اتهمت السلطات اليمنية بمحافظة مأرب (وسط) جماعة الحوثي باستهداف الأحياء السكنية في المدينة فجر الأحد بـ5 صواريخ باليستية، وذلك بعد ساعات على مقتل ثلاثة جنود يمنيين جراء سقوط صاروخ باليستي على مسجد معسكر العلم في محافظة شبوة، وأيضا إصابة ثلاثة أطفال أثناء خروجهم من مدرسة بمديرية حريب. وقال الموقع الإلكتروني لمحافظة مأرب في خبر عاجل عبر تويتر، "ميليشيات الحوثي الإرهابية تستهدف الأحياء الآهلة بالسكان في مدينة مأرب بخمسة صواريخ باليستية". وأفاد الموقع بسقوط قتلى وجرحى من المدنيين خلال القصف العنيف، الذي أحدث حالة من الهلع والفزع بين السكان. ويأتي هذا القصف الحوثي عقب تلقي الجماعة المتمردة المدعومة من إيران خسائر كبيرة في عناصرها وعتادها العسكري في الجبهة الجنوبية لمحافظتي مأرب وشبوة. ونقلت وسائل إعلام يمنية عن مصدر عسكري قوله إن قصف الحوثيين على مدينة مأرب، تزامن مع عملية تحشيد وهجوم واسع للميليشيا من المحور الرملي وقرون البور في الجبهة الجنوبية. وأكد المصدر تصدي قوات الجيش والمقاومة للهجوم والقيام بهجوم معاكس، تمكنت خلاله من إعطاب 3 أطقم حوثية والاستيلاء على أسلحة خفيفة ومتوسطة، وكذا قتل ما يزيد عن 20 عنصرا حوثيا في الموقعين. وكانت قوات الجيش الوطني قد استهدفت مساء السبت مخزنا مستحدثا للأسلحة، اتخذته جماعة الحوثي بين سلسلة جبال الردهة وعقبة ملعاء. وقبل ساعات على القصف الحوثي على محافظة مأرب، شنت الجماعة المتمردة هجوما بصاروخ باليستي على مسجد معسكر العلم في مديرية عتق بمحافظة شبوة، أسفر عن مقتل ثلاثة جنود وإصابة 13 آخرين. وقال مصدر عسكري، مفضلا عدم ذكر اسمه كونه غير مخول بالتصريح لوسائل الإعلام، إن "القتلى والمصابين كانوا يؤدون صلاة المغرب بداخل مسجد المعسكر، الذي تتواجد فيه قوات دفاع شبوة (قوات النخبة الشبوانية سابقا) ووحدات من قوات العمالقة الجنوبية التابعة للجيش اليمني". وقال مصدر طبي يعمل في مستشفى عتق المركزي، "إن 8 مصابين وصلوا إلى المستشفى حالة بعضهم خطيرة"، وأضاف مفضلا عدم ذكر اسمه، أن "إدارة المستشفى وجهت الدعوة لمواطني عتق للتبرع بالدم لإنقاذ المصابين". وعلّق القيادي في المجلس الانتقالي وعضو هيئة الرئاسة سالم ثابت العولقي على استهداف الحوثيين معسكر العلم في محافظة شبوة مساء السبت في تغريدة على تويتر، قائلا "لا تحريض جماعة الإخوان على معسكر العلم ولا استهداف جماعة الحوثي للمعسكر هذا المساء (السبت) بالإمكان أن يعيدا عجلة الانتصار إلى الخلف". وأضاف "لقد دفنت شبوة أوهام كهنة المعابد وكهانيت الكهوف في رمال بيحان، والقادم لن يكون سارا للحوثي وإخوانه"، ليختم تغريدته بالترحم "على شهداء المعسكر مشاعل النور والكرامة والشفاء للجرحى الأبطال". وأصيب ثلاثة أطفال على الأقل أثناء خروجهم من إحدى مدارس مديرية حريب في محافظة مأرب اليمنية، بقصف شنته طائرة حوثية مسيّرة، وفقا لوكالة الأنباء اليمنية سبأ. وأدان وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني هذه الجريمة، مؤكدا أن "ميليشيات الحوثي الإرهابية تواصل أعمال القتل اليومي للمدنيين دون تفريق بين رجال ونساء وأطفال، في ظل صمت دولي مخز وغير مبرر، وتقاعس منظمات وهيئات حقوق الإنسان وحماية الطفولة عن إدانة تلك الجرائم والقيام بمسؤولياتها في وقفها، وملاحقة المسؤولين عنها وتقديمهم للمحاسبة". وجدد الإرياني مطالبته المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوثين الأممي والأميركي بـ"إدانة هذه الجريمة وكل جرائم القتل التي تمارسها ميليشيات الحوثي بحق المدنيين من الأطفال والنساء، والتحرك لتصنيفها منظمة إرهابية، وملاحقة ومحاكمة قياداتها في المحاكم الدولية باعتبارهم مجرمي حرب". إلى ذلك، أعلن الجيش اليمني مساء السبت إسقاط طائرتين مسيّرتين للحوثيين، إحداهما مفخخة في محافظة حجة غربي البلاد. وقال بيان صادر عن القوات الحكومية اليمنية إن دفاعات المنطقة العسكرية الخامسة أسقطت طائرتين مسيّرتين لميليشيا الحوثي الإيرانية، إحداهما مفخخة في حجة، من دون المزيد من التفاصيل. ونقل موقع "سبتمبر نت" التابع للجيش اليمني، عن قائد اللواء 143 مشاة ذياب نمران، قوله إنه تم قطع الإمداد كليا عن معسكر أم ريش التدريبي التابع للحوثيين جنوب مدينة مأرب. وأوضح ذياب أن ذلك جاء إثر سيطرة قوات الجيش على جبل الفليحة والعروق الرملية المحاذية للمعسكر، من دون تفاصيل أكثر. وقال الجيش إن مختلف الجبهات القتالية في جبهة "حرض" شهدت معارك عنيفة، "إثر هجمات واسعة للجيش تسببت في خسائر كبيرة لميليشيا الحوثي في العتاد والأرواح". وتمكن الجيش، وفقا للموقع، من استعادة أسلحة خفيفة ومتوسطة، وكميات كبيرة من الذخائر المتنوعة من قبضة الميليشيا، بالإضافة إلى تدمير مدفعية بقصف مركز. وتزامنت المعارك مع سلسلة غارات جوية، وفقا للجيش، "استهدفت مواقع وتعزيزات للميليشيا الحوثية على امتداد الجبهات في مديريات حرض، وعبس، وحيران، أدت إلى تدمير دبابة وعربات، ومصرع العشرات من الحوثيين". ومنذ أسابيع، تدور معارك عنيفة بين قوات الجيش الحكومية المسنودة بقوات التحالف الذي تقوده السعودية من جهة، ومسلحي الحوثيين من جهة ثانية، في مدينة حرض المحاذية للحدود السعودية، وسط تقدم للطرف الأول.
مشاركة :