هُناك في أقصى شمال غربي السعودية، تقع مدينة حالمة اقتبست اسمها من ثُنائية المستقبل «نيوم»، يقود حُلمها الكبير الرجل الثاني في البلاد، الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء. تملك نيوم قدرة هائلة في محيطها البشري الذي يحول الأحلام إلى واقع، عمل دؤوب لا يتوقف، تتغير معه ملامح المنطقة مع التقدم السريع للزمن، يساعدها جمال تضاريسها المتنوعة وجبالها ذات التقاسيم الآسرة وسهولها المترامية وشواطئها الساحرة. هُناك في نيوم، توجهت أنظار خمس قارات نحو منطقة تحمل اسم «القارة الحمراء» نسبة إلى سهولها التي تكتسي اللون الأحمر، والتي اعتاد فيها أهالي مدينة تبوك قضاء بعض أوقاتهم في إجازة نهاية الأسبوع في فصل الشتاء بعيداً عن ضجيج المدينة التي عُرفت بتبوك الورد. «إكستريم إي»، سباق القيم والمستقبل الذي يعيش مع الطبيعة، ويسعى لخدمتها دون إغفال جانب الترفيه، سباقات السيارات الكهربائية أو ما تعرف بصديقة البيئة، وجد تقاطعاً مع مدينة نيوم، مدينة المستقبل الآمن بالطاقة البديلة بالهواء المتجدد بالطبيعة ذات العلاقة التي يحترمها الإنسان ويتعايش معها، فتلك هي فلسفة مدينة المستقبل السعودية التي ترتكز عليها. يتحدث الأمير خالد بن سلطان العبد الله الفيصل، رئيس الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية، عن استضافة نيوم لسباق «إكستريم إي»، فيقول: «لدينا أشياء كثيرة في نيوم يمكن أن نقدمها»، قبل أن يوضح أن هناك سببين؛ لإقامة سباق «إكستريم إي» في مدينة المستقبل السعودية «نيوم»؛ الأول أن السعودية تستثمر في هذه المدينة الحالمة، ويضيف: «نريدها أن تكون مدينة ليس على غرار أي مدينة في العالم، نريدها أن تكون مدينة مستدامة للتقنية والصناعة وحلقة وصل». ويواصل: «الأمر الآخر: نيوم لديها تضاريس رائعة ورمال وجبال وشواطئ مختلفة». «نيوم» تتمتع بالقيم نفسها التي نحملها في «إكستريم إي»، هكذا أكد إليخاندرو أغاغ، الرئيس التنفيذي ومؤسس سباقات «إكستريم إي»، في حديثه عن سبب إقامة هذا السباق في المدينة الحالمة، قبل أن يضيف: «نيوم» هي المكان المثالي والمناسب لإقامة السباقات الصديقة للبيئة. واستمر أغاغ في حديثه عن العلاقة بين المدينة الحالمة وسباق المستقبل كما يهدف مسيروه، «نيوم هي مدينة المستقبل، فيها مبادئ الاستدامة والسيارات الكهربائية، ستؤمن بيئة للعيش متناغمة مع الطبيعة، أرى هذه الكثبان الرملية الجميلة، وأعتقد أن نيوم بتوفيرها للطاقة البديلة ستجعلنا نعيش في تناغم مع الطبيعة». «أريد أن أصبح جزءاً من رسالة هذا السباق»، هكذا أجاب القطري ناصر العطية، المتوج ببطولة «رالي داكار السعودية» بنسختها الأخيرة عند سؤاله من «الشرق الأوسط»، عن سر توجهه للمشاركة في هذه النوعية من السباقات، بعد أن عُرف بكونه أحد أشهر متسابقي الراليات الصحراوية و«الكروس كانتري». «سأعود بعد سنوات لأشاهد الشجرة التي زرعتها حينما تكبر»، كانت الإسبانية كريستين جامباولي زونكا، سائقة فريق «فيلوتشي رايسينغ»، ترتكز على عكازها بعد الحادث الذي تعرضت له في السباق، وأحدث لديها كسراً في قدمها، إلا أنها بدت سعيدة بتضاريس «نيوم»، وبالمؤشرات المستقبلية التي تحملها المدينة الحالمة. زونكا أشارت لارتباطها بمدينة نيوم، بعد أن زرعت شجرة خلال حضورها لمنافسات «إكستريم إي»، وقالت: «زرعت شجرة ضمن مشروع زراعة الملايين من الأشجار هُنا، وسأعود بعد عدة سنوات لأشاهدها حينما تصبح هذه الشجرة كبيرة». في نيوم، كانت أيام السباق مليئة بقيم المدينة والمنافسة؛ اهتمام بأدق تفاصيل المنافسة لجعله متناسقاً مع رسالة الصداقة مع البيئة والاستدامة، بدأ من وقود السيارات وطاقتها المستخدمة، مروراً باستخدام المتسابقين والمشاركين مواد متعددة الاستخدام للأكل يتم غسلها من قبلهم بعد الانتهاء من وجبات الطعام، وانتهاء بآلية التصويت المتبعة قبل السباق الختامي والخاص بمنح المتسابقين الذين خرجوا من المنافسة أصواتهم لزملائهم المتسابقين الخمسة في النهائي لتحديد أول المنطلقين، حيث تم استخدام الرمل داخل وعاء كدلالة على عدد الأصوات لكل متسابق. نيوم و«إكستريم إي»، كانا مزيجاً من التناغم والرؤى المستقبلية للجانبين؛ نيوم تلك المدينة التي سخرت مقومات طبيعتها إلى مسرح للأحداث العالمية والرياضات، خطفت أنظار القنوات التلفزيونية إذ تم بث السباق على أكثر من 80 قناة موزعة على خمس قارات حول العالم. من نيوم إلى لندن عملية نقل تلفزيوني لحدث يقع في قلب صحراء نيوم المدينة الحالمة، في حدث شارك في تغطيته الإعلامية قرابة 100 صحافي يمثلون مختلف وسائل الإعلام حول العالم مما يعكس الرسالة الأهم لاستضافة السعودية للأحداث الرياضية المتتالية.
مشاركة :