كانت مصر المحروسة هى قلعة المنتجات الحرفية من نسيج وكليم وسجاد وحصير وزجاج معشق بالرصاص وفخار وخزف، حديد مشغول (فورفورجيه) ونحت متنوع الخامات من خشب، وجص، وطين ورخام وجرانيت وتعدت الحرف الشعبية المصرية من صناعات خيام وجلود وعطور والأوانى النحاسية وغيرهم وهى بالمناسبة أهم التخصصات العلمية التى أنشئت عليها مدرسة الفنون التطبيقية السلطانية عام 1839 وتحولت اليوم إلى كلية الفنون التطبيقية جامعة حلوان. ولعل أحياء بالكامل قد إستمدت إسمها من نشاطها الحرفى مثل " الخيامية واليكنية وسوق السلاح والفحامين والمغربلين والداودية وتحت الربع وخان الخليلى " تلك المنطقة الشعبية (القاهرة القديمة) شارع المعز لدين الله الفاطمى هذا الشارع العظيم الذى يبدأ من تقاطعه مع شارع محمد على (القلعة) وحتى تقاطعه مع شارع الأزهر وشارع الموسكى وينتهى فى الجمالية وبين القصرين وقصر الشوق تلك الأسماء الخالدة فى الذاكرة الثقافية المصرية بعد أن سطر فيها كاتبنا الكبير المرحوم نجيب محفوظ ثلاثيته العظيمة وأخرجها لنا فى منتصف الخمسينيات وتعرض للحرف الشعبية المصرية!! كان إهتمام وزارة الثقافة منذ عهد الدكتور /ثروت عكاشة بالفنون والحرف الشعبية فأنشئت لها المعاهد والمتاحف وضمت إلى أكاديمية الفنون التابعة للوزارة –إلا أن إندثار وإنحدار شديدين أصابا هذه المؤسسات إصابة بالغة. فموقع متحف الفنون الشعبية كان فى عمارة بميدان التوفيقية وما زال !! (مريضاَ متهالكاَ )ومعهد الفنون الشعبية مازال غير ذى أهمية أو حيثية قابع فى مبنى الأكاديمية بشارع الهرم وتناوب على إدارة هذه المؤسسات الوطنية بعض أساتذة الأدب الشعبى العظام مثل المرحوم الدكتور/عبد الحميد يونس – وأخرهم الدكتور/أحمد على مرسى وربما أخرون لا نعلم عنهم شيىء ألان –إلا أن تدهور تلك المؤسسات بعد جهد عظيم للرواد الأوائل ومنهم البعض آلان ممن أنهو خدماتهم فى هذا المجال مثل السيدة سونيا ولى الدين والسيدة عواطف سلطان والسيدة وداد حامد (المصورة التى سجلت بعدساتها كل التراث فى مسقط رأسه) وغيرهن من فضليات الأساتذة فى الفن البيئى والحرفى المصرى هؤلاء السيدات إستطعن جمع عناصر الحرف الشعبية من طول البلاد وعرضها وغيرهن قمن بتسجيل الأناشيد الشعبية وكذلك الموسيقى الشعبية مثل الدكتور /محمد عمران وبعضهن إستحققن درجات الماجستير والدكتوراه فى الأدب الشعبى والحرف الشعبية المصرية والموسيقى الشعبية أيضًا - وكانت تلك الحرف الشعبية المتحفية تمثل سفيرًا محترمًا لمصر – فى بلاد العالم الداعية لإقامة معارض فى عواصمها لتلك الحرف البيئية مصحوبة بالموسيقى الشعبية القديمة ولعل أكاديمية مصر فى روما كانت الأكثر حظًا لإستقبال مثل هذه المعارض الوطنية ولكن اليوم ونحن بصدد البحث عن مصادر محلية لتطوير وسائل إقتصادنا فى ظل أزمة عالمية غير معلوم مدى إستمرارها وما هى الفرص المتاحة لنا فى مصر لكى ننافس بعناصر إقتصادية جديدة لا مجال لمنافستنا فيها أحد على الأقل من المنطقة أو الإقليم. أعتقد بأن تعاون بين وزارة الصناعة والتجارة ووزارة الثقافة مهم جدًا لإحياء هذه الحرف وتنميتها ولعل الصندوق الإجتماعى لن يوجع دماغه فى مثل هذه الأعمال حيث الرد لديهم جاهز هذه تتبع جهات أخرى وهى مشكلة مصر من يتبع من ؟؟
مشاركة :