لندن - أسدى توتنهام خدمة كبيرة لليفربول المنتصر على نوريتش 3-1، وأعاده بقوة الى معركة اللقب بعد فوزه الـ"هيتشكوكي" على مانشستر سيتي حامل اللقب والمتصدر في معقله 3-2 السبت في المرحلة 26 من الدوري الإنكليزي. ودخل سيتي اللقاء مرشحاً لحصد النقاط الثلاث أمام فريق المدرب الإيطالي أنتونيو كونتي الذي خسر مبارياته الثلاث الماضية، لاسيما أنه حصد 43 نقطة من أصل 45 ممكنة منذ خسارته الأخيرة أمام كريستال بالاس في 30 تشرين الأول/أكتوبر. لكن الضيف اللندني وبفضل هدفين من قائده هاري كاين، ثانيهما في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع وبعد ثلاث دقائق على إدراك سيتي التعادل الثاني من ركلة جزاء للبديل الجزائري رياض محرز، هزم فريق المدرب الإسباني بيب غوارديولا للمرة الثانية هذا الموسم بعدما تفوق عليه ذهاباً أيضاً 1-صفر في آب/أغسطس، وألحق به الخسارة الثالثة بعد سقوطه أمام الفريق اللندني الآخر كريستال بالاس. وقال كاين لشبكة "سكاي سبورتس" الرياضية "كانت مباراة مجنونة. لقد عملنا بجد لوقت طويل. كنا متقدمين 2-1 لفترة طويلة في الشوط الثاني. كان محطماً أن نرى احتساب ركلة الجزاء لهم، لكن الفضل يعود للشبان لخلق فرصة أخرى في النهاية". وتابع "كان الأمر يتعلق (بوضع حد للسلسلة) بثلاث هزائم متتالية وكان علينا إيجاد طريقة لإعادة موسمنا الى المسار الصحيح. أن نحقق النتيجة التي حققناها، كان أمراً مميزاً حقاً... العرض المقدم اليوم أظهر أننا نكافح حتى النهاية. نأمل أن نتمكن من استخدامه كقوة دافعة للمضي قدماً". وبعدما وجد نفسه متخلفاً منذ الدقيقة الرابعة نتيجة خطأ في تطبيق مصيدة التسلل إثر تمريرة من كاين للكوري الجنوبي سون هيونغ مين الذي مررها بدوره للسويدي ديان كولوشيفسكي المنضم الى صفوفه حديثا من يوفنتوس الايطالي، فسجل الأخير هدفه الأول مع سبيرز في أول مشاركة له أساسياً مع فريقه الجديد. وفرض سيتي أفضليته حتى عادل بفضل الألماني إلكاي غوندوغان الذي تابع الكرة في الشباك إثر عرضية من رحيم سترلينغ وتدخل خاطئ من الحارس الفرنسي هوغو لوريس (33). ورغم سيطرته المطلقة في مستهل الشوط الثاني، عجز سيتي عن الوصول الى شباك لوريس ودفع الثمن من إحدى الهجمات النادرة لسبيرز الذي استعاد التقدم عبر كاين بعدما انسل خلف المدافعين وتابع في الشباك تمريرة عرضية من سون (59). ورغم محاولات سيتي، صمد توتنهام حتى الوقت بدل الضائع حين احتسبت للمضيف ركلة جزاء بعد لمسة يد من الأرجنتيني كريستيان روميرو في المنطقة المحرمة، فانبرى لها البديل محرز وأدرك التعادل (2+90). لكن توتنهام رفض الاستسلام وخطف الفوز برأسية لكاين بعد عرضية من كولوشيفسكي (5+90)، مسجلاً هدفه السابع هذا الموسم، فيما رفع فريقه رصيده الى 39 نقطة في المركز السابع مع مباراتين مؤجلتين في جعبته. ليفربول يعود بهدفين رائعين لمانيه وصلاح وأشعل سبيرز صراع اللقب، إذ بات الفارق بين سيتي وليفربول ست نقاط بعدما حول الأخير تخلفه أمام ضيفه نوريتش سيتي الى فوز 3-1 في يوم شهد أيضاً فوز كل من تشلسي على مضيفه كريستال بالاس بفضل هدف في الدقيقة 89 من المغربي حكيم زياش، وأرسنال على ضيفه برنتفورد بهدفين لإميل سميث رو (48) وبوكايو ساكا (79) مقابل هدف للدنماركي كريستيان نورغارد (4+90)، فيما تعثر وست هام على ملعبه أمام نيوكاسل بهدف لكريغ داوسون (32) مقابل هدف لجو ويلوك (1+45). وبفضل هدفين رائعين للسنغالي ساديو مانيه والمصري محمد صلاح وثالث أول بألوان "الحمر" للكولومبي لويس دياس، حقق ليفربول فوزه الثامن توالياً في جميع المسابقات، قد يكون أبرزها في منتصف الأسبوع على أرض إنتر الإيطالي 2-صفر في ذهاب ثمن نهائي دوري الأبطال. وسيكون ليفربول أمام فرصة تقليص الفارق الذي يفصله عن سيتي الى ثلاث نقاط حين يخوض الاربعاء مباراته المؤجلة من المرحلة التاسعة عشرة مع ليدز يونايتد، قبل أن يحصل على فرصة الفوز بأول ألقابه لهذا الموسم حين يتواجه الأحد مع تشلسي في نهائي كأس الرابطة. ورغم أنه يقبع في المركز الثامن عشر بأربعة انتصارات فقط ولم يفز على ليفربول منذ 30 نيسان/أبريل 1994 (1-صفر في ملعب منافسه)، كان نوريتش نداً عنيداً لفريق كلوب وأجبره على إنهاء الشوط الأول من دون أهداف. وصُدِمَ ليفربول في مستهل الثاني بهدف سجله الكوسوفي ميلوت راشيكا بمساعدة مدافع "الحمر" الكاميروني جويل ماتيب الذي تحولت منه الكرة المسددة من خارج المنطقة وخدعت حارسه البرازيلي أليسون (48). لكن مانيه وبهدف أكروباتي رائع، أدرك التعادل في الدقيقة 64 ليرفع رصيده الى 9 أهداف، ثم سرعان ما أضاف ليفربول هدفاً ثانياً لا يقل روعة لصلاح الذي وصلته الكرة مباشرة من الحارس أليسون، فسيطر عليها عند مشارف المنطقة وتلاعب بالحارس أنغوس غون ثم سددها بكل برودة أعصاب بعيداً عن متناول المدافعين الذين تهافتوا لإقفال المرمى (67). فخورٌ على الدوام بالتسجيل لهذا النادي وعزز صلاح صدارته لترتيب الهدافين برصيد 17 هدفاً، وبات ثاني أسرع لاعب يصل الى الهدف الـ150 بألوان ليفربول في جميع المسابقات (233 مباراة) خلف رودجر هانت (226 مباراة) بحسب "أوبتا" للاحصاءات. وعلق صلاح على وصوله الى الهدف الـ150 بالقول "الشعور رائع. أنا فخور على الدوام بالتسجيل لهذا النادي والأمر الأهم هو الفوز بالمباريات، وهذا ما فعلناه اليوم. ما بإمكاننا فعله هو التركيز على كل مباراة على حدة وهذا الأمر الأهم". وتابع "نحن نعلم أنه عندما تتصارع مع سيتي، فهم يفوزون دائماً بمبارياتهم وبالتالي كل ما بإمكاننا فعله هو التركيز على أنفسنا وسنرى ما سيحصل في نهاية الموسم". وحسم "الحمر" النقاط الثلاث حين أضاف الوافد الجديد دياس الهدف الثالث بعد تمريرة بينية متقنة من القائد جوردن هندرسون (81)، مفتتحاً سجله التهديفي مع الفريق في ثاني مباراة له في "برميرليغ".
مشاركة :