صرح وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان، الأربعاء، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يعد يقبل بالاستقلال الذي تحظى به أوكرانيا بموجب القانون الدولي. وقال لودريان للصحافيين بعدما أجرى محادثات مع نظيرته الألمانية، أنالينا بيربوك، في برلين: "أعلن الرئيس بوتين في خطابه (الاثنين) بشكل ما إلغاء أوكرانيا كدولة ذات سيادة"، مضيفاً: "نحن في مرحلة مراجعة لاستعادة مساحات قديمة عبر إعادة اختراع التاريخ"، وفق فرانس برس. من جهتها أكدت بيربوك أن الاتحاد الأوروبي مستعد لكل السيناريوهات و"هدفنا تفادي الأسوأ وحماية سيادة أوكرانيا". كما أوضحت أن العقوبات هدفها تفادي أي تصعيد إضافي، لافتة إلى أنه "بعد هذه الأزمة عالمنا سيكون مختلفاً". كذلك أردفت قائلة: "نحن نبحث عقوبات تدريجية أقوى على روسيا لو اقتضى الأمر". مساء اليوم أو غداً يذكر أن وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية، كان أعلن في وقت سابق الأربعاء، أن حزمة العقوبات التي اعتمدها الاتحاد الأوروبي ضد روسيا بعد اعتراف موسكو باستقلال منطقتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا ، ستدخل حيز التنفيذ مساء الأربعاء أو الخميس. وقال كليمان بون لإذاعة "فرانس إنتر": "كانت هناك ردود فعل سريعة جداً من الأوروبيين بالتنسيق مع الأميركيين والبريطانيين. هذه العقوبات ستدخل حيز التنفيذ مساء اليوم على الأرجح أو غداً على أكثر تقدير. كما أكد بون أن "الدولة الروسية والمصارف الروسية لن تكون قادرة بعد الآن على تمويل نفسها من خلال الأسواق الأوروبية". تعليق تشغيل خط نورد ستريم 2 يشار إلى أن الحزمة الأولى من العقوبات التي قد "تذهب إلى ما هو أبعد من ذلك"، تشمل إجراءات مستهدفة خصوصاً ضد النواب الروس الذين صوتوا لصالح الاعتراف باستقلال الانفصاليين، وإجراءات اقتصادية ضد المصارف الروسية. وقررت ألمانيا تعليق تشغيل خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2. وفي هذا السياق أضاف بون: "أن يتخذ الألمان قراراً مماثلاً في موضوع مهم مثل توريد الغاز (...) إنه إشارة وبادرة قوية جداً"، مشدداً على أن أوروبا التي تعتمد جزئياً على الغاز الروسي، لديها أيضاً "مخزونات كافية لتحمل الشتاء". كذلك لفت إلى أنه من أجل تبرير قراره بانتهاك وحدة أراضي أوكرانيا، ألقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطاباً كان في أجزاء منه "جنونياً" ومليئاً بـ"الأكاذيب التاريخية"، مؤكداً: "لقد رفع بلا شك من حدة خطابه ونبرته. الأمر متروك لنا للتكيف والرد بدون أي ضعف". منذ أكتوبر الماضي وكان الرئيس الروسي قد اعترف الاثنين باستقلال منطقتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا، ودخول قوات وصفها بقوات حفظ السلام إلى لوغانسك ودونيتسك. الجدير بالذكر أن الصراع الروسي الأوكراني انطلق منذ أكتوبر الماضي (2021)، بسبب الحشود الروسية العسكرية على الحدود، إلا أنه اتخذ منعطفاً أكثر تصعيداً خلال اليومين الماضيين مع الدخول الروسي إلى الشرق الأوكراني، ما أنهى اتفاقيات السلام التي كانت ترعى الوضع بين الطرفين (مينسك).
مشاركة :