أكَّد مدير صندوق تنمية الموارد البشرية «هدف» إبراهيم آل معيقل أن التعامل مع الأجيال الجديدة يحتاج فهم الآلية التي يرغبون أداء الأعمال بها، واصفًا إياه بـ«السر»، موضحًا أن عقولهم تطورت نظرًا لكمية المعرفة التي ولدتها الأجيال السابقة، ليصبحوا اليوم قادرين على أداء الأعمال وصناعة القرارات بطرق مختلفة. وطالب مدير «هدف» خلال مشاركته في منتدى جدة للموارد البشرية أمس الأول أصحاب العمل وملاك الشركات إلى تغيير أساليب العمل مع تغير الجيل الجديد، مؤكدًا أنهم لن يجدوا خلال السنوات القليلة القادمة الموظف الذي يفضل العمل التقليدي داخل المكاتب المغلقة. وأفاد أن التعامل مع الجيل الجديد والقيادات الواعدة ليس بأمر جديد، مستشهدًا بفعل النبي صلى الله عليه وسلم عندما أمر أسامة بن زيد على جيش وهو صغير سن لذا ليس جديدًا على أمتنا الإسلامية هذه الثقافة. وتابع: المتغير الجديد أصبح العالم متسارعًا جدًا، الموظف والموظفة اليوم يستطيعون أداء الأعمال بأي مكان بإبداع وإنتاجية كبيرة إذا اعطوا الحرية، لذا على أصحاب المنشآت وملاك الشركات استغلال العمل عن بُعد، مع وجود التشريع، والدعم، والإمكانات والتقنية، ومراقبة العمل، ورغبة الشباب بالعمل فيه. وعن أدوار إدارات الموارد البشرية رأى مدير «هدف» أن 99 في المائة من منشآت القطاع الخاص لا تتعامل مع إدارات الموارد البشرية فيها بالمفهوم العلمي لها اليوم الذي هم مطالبون بتطويره. وقال: إذا لم تملك إدارات الموارد البشرية الحق الأكبر في اختيار من ينضم للمنشأة فهناك إشكالية، ولكي تمتلك الإدارات هذا الحق يجب عليها أن تطور نفسها وآلياتها. وكان آل معيقل، قد ابتدأ حديثه في الجلسة التي جاءت بعنوان «التوجهات المستقبلية» بعض الاحصائيات، مشيرًا إلى أن 4 في المائة من خريجي التعليم ما فوق الثانوي يتخرجون من التعليم الفني والتقني، و30 في المائة ممن يدخلون إلى الجامعات لا يكملونها، في وقت يختار 55 في المائة من الطالبات و33 في المائة من الطلاب تخصصات في الجامعات لا يحتاجها سوق العمل، معتبرًا أن ذلك يعد هدرًا للوقت والجهد وللاقتصاد الوطني. وكانت الجلسة الثالثة قد عقدت بعنوان «التطلعات المستقبلية» أدارها الدكتور سمير حسين وتحدث فيها الدكتور واين بروكبانك خبير دولي في إستراتيجيات الموارد البشرية بعنوان «كفاءات الموارد البشرية للبيئة المستقبلية». حيث تناول معايير الاستثمار غير المالية في المنشآت التي تعتمد على جودة الإدارة وثقافة التنفيذ والإستراتيجية الذكية إلى جانب التخطيط لبناء صف ثاني من القيادات وتنمية المهارات القيادية وقوة الثقافة المؤسسية وثقافة القيادة الفكرية وثقافة النتائج والفاعلية وثقافة الأداء. واستعرض الدكتور بروكبانك أهمية اتباع هذه المعايير لتحقيق الاستقرر المالي والنجاح المهني والأداء العالي وتحقيق الشفافية المؤسسية، مشيرًا إلى أهمية الاستفادة من المعلومات في قطاعات الأعمال.
مشاركة :