بالتزامن مع المعارك المستمرة التي يخوضها الجيش اليمني ضد الميليشيات الحوثية؛ لا سيما في جبهات مأرب وحجة وصعدة وتعز، واصل تحالف دعم الشرعية في اليمن تنفيذ عملياته الجوية الإسنادية؛ حيث أعلن (الثلاثاء) تدمير آليات عسكرية، وتكبيد الميليشيات خسائر بشرية. وفي تغريد بثته «واس»، أفاد التحالف بأنه نفذ 23 عملية استهداف ضد الميليشيا في حجة خلال 24 ساعة، وأن عمليات الاستهداف دمرت 11 آلية عسكرية، وكبدت الميليشيات خسائر بشرية. وفي وقت سابق، أفاد التحالف بأنه نفذ عملية استجابة للتهديد، ودمر أهدافاً عسكرية في محافظة البيضاء، مؤكداً أنه «لحماية المدنيين من العمليات العدائية» سيستمر «في تنفيذ الضربات الجوية الواسعة». وكان التحالف قد أعلن (الاثنين) تدمير طائرة مُسيَّرة مفخخة أطلقت باتجاه مطار الملك عبد الله في جازان، وسقوط شظايا اعتراض المُسيَّرة بالمحيط الداخلي للمطار، ما أسفر عن إصابة 16 من المدنيين من جنسيات مختلفة، بينهم 3 في حالة حرجة. وقال التحالف إن «الحوثيين يعاودون إطلاق الهجمات العابرة للحدود من مطار صنعاء الدولي». وتوعد باتخاذ «إجراءات حازمة لحماية المدنيين في إطار القانون الدولي والإنساني». وفي اليوم نفسه، أفاد التحالف بأن طائرة حوثية مفخخة أطلقتها الميليشيات الحوثية سقطت بقرية المعبوج بجازان، دون إصابات أو أضرار، مؤكداً أن الطائرة المُسيَّرة انطلقت من مطار صنعاء الدولي لاستهداف المدنيين. واستجابة للتهديد، توعد التحالف الميليشيات الحوثية بتنفيذ عملية عسكرية لتحييد قدراتهم النوعية، بالتزامن مع ضرباته الإسنادية المستمرة لعمليات الجيش اليمني في مختلف الجبهات. كما أفاد تحالف دعم الشرعية بأنه نفذ 45 عملية استهداف ضد الميليشيا في محافظة حجة خلال 24 ساعة، موضحاً أن عمليات الاستهداف دمرت 21 آلية عسكرية حوثية، وكبدت الميليشيات خسائر بشرية. في السياق الميداني، ذكرت مصادر يمنية ميدانية أمس (الثلاثاء)، أن قوات الجيش لا تزال تخوض معارك ضارية ضد الميليشيات في جبهات محافظة حجة؛ حيث تدفع الميليشيات بأنساق متتابعة من مسلحيها وعناصرها الإرهابيين، للهجوم على مواقع الجيش في مديريتي حيران وحرض، انطلاقاً من مديريتي عبس ومستبأ. وبحسب المصادر نفسها، فإن الميليشيات الحوثية تكبدت العشرات من مسلحيها جراء المعارك وضربات طيران تحالف دعم الشرعية، سواء في شمالي عبس أو في مديرية حرض الحدودية. إلى ذلك، أفاد الإعلام العسكري الرسمي للجيش اليمني، باستمرار المعارك غربي مدينة تعز، وقال المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية: «إن قتلى وجرحى من ميليشيا الحوثي الإيرانية سقطوا بنيران الجيش في جبهة الأحطوب غرب تعز». وكان الموقع الرسمي للجيش (سبتمبر.نت) قد ذكر أن الميليشيات الحوثية تكبدت (الاثنين) خسائر كبيرة في العتاد والأرواح في معارك مع الجيش والمقاومة الشعبية جنوبي محافظة مأرب. وبحسب ما أورده الموقع العسكري، استهدفت مدفعية الجيش مجاميع لميليشيا الحوثي، في مواقع متفرقة بالجبهات الجنوبية لمحافظة مأرب، وأسفر القصف عن مصرع وجرح العشرات من عناصر الميليشيا، وتدمير آليات تابعة لها. أما في مدينة تعز، فقد استهدفت مقاتلات تحالف دعم الشرعية -وفق الموقع- «تجمعاً للميليشيا الحوثية في منطقة غراب بشارع الستين، شمالي غرب المدينة، وكبدتها خسائر كبيرة». على الصعيد السياسي، رحبت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين في الحكومة اليمنية، بما ورد في البيان الختامي المشترك الخاص بالشأن اليمني، والصادر عن الدورة السادسة والعشرين للمجلس الوزاري بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية والاتحاد الأوروبي، المنعقد في مدينة بروكسل البلجيكية. وثمنت الخارجية اليمنية تثميناً عالياً: «حرص الأشقاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والأصدقاء في الاتحاد الأوروبي، على أمن واستقرار اليمن وقلقهما من تدهور الوضع الإنساني في اليمن جراء استمرار الحرب العبثية» مشيدة في الوقت نفسه «بالإسهامات المقدمة لمختلف أوجه الدعم لتحسين الوضع الإنساني، في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها اليمن». وأعربت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين، في بيان رسمي، عن تقديرها الكبير لموقف دول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي، تجاه دعمهم لكافة الجهود الهادفة لتحقيق السلام واستعادة الدولة من الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، والتوصل إلى وقف إطلاق النار، والوصول إلى حل سياسي ينهي الصراع، وفقاً للمرجعيات المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن الدولي 2216، والمبادرة السعودية لوقف إطلاق النار في اليمن. وجددت الخارجية اليمنية رفضها التام استخدام الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، اليمن منصة لإدارة العمليات الإرهابية، من خلال إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المفخخة وخطف السفن التجارية، بما يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة. كما شددت على ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته لاتخاذ موقف حازم لوقف تلك التصرفات العبثية والإرهابية، وإنهاء التدخل الإيراني السافر في الشأن اليمني. يشار إلى أن الميليشيات الحوثية رفضت على مدار السنوات الماضية كافة المساعي الأممية والدولية، لخفض التصعيد والعودة إلى طاولة المفاوضات مع الحكومة الشرعية، بينما دعا زعيمها عبد الملك الحوثي إلى حشد مزيد من المجندين، ومواصلة جمع الجبايات لتمويل الحرب، وذلك بالتزامن مع تصعيد الأعمال الإرهابية المتمثلة في إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المُسيَّرة المفخخة على المناطق المدنية في الداخل اليمني، وباتجاه الأراضي السعودية، وأخيراً باتجاه الأعيان المدنية في الإمارات العربية المتحدة.
مشاركة :