتقريب وجهات النظر وتغليب لغة الحوار لتحقيق المصالحة بالطرق السلمية، فقطر لها خبرات طويلة في مجال الوساطة الإيجابية وتجاربها في حل النزاعات ونزع فتيل الأزمات عبر التفاوض والحوار وتنفيذ هذا الاتفاق سيكون انطلاقة لتسوية أغلب النزاعات في الجنوب وسوف ينعكس على ليبيا عموما. وأكد أن مفاوضات الدوحة كانت صعبة وشاقة للغاية نتيجة ما أسفرت عنه الحرب من إزهاق للأرواح وانتشار للأحقاد وبفضل جهود وخبرة الوسيط القطري في تقريب وجهات النظر ورأب الصدع تم تتويج هذه المفاوضات بتوقيع اتفاق السلام. وقال إن الحرب في مدينة أوباري جعلتها مدينة منكوبة بعد استمرارها لمدة 14 شهراً وسقوط قتلى وجرحى وتهجير للسكان وباتت المدينة تفتقر إلى كافة الخدمات من تعليم وصحة وغيرهما من الخدمات الأساسية. وأضاف إن وقف إطلاق النار الفوري يعد إنجازاً كبيراً وبداية للسلام ومن ثم التنمية والبناء وعودة المنطقة إلى ما كانت عليه قبل النزاع. وقال صندو إن تنفيذ الاتفاق سيتم عقب العودة للوطن خلال أسبوع أو أسبوعين وسيتم اتخاذ كافة الترتيبات بدخول قوة محايدة من قبيلة الحساونة مع القوة المكلفة من رئاسة الأركان الليبية وسوف يتم التواصل والاجتماع مع الشيوخ والأعيان وأفراد المجتمع المدني لتنفيذ باقي البنود. وعن استقبال الأهالي لأنباء توقيع الاتفاق قال هناك قبول وترحيب كبير لأن الناس أصابها الملل من الحروب والقتل والتشريد. وحول ضمانات عدم حدوث انتكاسات قال المتحدث باسم قبائل التبو، لدى الطرفين قناعة بأن الحرب عبثية لا هدف لها والناس تريد السلام والبعد عن العنف ولدى الطرفين إرادة قوية للتنفيذ بعد الخسائر والمآسي الكبيرة التي تكبدوها جراء الحرب ولا يريدون تكرار هذا السيناريو. وبشأن المشكلات التي تعيشها هذه المنطقة قال أبرزها الخروقات الأمنية وانتشار السلاح بين الناس إضافة إلى غياب سلطة مركزية قوية موحدة والخلافات السياسية والحدود المفتوحة التي تزيد من مشكلات التهريب والهجرة غير الشرعية وغيرها من المشكلات التي تساهم في عدم استقرار المنطقة. وأكد المتحدث باسم قبائل التبو أنه رغم هذه المشكلات إلا أن إرادة الناس ورغبتهم في السلام ووعيهم بأهمية بناء المؤسسات هي الضمانة الحقيقية للوصول إلى الأمن والاستقرار والتنمية الشاملة بالمنطقة والتي مهد لها الطريق اتفاق الدوحة للسلام. المقدم جمال التريكي آمر القوة الثالثة لـ الراية: انطلاقة لتسوية نزاعات الجنوب أكد المقدم جمال التريكي آمر القوة الثالثة المكلفة بحماية الجنوب لـ"الراية" أن اتفاق الدوحة يشكل نواة لتأمين منطقة الجنوب الليبي وتسوية نزاعات الجنوب بصفة عامة مثمناً دور قطر الإيجابي وفتح أبوابها للحوار والتفاوض بين الأطراف المتنازعة على مدار شهور طويلة. وقال التريكي إن قطر لديها دراية كبيرة بالواقع الليبي واستجابت القيادة القطرية الحكيمة لطلب المؤتمر الوطني العام في ليبيا للوساطة بين الأطراف المتنازعة في الجنوب بحكم خبرتها وحنكتها في هذا الصدد، مؤكدا أن النوايا الحسنة ساهمت في إتمام الاتفاق المقرر البدء في تنفيذه خلال أيام. وشدد على أن الأطراف الموقعة عازمة بقوة على تنفيذ الاتفاق بعد الأضرار والخسائر الكبيرة التي وقعت وربما يجسد حضور شيوخ وأعيان هذه القبائل للدوحة رغبتهم ونواياهم الصادقة في إرساء السلام عبر تنفيذ ما تم الاتفاق عليه. وقال: الأهالى في أوباري سعداء للغاية بالاتفاق وكافة الانطباعات إيجابية وخلال العشرة أيام القادمة سيتم ترتيب قوة الأمن وتسليم المواقع وفتح الطريق للإمدادات وكلها أجواء تشكل بادرة خير، ونشكر دولة قطر حكومة وشعباً على حسن تعاونهم وجهودهم الكبيرة. وأكد أن نجاح هذه التجربة بين قبيلتي التبو والطوارق ورؤية الناس أشياء ملموسة على الأرض، سوف يشكل نموذجاً ومثالا يحتذى ويشجع القبائل الأخرى على إنهاء خلافاتها بالحوار والتفاوض بعيداً عن التجاذبات السياسية لافتاً إلى أن الاتفاق يحتاج إلى تعاون دول الجوار للحفاظ على أمن ليبيا ووقف الخروقات الأمنية على الحدود.

مشاركة :