دعا إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس إلى «وضع ميثاق شرف قيمي يضبط مسار الإعلام الجديد قبل أن يقضي على ما بقى من دين الأمة وعقولها وأمنها ووحدتها واستقرارها وتماسكها وأعراضها»، معربا عن شكره لمن استثمر وسائل التواصل الاجتماعي فيما يعين على جمع الكلمة ووحدة الصف ويعزز الأمن وينشر العلم والدعوة الصحيحة ويرسخ محكمات الشريعة وثوابت الملة. وقال، في خطبة الجمعة بالمسجد الحرام أمس: «إن نعمة العقل هي جوهر الإنسان ومعدنه النفيس، وبالعقل تتفتق الملكات عبر الحضارات والتقنية الدقيقة، وبالعقل تهتدي الأفئدة والأبصار إلى الإيمان بالله الذي أرشد الإنسان إلى معاقل الحق وأبعده عن الضلال، يقول الشاطبي ــ رحمه الله: (لقد جاءت الشريعة بحفظ العقل من جهة الوجود والعدم)». وتساءل «عن من يسلم عقله للشائعات عبر الشبكات والتقنيات ويهيم بها في مجاهل الظلمات والتحليلات ومضارب الافتراءات في قرصنة عقلية عجيبة وفكر رهيب يتولى كبره ويضرم أواره الشبكات العنكبوتية ومن ورائها الأجندات المشبوهة»، وانتقد الذين سلموا عقولهم للهرطقات وألجموها بالنظريات الفاسدة والأفكار الطائشة والآراء الهزيلة، وحذر من الذين يهرعون إلى المسكرات والمخدرات ليلغوا عقولهم، وقال: «هنا نذكر بالاعتزاز والإشادة الضربات الاستباقية والإنجازات والنجاحات الأمنية المشهودة لرجال أمننا الأشاوس للقضاء على آفة المخدرات ومروجيها ممن يستهدفون ديننا وأمننا وشبابنا وبلادنا ــ حرسها الله». وفي المدينة المنورة، قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي، في خطبة الجمعة أمس: «طوبى لمن اتصف بالصفات التي يحبها الله ويرضاها مع الإيمان واليقين، وويل لمن اتصف بالصفات المذمومة»، موضحا أن صلاح هذه الأمة في أولها كان بالزهد واليقين، وهلاك آخرها يكون بالحرص والأمل، ولفت إلى أن الزهد الواجب هو كف النفس عن المحرمات ونجاة المسلم من أموال الناس ودمائهم والحذر من المشتبهات وإعطاء الحقوق المتعلقة بالذمم والأمانات للخلق، وما زاد على ذلك فهو إحسان وفضل وخير وبر وزكاة يعظم الله به الأجر والثواب ويرفع به الدرجات، مستشهدا بقول الله تعالى (فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا وأنفقوا خيرا لأنفسكم ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون)، وفي نهاية الخطبة دعا الشيخ الحذيفي الله أن ينصر المسلمين في جميع أصقاع الدنيا وأن يعلي كلمتهم ويوحد صفوفهم على الحق والصلاح.
مشاركة :