رجحت شركة مطارات دبي أن يتضاعف عدد الركاب الذين يستخدمون مطار الإمارة الرئيسي هذا العام مع إعادة فتح الحدود، على الرغم من أن التعافي إلى مستويات ما قبل الجائحة قد يستغرق حتى عام 2024. وقال الرئيس التنفيذي لمطارات دبي بول غريفيث في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ الثلاثاء “لقد وصلنا إلى نقطة الانعطاف، حيث أدت عمليات الإغلاق وظيفتها”. وأضاف “أعتقد أن الرغبة في السفر ستكون ملحوظة للغاية خلال الفترة المقبلة، ولاسيما عندما يمتلك الناس الثقة والدخل المتاح، ولم يُسافروا منذ فترة طويلة”. وتأتي هذه التعليقات على حالة سوق السفر بعد أيام من تحذيرات ساقها تيم كلارك الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات، والتي قال فيها إن “الانتعاش الذي يشهده قطاع الطيران يمكن أن يتعثر بسبب ارتفاع أسعار الوقود والصراع المحتمل في أوكرانيا”. واعتبر كلارك أن سعر النفط الذي يلامس مئة دولار للبرميل، يمثل رياحا معاكسة لصناعة الطيران، نظرا إلى تداعياته المباشرة على تكاليف تشغيل الطائرات بما يجبرها على زيادة أسعار التذاكر. ومن المتوقع أن تصل حركة المسافرين في مطار دبي هذا العام إلى نحو 57 مليونا مدفوعة بالتحركات العالمية لتحرير السفر للركاب الحاصلين على اللقاح مقارنة بنحو 29.1 مليون مسار في العام الماضي، ما مثل نموا بنسبة 12.7 في المئة عن العام السابق. بول غريفيث: وصلنا نقطة الانعطاف بعد أن أدى الإغلاق وظيفته ففي 2020 سافر نحو 25.9 مليون شخص عبر مطار دبي، بتراجع هائل بنسبة 70 في المئة مقارنة بعام 2019. واستقبلت دبي خلال العام الماضي نحو 7.3 مليون زائر في ظل تعافي حركة السياحة في المنطقة والعالم، بزيادة قدرها 32 في المئة عن العام 2020. وكانت الإمارة قد استقبلت قبل الجائحة في العام 2019 نحو 16 مليون زائر، قبل أن تغلق أبوابها لأشهر بسبب الوباء، ثم تعاود فتحها في منتصف 2020 لتصبح إحدى أولى الوجهات التي تستقبل الزوار الهاربين من الإغلاقات. ووفق بيانات الشركة فقد بقيت الهند الوجهة الأولى من دبي خلال 2021 بنحو 4.2 مليون مسافر، تليها باكستان والسعودية وبريطانيا، في حين ارتفع عدد رحلات الطيران بنسبة 28.1 في المئة عبر مطار دبي الدولي على أساس سنوي إلى أكثر من 233.3 ألف رحلة. وبقي مطار دبي من حيث حركة سفر الأجانب على مستوى العالم. وأوضح غريفيث لوكالة الصحافة الفرنسية “نحن مسرورون أننا مازلنا، للسنة الثامنة على التوالي، أكثر المطارات الدولية ازدحاما في العالم، وهذه إحصائية جيدة جدا”. وأضاف “هذا يعني أنه على الرغم من أن أرقامنا ليست كما نتمنى أن تكون، فمن الواضح أن أداء المطارات الأخرى كان أسوأ بكثير مما لدينا”. وفي الواقع، فإن إعادة فتح أسواق مثل أستراليا هي موضع ترحيب خاص لدى مفترق الطرق العالمي الذي يعتمد على ربط منطقة آسيا والمحيط الهادئ ببقية العالم عبر محطة توقف في دبي. ولكن مع استمرار إغلاق دول من بينها الصين، فإن توقعات عام 2022 تضع الأحجام في نفس المستوى الذي كانت عليه قبل عقد تقريبا، حيث قال غريفيث إن “الأمر قد يستغرق 18 شهرا بعد نهاية العام للوصول إلى مستويات 2019”. وفي العام الذي سبق الوباء، استطاعت الإمارة الخليجية الثرية استقطاب أكثر من 86.4 مليون مسافر عبر أكبر مطار دولي في العالم، وهي مكانة تعكس سيطرة شركة طيران الإمارات على خطوط المسافات الطويلة التي تمتد عبر العالم. ودبي التي تتمتع بالاقتصاد الأكثر تنوعا في المنطقة وتعد مركزا ماليا وسياحيا مهمّا، تستضيف معرض إكسبو 2020 منذ أكتوبر الماضي وقد زاره الملايين من الأشخاص بعدما سمحت العام الماضي بتنظيم الفعاليات والمؤتمرات وتدشين مراكز ترفيهية وسياحية جديدة. دبي استقبلت خلال العام الماضي نحو 7.3 مليون زائر في ظل تعافي حركة السياحة في المنطقة والعالم، بزيادة قدرها 32 في المئة عن العام 2020 وقال غريفيث إن “الطلب هذا العام قد يكون مفاجئا نحو الاتجاه الصعودي في ظل اتجاهات الحجز القوية” بما في ذلك مبيعات الصيف “المشجعة للغاية”، مما يشير إلى أن تقديرات مطارات دبي ربما تكون “متحفظة بعض الشيء”. ومع ذلك أبدى تفاؤلا حيال تخفيف القيود الحدودية بشكل أكبر بالنسبة إلى الأشخاص الحاصلين على اللقاح الكامل في الأسابيع المقبلة. وألغت المملكة المتحدة التي تزود دبي ببعض أكثر مساراتها ازدحاما، اختبارات الفايروس للقادمين الحاصلين على اللقاح، بينما أعادت أستراليا فتح حدودها الاثنين الماضي بعد ما يقرب من عامين من حظر السفر الصارم. وكان غريفيث قد رفض في وقت سابق هذا العام ادعاءات بعض الحكومات الأفريقية بأن دبي استخدمت متطلبات الاختبار الخاصة بها لإعطاء ميزة غير عادلة لطيران الإمارات عبر إخضاع ركاب شركات النقل الأخرى للمزيد من التدقيق والتأخير وحتى الاستبعاد. وقال “طبقنا الإجراءات المناسبة للتأكد من احتواء انتشار الفايروس وهذا لم يمنح الأفضلية لشركة طيران على أخرى”.
مشاركة :