يوم غد ٢٢ فبراير يوافق يوم بداية تاريخ الدولة السعودية وتأسيسها وانطلاقة حكمها الأول، وقد أحسنت دارة الملك عبدالعزيز في طباعتها أجزاء متعددة ومتنوعة ذات صلة بالملك عبدالعزيز وكان منها ما له علاقة بتاريخ الدولة السعودية الأولى والثانية والثالثة، وقد حظيت بإهداء تلك المجموعة من الأجزاء، وعبر تصفح التاريخ فإن عقد التأسيس الأول كان على يد الإمام محمد بن سعود الذي تعاهد مع الشيخ محمد بن عبدالوهاب على إقامة الدولة السعودية الأولى وكان يومًا لإبرام التوحيد والدعوة إليه ونبذ الشرك والبدع وفتح الله عليهما بفتوحات ربانية ودانت لهم مدن وقرى وعم الجزيرة خير كبير وكان ذلك عام ١٧٢٧م وكتب الله ما شاء لها من الزمان والبقاء، ونبت على إثر سقوطها إعادة بناء الدولة السعودية الثانية التي كان بداية تاريخها عام ١٨١٩م على يد الإمام تركي بن عبدالله والتي بدورها كان بقاؤها فترة من الزمن استقر فيها الحكم لآل سعود ثم مرت بها ظروف جعلتها تنتهي ويضطر آخر حاكم لها وهو عبدالرحمن بن فيصل للذهاب إلى الكويت ومعه أسرته التي كان بينها ابنه الشاب الشجاع عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود الذي كتب الله على يديه إعادة المجد لأسرته فعادت الرياض إلى أهلها ليعلن من خلالها الملك عبدالعزيز قيام الدولة السعودية الثالثة والتي مكن الله لها ما لم يمكن لغيرها وذلك عام ١٩٠٢م فأنطلق فيها عبدالعزيز آل سعود محققًا قوله تعالى (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) وانطلقت سفينته لترسو قواعدها على بر أمان اسم واحد يشمل كيانًا كبيرًا هو المملكة العربية السعودية كل من فيها هم أهلها حاضرة وبادية وخيرها كثير حتى كتب الله على باني حاضرتها الأول عبدالعزيز أن يلقى ربه فخلفه أبناء هم ملوك الوطن سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله -رحمهم الله- فكانوا نعم الأمناء على المُلك إلى أن تسنم الحكم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي كان يشغل قبل توليه سدة الحكم أميرًا على عاصمة الوطن الرياض أكسبته عمقًا في الفهم الإداري وتمرسًا من خلال حكمه للإمارة واحتكاكه بمن سبقه من إخوانه أن يقود المملكة لتكون الجديدة سياسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا وإقليميًا وعالميًا وساعده الأيمن في ذلك ولي عهده محمد بن سلمان الذي أصبح علامة فارقة في العطاء من خلال الرؤية الجديدة 2030 ومن خلال ضخ روح جديدة في أوعية الدولة الإدارية وقد وضحت بعضًا من هذا التطور الذي اكتست به المملكة في مقال لي بعنوان «السعودية الجديدة إنجازات دبلوماسية وحضارية» وحفاظًا على المكتسبات التي منحها الله لنا في هذا الوطن أذكر بعض المرتكزات الضرورية التي تحفظ علينا ما نحن فيه من خير في ظل عطاءات الدولة: - اتباع ما قامت عليه الدولة وتأسست وهو الدين كتابًا وسنة والاهتداء بهدي الأمة الواحدة وتطبيق الشريعة الإسلامية وكما هو معروف بأن السعودية هي موئل المسلمين ومهبط الوحي وفيها الحرمان الشريفان قبلة المسلمين ومسجد رسوله الأمين. - الالتفاف حول قيادة الوطن ملكًا وولي عهد وسد كل مداخل ينفذ منها الأعداء للنيل من ولاة الأمر والتقليل من شأن تماسكنا شعبًا وقيادة. - المحافظة على وحدة الوطن من خلال نبذ العنصرية والطائفية والعصبيات القبلية والاختلافات الفكرية الحادة التي تضر ولا تنفع. - الإخلاص التام في أداء المهام الوطنية كل في تخصصه، فالوطن ينمو بالإخلاص ويذبل بعدمه. - مسايرة التطورات التقنية ومواكبة مستجداتها والمنافسة العالمية في ذلك وتحقيق طموح القيادة بأن نكون رقمًا متقدمًا فيها. إن يوم التأسيس الذي نحتفي به غدًا كأول مرة في تاريخ الدولة السعودية حري بأن يذكرنا بمن زرع النبتة الأولى ومن سار على طريقها ومن جدد قواعدها ويذكرنا بأن مسؤوليتنا كبيرة تدوم بمزيد من شكر الله ليل نهار على ما تفضل به علينا من نعمه التي أولها نعمة الإسلام ونعمة الأمن والأمان وتليها نعم كثيرة راجيًا من الله أن يحفظ علينا ديننا ومملكتنا وقيادتنا وشعبنا والتأسيس هو الأساس والتمكين صرح متين ولله الحمد من قبل ومن بعد وما بكم من نعمة فمن الله.
مشاركة :