ويشهد السودان احتجاجات مستمرة منذ أن نفذ قائد الجيش عبد الفتاح البرهان انقلابا في 25 تشرين الأول/أكتوبر لقي إدانة دولية واسعة. ويزور خبير حقوق الإنسان بالأمم المتحدة أداما دينغ السودان حتى الخميس، في زيارة كان مقررا إجراؤها الشهر الماضي لكنها تأجلت بناء على طلب السلطات السودانية. وأفادت لجنة أطباء السودان المركزية أنه فيما كان الآلاف يتظاهرون في الخرطوم، اصابت رصاصة رجلا عمره 51 وأردته، محصية سقوط 82 قتيلا منذ الانقلاب. وقالت اللجنة "كان الشهيد مريضاً يرقد بمستشفى الخرطوم... وخرج لاستنشاق الهواء بالشُرفة بعد شعوره بالضيق داخل العنبر نتيجة إطلاق الغاز المسيل للدموع بكثافة، لتتم إصابته برصاصة حية في الصدر أطلقتها قوات السلطة الانقلابية". وأفاد مراسل وكالة فرانس برس أن الآلاف احتشدوا في العاصمة الخرطوم الأحد حاملين أعلام السودان وصور متظاهرين قتلوا خلال الاحتجاجات في الأشهر الاخيرة. وأضاف المراسل أن قوات الأمن أطلقت الغاز المسيل للدموع وأصابت عددا من المتظاهرين الذين كانوا متجهين نحو القصر الرئاسي، كما استخدمت الغاز المسيل للدموع أيضا في ضاحية أم درمان وفي شمال الخرطوم. وقالت المتظاهرة أريج صلاح البالغة 25 عاما لفرانس برس "لن نيأس ولن نمل وندرك أنها قضية وطن ولن تحل بدون تضحيات". من جهتها، قالت المتظاهرة ثويبة أحمد (24 عاما) "ليس هناك فرصة أن يدخل الملل لأنفسنا... نحن مستعدون للتظاهر لعام كامل". أدى استيلاء الجيش على السلطة في تشرين الأول/أكتوبر إلى إعاقة عملية انتقالية تم التفاوض عليها بين القادة العسكريين والمدنيين في أعقاب الإطاحة بالرئيس عمر البشير عام 2019. وفي حين تنفي السلطات باستمرار إطلاق النار على المتظاهرين، نقلت منظمة "هيومن رايتس ووتش" عن شهود تفاصيل استخدام قوات الأمن ل"الذخيرة الحية" وإطلاقها قنابل الغاز المسيل للدموع "مباشرة" على الحشود بشكل يمكن أن يؤدي إلى مقتل متظاهرين في حال إصابتهم من مسافة قريبة. دينغ يبدأ زيارته أعلن الممثل الخاص للأمم المتحدة فولكر بيرتس عبر تويتر الأحد أنه التقى خبير حقوق الإنسان الأممي أداما دينغ "في مستهل زيارته الرسمية الأولى" إلى السودان. وقال مكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في بيان هذا الأسبوع "سيجتمع دينغ مع مسؤولين كبار في الحكومة السودانية، وممثلين لمنظمات المجتمع المدني، ومدافعين عن حقوق الإنسان، ورؤساء وكالات الأمم المتحدة، ودبلوماسيين". من جهة أخرى، تجمع الأحد عشرات من مناصري نظام الرئيس السابق عمر البشير أمام مجمع المحاكم وسط الخرطوم، وحملوا لافتات كُتب عليها "لا لتسييس العدالة"، كما حملوا صورا لبعض رموز نظام البشير على رأسهم وزير الخارجية الأسبق إبراهيم غندور. وداخل المجمع تجري محاكمة غندور ومعه تسعة من قادة حزب المؤتمر الوطني المنحل بتهمة محاولة قلب النظام. وكانت السلطات السودانية اعلنت في تموز/يوليو 2020 إحباط محاولة انقلابية يقودها عسكريون ومدنيون. وقالت عائلة غندور الشهر الماضي إنه بدأ إضرابا عن الطعام في السجن مع عدد من مسؤولي النظام السابق.
مشاركة :