بغداد - بحث العراق وإيران اليوم الأحد، عقد جولة خامسة من المباحثات الإيرانية السعودية، لإنهاء قطيعة دبلوماسية دامت نحو 6 سنوات بين البلدين. وتأتي هذه المباحثات فيما تلوح بوادر انفراجة قريبة في محادثات فيينا النووية الرامية لإحياء الاتفاق النووي للعام 2015 وهو تطور إن حصل سيفكك إلى حدّ بعيد عزلة إيران الدولية وسيقود حتما لرفع العقوبات الغربية عنها أو معظمها. واجتمع مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي اليوم الأحد مع رئيس جامعة الدفاع الوطني الإيرانية العميد إسماعيل أحمدي، وفق بيان صدر عن مستشارية الأمن الوطني العراقية. وقال الأعرجي وفق البيان، إن "التفاهم بين إيران والسعودية مهم للمنطقة والعالم والعراق يدعم هذا التفاهم وبشكل كبير"، موضحا أن "العراق متفائل بالجولة الخامسة من المفاوضات التي ستعقد قريبا جدا على أرض بغداد السلام"، دون ذكر تاريخ محدد. واحتضنت بغداد 4 جولات من المباحثات المباشرة بين مسؤولي السعودية وإيران، تركزت على النقاط الخلافية وأبرزها حرب اليمن والبرنامج النووي الإيراني. وعقدت الجولة الرابعة من المفاوضات في 21 سبتمبر/أيلول من العام الماضي بحسب ما كشف عنه وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في أكتوبر/تشرين الأول الماضي قائلا إنها لا تزال في مرحلتها "الاستكشافية". وكان العراق أول من كشف عن عقد مفاوضات مباشرة بين طهران والرياض، حيث أعلن الرئيس العراقي برهم صالح في مايو/أيار الماضي، أن بلاده استضافت أكثر من جولة حوار بين الرياض وطهران خلال الفترة الماضية. والعلاقات بين إيران والسعودية مقطوعة منذ مطلع عام 2016 على خلفية اعتداءات على سفارة المملكة في طهران وقنصليتها في مشهد بعد إعدام الرياض رجل الدين الشيعي نمر النمر بعد إدانته في قضايا تتعلق بالإرهاب. ومنذ اندلاع الثورة الإيرانية عام 1979، تنظر السعودية إلى إيران باعتبارها منافسا لها في المنطقة وتتهمها بمحاولة زعزعة الاستقرار وتصدير الثورة. وتتهم دول خليجية تتقدمها السعودية، إيران بامتلاك "أجندة شيعية" توسعية في المنطقة والتدخل في الشؤون الداخلية لدول عربية بينها العراق واليمن ولبنان وسوريا وهو ما تنفيه طهران مرارا وتقول إنها تلتزم بعلاقات حسن الجوار. ويعتقد أن عودة العلاقات الطبيعية بين إيران والسعودية من شأنها أن تُعجّل بنهاية الحرب في اليمن وتسوية سياسية للأزمة، فكل المؤشرات والأدلة أثبتت أن المتمردين الحوثيين لا يملكون سلطة القرار وأن محرك الأزمة هي طهران وهي من يملك مفتاح إنهائها. الرياض - أعربت السعودية، السبت، عن تطلعها إلى عقد جولة خامسة من المحادثات مع إيران "رغم عدم إحراز تقدم جوهري" بينهما. جاء ذلك بحسب ما نقله إعلام سعودي عن وزير خارجية المملكة الأمير فيصل بن فرحان، الذي يشارك حاليا في جلسة حوارية بمؤتمر ميونخ للأمن بألمانيا. وقال وزير الخارجية السعودي "نتطلع لـ(عقد) جولة خامسة من المحادثات مع إيران رغم عدم إحراز تقدم جوهري (بيننا)"، وفق ما أفادت فضائية العربية السعودية، دون تحديد موعدها. وأضاف "على طهران أن تعدل في أولوياتها بالمنطقة أولا"، معربا عن أمله أن "تكون هناك رغبة جادة من قبل طهران لإيجاد أسلوب جديد للعمل في المنطقة". ولفت إلى أن المملكة "تسعى إلى تقليل التوتر في المنطقة"، وفق ما نقلته قناة الإخبارية السعودية الرسمية. واستضافت العاصمة العراقية بغداد أربع جولات من مباحثات مباشرة بين مسؤولين من السعودية وإيران، آخرها في سبتمبر/ أيلول الماضي. وفي 6 فبراير/ شباط الجاري، بحث العراق والسعودية أسباب تأخر عقد جولة خامسة من المباحثات بين طهران والرياض، والتي تهدف إلى إنهاء قطيعة دامت نحو 6 سنوات بين البلدين. وفي يناير/ كانون الثاني 2016، قطعت السعودية علاقاتها مع إيران، إثر اعتداءات تعرضت لها سفارة الرياض في طهران وقنصليتها بمدينة مشهد، احتجاجا على إعدام المملكة رجل الدين الشيعي السعودي نمر النمر، لإدانته بتهم منها الإرهاب. والشهر الماضي أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني،وصول ثلاثة دبلوماسيين إيرانيين إلى السعودية لتمثيل طهران في منظمة التعاون الإسلامي. وتتهم دول خليجية، تتقدمها السعودية، إيران بامتلاك "أجندة" توسعية في المنطقة والتدخل في الشؤون الداخلية لدول عربية، بينها العراق واليمن ولبنان وسوريا، وهو ما تنفيه طهران، وتقول إنها تلتزم بعلاقات حُسن الجوار. كما تتهم السعودية إيران بدعم المتمردين الحوثيين وتسليحهم سواء بالطائرات المسيرة أوالصواريخ الباليستية وذلك لاستهداف مناطق سكنية في المملكة. كما كشف التحالف العربي تورط خبراء إيرانيين ومن حزب الله في تدريب المتمردين في اليمن ما يشير الى سياسة المماطلة التي تمارسها إيران. وتشعر الرياض بقلق شديد من إمكانية امتلاك طهران للسلاح النووي لكنها تأمل إيجاد حل سلمي للملف النووي من خلال مفاوضات فيينا.
مشاركة :