قدم الفنان التشكيلي الليبي عدنان معيتيق معرضه التشكيلي الفردي الثالث “أحلام ما بعد الحرب: رؤوس وأبجدية الشوارع” بقلعة ماركوم للفنون والأعمال الفنية في مدينة مصراتة. ويضم المعرض إنتاج خمس سنوات من تجارب جديدة كانت أغلبها بألوان الأبيض والأسود وبتقنيات الحبر وبعض الألوان لمجموعة رؤوس الأبطال ومجموعة أحلام ما بعد الحرب. ويقول عدنان معيتيق إن لوحات هذا المعرض “بدأت تتشكل ملامحها منذ أكثر من 5 سنوات، وهي عبارة عن رؤوس وحروف أجساد مبتورة وأحلام تحولت إلى كوابيس، رسمت بالأبيض والأسود والقليل من الأحمر وبعض ألوان الفرح المؤجل عما صدم الأوطان وذبح الآمال وحطم وقتل الأحلام، وهو رسم بمثابة إعلان عن انتكاسة البشر الطامحين في الارتفاع فكان السقوط المدوي موازيا لتلك الآمال العالية في أحلامهم بوطن ينعم بالحرية وبعض الحقوق والمساواة”. ويضيف “مدونات الجدران من حرف ورسم، من وشم وأثر، هي كلام بالمعلن للمطالبين بالحقوق وهمسات للمحبين، غمغمة اللون وحنو الخطوط باستقامتها وانكساراتها على أشكالها المرسومة، ظلالا وخدوشا، ورائحة الطلاء في الأمكنة الخاوية ولهفة الحنين إلى كل الأشياء الضائعة، وفيها وجوه الأبطال وقصصهم الشخصية بكل انكساراتها، ومراكب خارج الخدمة، وانطباعاتنا على الموجودات”. ويتابع “كل هذه الأشياء صنعت مفردات أخرى عما أنتجته في السابق بعيدة عن زمن الثيران وبعيدة عن المؤثرات المباشرة من التقاط المعارض وكتالوجات المشاهير، في حقيقتها ‘خبرة وتفاعل’ ثم احتراق طموحات أغلبها كانت رغبة في الارتفاع نتج عنها سقوط للأوطان في زمن النظام العالمي الجديد الذي بشر العالم بالانكسارات والأحلام الموءودة”. ويوضح معيتيق أن لوحات هذا المعرض واستخدام الألوان القاتمة هي إسقاط وفلسفة تشكيلية عما يحدث في ليبيا والعالم. فهذه اللوحات بمثابة انتكاسة عما كنا نحلم به من تغيير حقيقي نتجت عنه فوضى عارمة وسقوط للدولة وشبه المؤسسات التي كانت على الأقل رغم كل هذا مازال يرافقنا الأمل. ويرى معيتيق “أن الحرب أثرت بشكل سلبي جدا على واقع الفنانيين التشكيليين في ليبيا، لأن الفنان الليبي مازال في حالة من الصدمة التي لم يفق منها لتوظيف هذه الأحداث في أعمال فنية تثري تجربته الفنية الشخصية وتزيد من الرصيد التراكمي الوطني للفن التشكيلي الليبي”. لوحات المعرض إسقاط وفلسفة تشكيلية عما يحدث في ليبيا والعالم لوحات المعرض إسقاط وفلسفة تشكيلية عما يحدث في ليبيا والعالم وعدنان معيتيق من مواليد مدينة مصراتة في ليبيا عام 1968 درس الرسم بشكل شخصي. وهو خريج هندسة صناعية من كلية التقنية الصناعية. وفي حصيلة الفنان عدد من المعارض الجماعية والفردية، من بينها معرض دي فيلا بطرابلس مع الفنان مصباح الكبير ومحمد بن لامين 1998، ومعرض ثنائي بالمركز الثقافي الفرنسي مع الفنان مصباح الكبير 2002، ومعرض ببرج طرابلس 2000، وغيرها، وشارك في تنظيم المعرض الليبي العام بمصراتة عام 2014. وهو مؤسس قاعة رمل للفنون التشكيلية 2015 – 2016 مع الفنان عمر جهان والفنان عادل الفورتية. ومؤسس جمعية المتلقي المتوسطي للفنون مع توفيق العويب وأحمد الغماري ويوسف السيفاو ورمضان نصر ومحمد الخروبي والناقد عبدالحكيم المالكي. كما يكتب الرسام عن الفنون التشكيلية الليبية والعربية في الصحف والمجلات المحلية والعربية وصدر له كتاب عن تجارب ليبية بعنوان “مكامن الضوء” عام 2020 عن دار إمكان للطباعة والنشر، وكتاب مقالات عن تجارب تشكيلية من الوطن العربي، وكتاب عن تجارب من الفن السوداني الحديث.