فيينا - قال دبلوماسيون إن مسودة اتفاق توصلت إليها واشنطن وطهران في المفاوضات غير المباشرة في فيينا برعاية وسطاء دوليين، تضمنت إشارات إلى قضايا أخرى غير الملف النووي، موضحين أن المقصود منها هو الإفراج عن مليارات الدولارات الإيرانية من البنوك الكورية الجنوبية وإطلاق سراح سجناء غربيين محتجزين في إيران. ومن المتوقع تبادل السجناء بين إيران والولايات المتحدة في القريب العاجل وهو واحد من الملفات الشائكة الأخرى التي طرحت ضمن المفاوضات تصريحا وتلميحا. والأسبوع الماضي بدأت ملامح اتفاق أميركي إيراني تتضح معالمه في فيينا بعد محادثات غير مباشرة على مدى أشهر لإحياء الاتفاق النووي الذي انسحبت منه واشنطن في 2018 في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي عاود أيضا فرض عقوبات واسعة النطاق على إيران. وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان يوم السبت إن الجمهورية الإسلامية مستعدة لتبادل السجناء مع الولايات المتحدة بشكل فوري. وقال أحد كبار المسؤولين الإيرانيين في طهران دون الخوض في تفاصيل "لطالما عبرت إيران بشكل متكرر عن استعدادها لتبادل السجناء. كنا مستعدين للقيام بذلك من شهور ولكن الأميركيين دمروا الصفقة". وأضاف "أعتقد الآن أنه سيتم إطلاق سراح بعضهم، ربما خمسة أو ستة منهم، لكن هذه المحادثات بشأن السجناء ليس مربوطة بالاتفاق النووي ولكنها متصلة به. هذا إجراء إنساني من جانب إيران". وأشار المفاوض الأميركي روبرت مالي إلى أن ضمان الاتفاق النووي غير مرجح إلا إذا أفرجت طهران عن أربعة مواطنين أميركيين، منهم الأب والابن باكير وسياماك نمازي، الذين تقول عنهم واشنطن إن طهران تحتجزهم كرهائن. وقال مالي في تغريدة على حسابه بتويتر اليوم الثلاثاء "منذ ست سنوات اعتقلت الحكومة الإيرانية باكير نمازي وما زالوا يرفضون السماح له بمعادرة البلاد. يمكن للحكومة الإيرانية ولابد لها أن تطلق سراح الأب والابن نمازي وعماد شرقي ومراد طهباز وغيرهم من الرعايا الأميركيين والأجانب المحتجزين ظلما". وتنفي إيران التي لا تعترف بمزدوجي الجنسية، اعتقال سجناء لكسب نفوذ سياسي وعلى الرغم من ذلك، اعتقل الحرس الثوري الإيراني العشرات من مزدوجي الجنسية والأجانب، ومعظمهم بتهم تتعلق بالتجسس والأمن. وسعت بريطانيا للإفراج عن البريطانيين من أصل إيراني مثل أنوشه عاشوري وهو مسجون بتهمة التجسس ونازانين زاغاري راتكليف وهي مديرة مشروع في مؤسسة تومسون رويترز وتم اتهامها بالتخطيط للإطاحة بالمؤسسة الدينية. وتسعى طهران للإفراج عن أكثر من عشرة إيرانيين في الولايات المتحدة منهم سبعة إيرانيين من أصل أميركي من مزدوجي الجنسية وإيرانيان يحملان إقامة دائمة في الولايات المتحدة وأربعة إيرانيين ليس لديهم وضع قانوني. وتم اعتقال معظمهم بسبب انتهاكهم للعقوبات الأميركية على إيران. وعلى صعيد منفصل حث الرئيس الإيراني المتشدد إبراهيم رئيسي الدول المصدرة للغاز اليوم الثلاثاء على تجنب أي عقوبات "قاسية" تفرضها الولايات المتحدة على طهران. وقال رئيسي في المؤتمر المنعقد في الدوحة "ينبغي على أعضاء هذا المنتدى عدم الاعتراف بهذه العقوبات لأن في العالم الحالي نرى أن تلك العقوبات لن تكون فعالة". وحدّ اتفاق 2015 بين إيران والقوى الكبرى من تخصيب إيران لليورانيوم، بصورة تجعل من الصعب على طهران تطوير مواد تستخدم في صناعة الأسلحة النووية، في مقابل رفع عقوبات دولية مفروضة عليها. ومنذ العام 2019 بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، تجاوزت طهران قيود الاتفاق إلى حد بعيد، حيث أعادت بناء مخزونات اليورانيوم المخصب وقامت بالتخصيب بدرجة نقاء أعلى وركبت أجهزة طرد مركزي متطورة لتسريع الإنتاج.
مشاركة :