برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، انطلقت في أبوظبي، أمس، أعمال الدورة الخامسة من مؤتمر «الأنظمة غير المأهولة 2022» الذي ينعقد قبيل انطلاق معرضي «يومكس» و«سيمتكس» 2022 تحت شعار: «أنظمة ذاتية بلا حدود: طفرة هائلة وآفاق واعدة». وأكد معالي محمد بن أحمد البواردي، وزير دولة لشؤون الدفاع، في كلمته الافتتاحية، أن انعقاد هذا الحدث الاستراتيجي وتخصصه في الأنظمة غير المأهولة سواء من الطائرات من دون طيار أو الروبوتات ومكوناتها، يضعه على قائمة أبرز الفعاليات، ويعزز حضوره الإقليمي لكونه الحدث الوحيد المتخصص في هذا القطاع على مستوى منطقة الشرق الأوسط. محمد البواردي خلال المؤتمر بحضور كبار الضباط (تصوير: وليد أبو حمزة) محمد البواردي خلال المؤتمر بحضور كبار الضباط (تصوير: وليد أبو حمزة) وقال: «إلى جانب ذلك، يأتي تنظيم هذا المؤتمر رغم التحديات العالمية والظروف الاستثنائية على مستوى المنطقة، ليسلط الضوء على القدرات والممكنات التي تتمتع بها دولة الإمارات، ويبرز دورها المحوري في تعزيز أمن واستقرار المنطقة، وجهودها للمضي قدماً في تطوير منظومتها التكنولوجية المتقدمة لبناء قوة الردع، وقطاع أمني ودفاعي يحقق الطمأنينة والسلم». محمد البواردي خلال عزف النشيد الوطني بحضور كبار الضباط محمد البواردي خلال عزف النشيد الوطني بحضور كبار الضباط حضر الافتتاح معالي عمر سلطان العلماء وزير الدولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، ومعالي ماريا ديدي، وزيرة الدفاع في جمهورية المالديف، ومعالي جواو إرنستو دوس سانتوس، وزير الدفاع الأنغولي، وصاحب السمو الملكي الفريق الركن تركي بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود قائد القوات الجوية الملكية السعودية، ومعالي المهندس عويضة مرشد المرر، رئيس دائرة الطاقة في أبوظبي، واللواء الركن الدكتور مبارك سعيد غافان الجابري، رئيس اللجنة العليا المنظمة لمعرضي ومؤتمر «يومكس» و«سيمتكس» 2022، وحميد مطر الظاهري، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي الوطنية للمعارض «أدنيك» ومجموعة الشركات التابعة لها، وشخصيات رفيعة المستوى من الوفود الدولية المشاركة في المؤتمر. إلى جانب مجموعة من قادة الفكر والمسؤولين رفيعي المستوى والأكاديميين الباحثين من مختلف دول العالم، وأكثر من 2000 خبير ومختص بشكل حضوري وافتراضي. محمد البواردي يلقي كلمته محمد البواردي يلقي كلمته وقال معالي محمد بن أحمد البواردي: «إن هذا الحدث الاستراتيجي، منصة علمية، وعملية جامعة للخبرات والكفاءات والمتخصصين تساهم في تطوير القدرات الوطنية، وإيصال رسالتنا إلى العالم بأن دولة الإمارات قادرة على مجابهة التحديات المختلفة، وتكون في مصاف الدول الرائدة المتقدمة». وأضاف «يكمن جانب كبير من الخطورة في أن الطائرات من دون طيار أصبحت سلاحاً تفضله الجماعات الإرهابية نظراً لانخفاض تكلفة إنتاجها وكفاءتها وفعاليتها وسهولة الحصول عليها، خصوصاً إذا ما وجدت أنظمة ودول ترعاها. إذ يمكن أن تقوم الطائرات من دون طيار ببعض الأدوار التي تقوم بها الطائرات المقاتلة التقليدية، مثل مهام المراقبة، والاستطلاع والهجمات الجوية، ولهذا بدأت استخداماتها تؤثر في مفاهيم وعقيدة العمليات الجوية والدفاع الجوي». جانب من جلسات المؤتمر جانب من جلسات المؤتمر وتابع «فالأنظمة غير المأهولة، والطائرات من دون طيار باتت عنواناً للثورة التكنولوجية الحقيقية غير المسبوقة التي تضع المستقبل بين أيدينا، وانعكاساً لنجاح الثورة الصناعية الرابعة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. كما يمكن اعتبارها من الابتكارات التي غيَّرت الكثير من المفاهيم والممارسات بتوفيرها فرصاً وفوائد كثيرة للبشرية، وفي دولة الإمارات، فإنها تعتبر ركيزة أساسية في تحقيق رؤية قيادتنا الرشيدة المتمثلة في مبادئ الخمسين التي ترتكز على بناء الاقتصاد الأفضل والأكثر نمواً في العالم، وترسيخ السمعة الإيجابية، والمكانة العالمية لدولة الإمارات. ولكنها من جانب آخر، ما تزال تنطوي على مخاطر وتحديات غير مسبوقة، ما يوجب علينا اتخاذ إجراءات مناسبة لمواكبة تلك المتغيرات، بما في ذلك سن القوانين والضوابط لتنظيم استخداماتها بالشكل الأمثل الذي يخدم الأمن والاستقرار والسلم في المجتمعات الإنسانية». من أعمال المؤتمر من أعمال المؤتمر وأكد معاليه حرص دولة الإمارات على تطوير قدراتها لإنتاج الأنظمة غير المأهولة والطائرات من دون طيار لتعزيز قدراتها الدفاعية، ودعم نمو اقتصادها الوطني. كما تولي اهتماماً خاصا بتصدير هذه التكنولوجيا إلى الدول الصديقة والحليفة لدعم جهودها في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي. وتحرص أيضاً على التعاون مع شركائها، في مجال البحث والتطوير. وبهذا الصدد تفخر دولة الإمارات بمنتجات مجموعة شركة «إيدج» كأكبر مجموعة للتكنولوجيا المتقدمة في المنطقة، وكأحد أكبر الموردين للأسلحة عالمياً، بالإضافة لكونها الشريك الاستراتيجي لـ«يومكس» و«سيمتكس» 2022. وذكر معاليه نجاح الجهود الصناعية بالدولة في ابتكار الحلول لتطوير أنظمة دفاعية مضادة للطائرات من دون طيار بأقل التكاليف الممكنة لحماية المجال الجوي من الاختراق، بحيث تكون قادرة على رصد وتتبع مختلف أنواع الطائرات من دون طيار وتدميرها قبل قيامها بالهجوم على أهدافها. ولهذا لا بد من تكثيف جهودنا المشتركة والاستمرار بتطوير مثل هذه الأنظمة الدفاعية لحماية الأمن الوطني وترسيخ السلم الاستقرار في دولنا، وحماية حياة أفراد مجتمعاتنا مؤسساتنا. تحقيق السلام والأمن قال معالي محمد بن أحمد البواردي: «أدعوكم للعمل معا لتطوير تكنولوجيا الأنظمة غير المأهولة لخدمة البشرية وحماية المدنيين، فعلينا أن نتحد لمنع استخدام الطائرات من دون طيار في تهديد أمن المدنيين وتدمير المؤسسات الاقتصادية. ولا بد أن نكثف جهودنا لحماية الشرعية الدولية ولتحقيق السلام والأمن الدوليين، والعمل معاً لمواصلة عجلة التقدم والازدهار لأجيالنا القادمة وبناء عالم أكثر أمناً وإشراقاً. كما علينا أن نرتقي بقدراتنا الإبداعية لمجابهة التحديات، وتطوير تعامل البشر مع الآلات الذكية بثقة ووعي، واتخاذ القرارات الصحيحة في هذا العصر اللامأهول».