فجر الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد في مقابلة أجراها معه الإعلامي والباحث محمد رضا تقوي فر، مفاجأة حين أكد “وجود خطة مبيتة” لاغتياله أو فرض الإقامة الجبرية المنزلية عليه من قبل ما وصفها بـ”العصابة الأمنية الفاسدة”، على حد قوله. وردا على سؤال في المقابلة التي نُشرت على موقع “دولت بهار” (حكومة الربيع) القريبة منه، “هل ثمة خطة لاغتيالك أو فرض الإقامة الجبرية عليك؟”، قال: “هذا الأمر مطروح حاليا، وأعلم أن العصابة الأمنية الفاسدة وبعض التيارات تتابع هذا الموضوع”. واعتبر هذه “العصابة” تتكون ممن “يفتقرون إلى قوة الفكر والإدارة، إنهم لا يستطيعون إدارة المجتمع، فيحاولون عبر اللجوء إلى القوة والحذف والغطرسة فرض آرائهم”. وواصل يقول: “أنا لست قلقا على نفسي، بل أنا خادم وفدائي الشعب.. والأجمل هو أن يقدم الشخص حياته خدمة لشعب عظيم والإنسانية، لكني قلق على المجتمع والبلد، حيث يريد البعض استخدام هذه الأساليب للتحكم في مصير الشعب، إنه أمر مثير للقلق، فعلينا أن نحول دون حدوث الغطرسة، لكني قلت مرارا وتكرارا إنهم يعيشون الوهم”. وأردف الرئيس الإيراني الأسبق يقول: “طبعا قلت لهم مرارا إنهم يعيشون في أوهامهم، لأن الشعب الإيراني شعب عظيم ويتحلى بالرشد، لذا سيجد طريقه وسيغير الظروف لصالحه عاجلا”. وواصل أحمدي نجاد يقول “يريدون حذفي أو اغتيالي، وهم يتحدثون عن ذلك، فليأتوا لحذفي”، متسائلا: “هل يظنون أنه يمكنهم عبر القضاء على عدد من الأشخاص التحكم بـ85 مليون شخص؟!.. هؤلاء أشخاص صغار وفهمهم خاطئ، وباعتقادي لا يعرفون ماذا يجري اليوم في المجتمع”. وفي قسم آخر من المقابلة انتقد الديمقراطية في العالم، وقال إنها خاضعة للتحكم، إلا أنه أضاف “نحن نتفق معهم بأن الديمقراطية تعرضت لأضرار جسيمة ولا تتمتع بالكفاءة اللازمة، لكننا نختلف على البحث عن السبب وإيجاد الحل، نحن نعتقد أنه طالما هناك نزعة السيطرة فإن الانتخابات في العالم يتم التحكم فيها، فعندما تكون هناك قوة قاهرة، ومجتمعات طبقية، واحتكار للثروة والسلطة، وممارسة التمييز، فلن تتحقق الديمقراطية كما ينبغي”. كما قال الرئيس الإيراني الأسبق إنه دعا “عددا من مفكري العالم” إلى حوار عالمي “من أجل التوافق الفكري والتوصل إلى محاور مشتركة”. منذ أن رفض مجلس صيانة الدستور الإيراني أهلية محمود أحمدي نجاد لخوض الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي فاز فيها إبراهيم رئيسي، فقد رفع الرئيس الإيراني الأسبق نبرة انتقاداته للنظام، وأشار عدة مرات إلى “العصابة الأمنية الفاسدة”، حسب تعبيره، دون أن يقدم تفاصيل حول هذه العصابة. ففي تصريح لا يعكس ما عُرف عن الرجل من أفكار وتصريحات سابقة حين كان رئيسا “متشددا”، وصف محمود أحمدي نجاد نفسه في مقابلة أجراها في مايو 2021 مع مجلة “أنديشه بويا” (الفكر المتجدد)، بأنه “ديمقراطي ليبرالي”، سائراً عكس التيار المتشدد الذي انتمى إليه على مدى سنوات، وتمتع بدعمه. وبالمقابل يتهم المتشددون أحمدي نجاد بتغيير البوصلة، كما اتهمته مواقع أصولية بأنه اتخذ نفس المسار الذي سلكه زعيما الحركة الخضراء مير حسين موسوي ومهدي كروبي، وانتهى بهما المطاف إلى الإقامة الجبرية. المصدر: العربية نجاد يجدد اتهامه لـ عصابة الفساد الإيراني بالتخطيط لاغتياله مزمز
مشاركة :