موسكو- رويترز قال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس في اتصالين هاتفيين اليوم الاثنين بأنه يعتزم التوقيع على مرسوم يعترف بالمنطقتين الأوكرانيتين الانفصاليتين دونيتسك ولوجانسك كيانين مستقلين قريبا. وأضاف الكرملين أن الزعيمين الفرنسي والألماني عبرا عن خيبة أملهما بعد سماع القرار. وقال سفير الولايات المتحدة لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا اليوم الاثنين إن اعتراف روسيا باستقلال منطقتين انفصاليتين بشرق أوكرانيا سيكون "مدعاة للأسف" إذا حدث. وقال مايكل كاربنتر في بيان أمام اجتماع للمنظمة "إذا نُفذ ذلك، فستؤدي هذه الخطوة مجددا إلى ضرب عرض الحائط بالنظام الدولي القائم على القواعد تحت تهديد القوة. وهذا، أيها الزملاء الأعزاء، مدعاة للأسف والإدانة. ويجب أن (نشجبه) جميعا". وكان بوتين قد أخبر مجلس الأمن التابع للكرملين أنه بات من الضروري دراسة الاعتراف باستقلال منطقتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا، في خطوة من المؤكد أنها ستشعل المواجهة مع الغرب وكييف. وأدلى بوتين بتصريحاته، التي بثها التلفزيون، بعد قليل من توجيه زعيمي الجمهوريتين المعلنتين من جانب واحد في شرق أوكرانيا نداء له للاعتراف باستقلالهما. وقفزت المنطقتان المدعومتان من موسكو إلى الواجهة في الأزمة التي اشتعلت بعد إرسال روسيا تعزيزات عسكرية قرب حدود أوكرانيا، وهو ما زاد حدة المخاوف من غزو وشيك. وتنفي روسيا إضمارها نية الغزو. وقال بوتين للمسؤولين إنه يعتقد بأن أوكرانيا لن تنفذ عملية مينسك للسلام التي تهدف لإنهاء الصراع بين قوات الحكومة الأوكرانية والانفصاليين، والذي أودى بحياة 15 ألف شخص في المنطقة التي يتحدث معظم سكانها اللغة الروسية. وأضاف "بات من الواضح للجميع أن (أوكرانيا) لن تفعل أي شيء بشأن مجموعة إجراءات (عملية) مينسك... لقد بذلت روسيا ولا تزال تبذل الجهود لحل جميع الجوانب الصعبة والمأساوية في تطورات الأحداث بالسبل السلمية، لكننا وصلنا للوضع الذي نحن فيه". أدلى ببوتين بتصريحاته في اجتماع مجلس الأمن الذي ترأسه والذي قال إنه يهدف إلى تحديد خطوات روسيا المقبلة. وحضر الاجتماع مسؤولون من بينهم وزير الدفاع ورئيس جهاز الأمن الاتحادي. وأبلغ رئيس جهاز الأمن بوتين أن الوضع الأمني في دونباس آخذ في التدهور وأنه تم إجلاء 70 ألف شخص إلى روسيا بعدما أعلن الانفصاليون عن إجلاء جماعي يوم الجمعة. وعادة ما تكون اجتماعات المجلس خلف الأبواب المغلقة، لذلك كان الاجتماع الذي نقله التلفزيون، حدثا غير عادي بالمرة. وجرى الإعلان عنه فجأة اليوم الاثنين قبل اجتماع مجلسي النواب والشيوخ في البرلمان غدا الثلاثاء. وإذا اتخذت روسيا خطوة الاعتراف، فقد تمهد الطريق لإرسال قوات عسكرية إلى كلا المنطقتين، بذريعة أنها تتدخل كحليف لحمايتهما من أوكرانيا. وانخفض الروبل الروسي إلى أضعف مستوياته مقابل الدولار منذ 27 يناير كانون الثاني بعد تصريحات بوتين.
مشاركة :