فتحت حادثة إسقاط طائرة «سوخوي24» الروسية على الحدود السورية - التركية مجددًا النقاش حول نوعية السلاح الروسي المستخدم بالحرب في سوريا وقدرته وفعاليته مقارنة بالسلاح الأميركي المستخدم هناك. وفيما يتفق الخبراء على أن الأميركيين يتزعمون الأجواء السورية بطائرات «إف16» الأميركية، يتحدث بعضهم عن «قدرات عسكرية روسية هائلة»، ويعتبر بعضهم الآخر أن موسكو تستخدم سلاحها في سوريا بشكل «استعراضي». ويعتمد الروس في حربهم في سوريا وبشكل أساسي على طائرات السوخوي القاذفة والـ«ميغ» القتالية على اختلاف فصائلهما، وهم ركزوا مؤخرًا على استخدام طائرات الهليكوبتر الهجومية من طراز «Mi - 24» والمعروفة باسم «التمساح» للقيام بدوريات منتظمة حول قاعدة «حميميم» العسكرية، حيث تقوم المروحية بأداء المهام على ارتفاع منخفض لحماية المنطقة، كما تشارك في قصف مواقع تنظيم داعش ضمن العملية العسكرية التي يقوم بها الجيش الروسي هناك. وأشار رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والعلاقات العامة، العميد المتقاعد هشام جابر إلى وجود سلاح جو روسي «مكثف» في سوريا بعدما تخطى عدد الطائرات القاذفة والمقاتلة هناك الـ69، عوضًا عن طائرات الهليكوبتر، متحدثا عن مشاركة ما بين 3000 و4000 عنصر روسي في العمليات العسكرية في سوريا. ولفت جابر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى امتلاك موسكو «قدرات عسكرية هائلة، إلا أنها في الوقت نفسه لا تقارن مع قدرات الولايات المتحدة الأميركية والناتو مجتمعا». وأضاف: «لكن الفرق أن روسيا قادرة على اتخاذ قرار بتشغيل سلاحها واستثمار قدراتها العسكرية باعتبار أن رئيسها هو من يحكم ويصدر الأوامر، أما في أميركا فالقرار ليس بين يدي الرئيس، بل تتحكم فيه قوى متعددة ما يكبّل القدرات الأميركية». وفيما تُعد طائرة «سوخوي24» التي أسقطتها المقاتلة التركية قديمة نوعا ما باعتبارها دخلت حيز الاستخدام عام 1974، تُعتبر طائرة «سوخوي34» الجديدة المتعددة المهام، وهي مقاتلة وقاذفة قنابل في آنٍ، صاحبة قدرات «فائقة» على تدمير أهداف صغيرة الحجم، وقد استخدمت في العمليات الجوية في سوريا لضرب أهداف «داعش»، كما كشف موقع «روسيا اليوم». وتعتزم وزارة الدفاع الروسية بحلول عام 2015 شراء 32 طائرة «سو - 34» لتحل محل قاذفات القنابل العملياتية «سو - 24» و«توبوليف - 22 إم3». وبحسب «روسيا اليوم» فإن طائرتي «سو - 34» اللتين اشترتهما وزارة الدفاع الروسية في العام الماضي تكلفتا 1.8 مليار روبل، ما يعادل تكلفة صاروخين عابرين للقارات من طراز «توبول». ويرى المدير التنفيذي لمؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري «إينجما»، رياض قهوجي، أنّه «لا مجال لمقارنة السلاح الروسي بالسلاح الأميركي باعتبار أن الأخير متطور وبأجيال من الناحية التكنولوجية، فأميركا تعتمد على الأسلحة الذكية والأنظمة الإلكترونية ما يضعها في الطليعة من حيث سلاح الجو»، لافتا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «طائرات (إف16) الأميركية المعتمدة في سوريا أقوى ومتقدمة تكنولوجيا وتقصف على مسافات بعيدة بخلاف طائرات (السوخوي) الروسية». وبحسب قهوجي، فإن روسيا تستخدم سلاحها في سوريا «بشكل استعراضي»، باعتبار أن القصف بصواريخ «الكروز» التي أطلقت من بحر البلطيق «لم يكن هناك أي مبرر لها، لأن (السوخوي) أكثر فعالية ودقة بضرب الأهداف». وأضاف: «عادة تستخدم صواريخ الكروز عندما نكون نتعاطى مع خصم يمتلك دفاعات جوية قوية وهو ما ليس حاصلا في الحالة السورية». وأعد موقع «سي إن إن» الأميركي مؤخرًا تقريرًا بعنوان «في ظل الحرب بالوكالة في سوريا والمنطقة: بين (سوخوي27) الروسية و(إف15) الأميركية.. من يتزعم الأجواء؟». واعتبر الموقع أن «المقارنة بين الأسلحة الروسية ونظيرتها الأميركية ليس مجرد مقارنة بين منتجين مختلفين من أدوات القتال، بل هو أبعد من ذلك، إذ إن الأمر يتعلق بالفوارق التكنولوجية والعسكرية بين المدرستين، الشرقية والغربية، والأهداف التي من أجلها صنعت كل مدرسة أسلحتها، وهذا ما نراه بمقارنة (سوخوي27) مع (إف 15)». ويتابع الروس كما الأميركيون باهتمام شديد التطور العسكري لدى الطرف الخصم. وفي هذا المجال، نشرت مجلة «The National Interest» الأميركية قبل مدة مقالاً بقلم المحلل العسكري دايف ماجومدار الذي أبرز 5 أنواع للأسلحة الروسية الخارقة من الجيل الجديد، وهي: مقاتلة الجيل الخامس «تي – 50» والطائرة الاستراتيجية بعيدة المدى الواعدة، وبرنامج دبابة «أرماتا» ومنظومات الحرب الإلكترونية، والغواصات الذرية الواعدة.
مشاركة :