) بدأ رسميا تنفيذ الاعتراف المتبادل ببرنامج "المشغل الاقتصادي المعتمد" للجمارك الصينية والإماراتية، اعتبارا من 14 فبراير الجاري، حيث شرعت الصين والإمارات العربية المتحدة في الاعتراف المتبادل بمؤسسات المشغل الاقتصادي المعتمد لدى كل منهما، لتسهلا التخليص الجمركي لواردات المؤسسات المدرجة ببرنامج المشغل الاقتصادي المعتمد لدى بعضهما البعض. ويعتقد خبراء أن هذه الخطوة ستجلب فوائد كبيرة للشركات من كلا الجانبين، وأن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والإمارات ستصبح أقوى. ووقعت الجمارك الصينية والإماراتية اتفاقا بشأن الاعتراف المتبادل ببرنامج "المشغل الاقتصادي المعتمد" في يوليو 2019، وبدأ تنفيذ الاتفاق رسميا اعتبارا من 14 فبراير 2022. وبعد تنفيذ الاعتراف المتبادل، ستعترف الصين والإمارات بشكل متبادل بأهلية مؤسسات "المشغل الاقتصادي المعتمد" لدى بعضها البعض وتفعلان تدابير التسهيل ذات الصلة، بما في ذلك بشكل أساسي: تطبيق معدل مراجعة أقل للوثائق، وتطبيق معدل فحص أقل للسلع المستوردة، والتمتع بأولوية الفحص وبخدمات اتصال جمركي معينة وغيرها. وفي 16 فبراير، تم بنجاح تخليص دفعة من منتجات الثلاجات بقيمة نحو 1.35 مليون يوان (نحو 214 ألف دولار) من شركة تايتشو لهجين المحدودة للمبردات الالكترونية، من الجمارك وإرسالها إلى ميناء دبي في الإمارات. وقالت شن شيو تشين، مديرة قسم التصدير بالشركة إن "الإمارات العربية المتحدة هي مقصد تصدير مهم بالنسبة لنا، وبلغ حجم تصدير منتجات الثلاجات حوالي 20000 وحدة شهريا. ومنذ بداية هذا العام، تم تصدير 10 دفعات من منتجات الثلاجات إلى الإمارات العربية المتحدة، ومن المتوقع أن يحافظ حجم الصادرات اللاحقة على نمو مطرد". كما تعد شركة مجموعة جيانغسو سانشياو المحدودة إحدى المؤسسات المدرجة ببرنامج "المشغل الاقتصادي المعتمد"، وتنتج بشكل أساسي فرش الأسنان ومعجون الأسنان ومنتجات كيميائية يومية أخرى، وتصدر منتجاتها إلى أوروبا وجنوب شرق آسيا والشرق الأوسط وأماكن أخرى. وقال شي يي، مدير شؤون الجمارك بالشركة، إن الفنادق الراقية تنتشر في دبي التي تزدهر فيها السياحة، وهناك طلب قوي على فرش الأسنان وغيرها من المنتجات الكيماوية اليومية، وتحرص الشركة دوما على توسيع سوقها بالإمارات. واقترب حجم الصادرات في يناير هذا العام من نصف إجمالي الصادرات خلال العام الماضي بأكمله، وإن تنفيذ الاعتراف المتبادل هو "دفعة قوية"، وسيساعد على زيادة تسهيل التصدير لشركات التجارة الخارجية. وفي السنوات الأخيرة، باتت الصين والإمارات تتمتعان بتكامل اقتصادي قوي، كما تتوافق مبادرة الحزام والطريق في الصين مع رؤية إحياء طريق الحرير القديم في الإمارات. وفي عام 2021، ارتفع حجم التجارة بين الصين والإمارات بشكل كبير، متجاوزا 70 مليار دولار أمريكي، بزيادة سنوية قدرها 46.6 في المئة، وهو ما يعد رقما قياسيا. وصل إجمالي الواردات والصادرات بين مقاطعة جيانغسو التي تعد مقاطعة اقتصادية كبيرة في منطقة دلتا نهر اليانغتسي بالصين، وبين الإمارات إلى 34.1 مليار يوان في عام 2021، بزيادة سنوية قدرها 8.2 في المئة. وتقوم 117 مؤسسة من مؤسسات برنامج "المشغل الاقتصادي المعتمد" بأعمال الاستيراد والتصدير مع الإمارات، حيث بلغ إجمالي تجارتها مع هذا البلد العربي العام الماضي 4.32 مليار يوان، بزيادة سنوية قدرها 21.7 في المئة. وقال ليو تشي بياو رئيس معهد نهر اليانغتسي للاقتصاد الصناعي في جامعة نانجينغ إنه "يجب على الجانبين مواصلة تعزيز التنمية المطردة للتعاون الاقتصادي والتجاري". ويعتقد ليو أن الصين والإمارات يمكنهما توسيع التعاون بشكل كبير في مجالات الطاقة الجديدة والطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي والمستحضرات الصيدلانية الحيوية وتكنولوجيا الهندسة الوراثية وغيرها لتحقيق التحول المشترك والتنمية الخضراء على أساس تعزيز التعاون في مجال الطاقة التقليدية. وقال شي يي "أعتقد أن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والإمارات ستكون أكثر نشاطا في عام النمر الصيني، وستخلق بشكل مشترك مستقبلا أكثر إشراقا".
مشاركة :