10 شهادات تسرد آفاق الكتابة في ملتقى الإمارات للإبداع الخليجي

  • 11/26/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تضمنت فعاليات ملتقى الإمارات للإبداع الخليجي شهادات إبداعية توزعت على أكثر من جلسة لكل من: مريم الحسن السعودية، وأحمد مبارك الكويت، ولارا الظراسي اليمن، وأحمد سراج مصر، ويعقوب الخنبشي سلطنة عمان، ومحسن سليمان ومرعي الحليان الإمارات، وجمال فايز وصالح غريب قطرو خليفة العريفي البحرين قدمت مريم الحسن شهادة بعنوان (الإبداع وهوس الكتابة، هبة ربانية وليس أبحاثاً علمية)، جاء فيها في بداياتي الأولى للكتابة لم أعِ تلك العوامل التي تفرض نفسها على مبنى القصة، جاءت من خلال اللغة والأحداث، لم تخطر في بالي لحظة الكتابة ولم أتعمدها، والجوانب الفنية التي جاءت من خلال السياق، لا أعرف كيف حصلت!. الكتابة موهبة، ربانية، ونور إلهي، هناك من أبدع في هذا الفن الأدبي، ولا أقول إن هناك من أخفق، لأنه طالما الكاتب أمسك بالقلم واستطاع أن يعبر عن مكنون نفسه فهو قد أبدع وأعطى. القاص جمال فايز قدم شهادة إبداعية عنوانها (لماذا اخترت القصة القصيرة؟) قال فيها والآن وأنا ألج في عقدي الخامس أدركت شيئاً ثميناً آخر في حياتي، هو أن الله سبحانه وتعالى خصني وأمثالي كثيرين بأمانة القدرة على التقاط المتغيرات التي حدثت وتحدث، وما زالت وإن كان بوتيرة أقل مما مضى في مجتمعي، ثم وجدتني صبياً أرويها بسلاسة وفي شبابي مدفوعاً للتعبير عنها وكان أقرب أشكال التعبير لنفسي القصة القصيرة، وما زالت الرغبة متقدة بعد إصدار أربع مجاميع قصصية. وجاءت شهادة محسن سليمان في شكل قصصي يقول فيها هرولت حتى وصلت إلى الدرجة الأخيرة من السلم، أخفض رأسي كي لا أنكشف وقبل أن أدفع الباب كنت أطوي ملابسي المبللة بالعرق والأتربة والخوف وأصمت، أكتم نفسي لأتأكد بأن الصوت عبر باب السلم، وأختفي بين الغرف مثل كل مرة لا صوت سوى أزيز صدري الذي يئن! غادر على ما يبدو ! وبدأت أشعر بالأمان، دفعت الباب وإذا به يقف أمامي ويسألني : هل أطعمت الحمام؟!، خمسة عشر عاماً ولا خوف علّي من التنقل بين السطح وما فوق السطح أو حتى المشي على الجدار مثل القطط والرقص مثل زوربا اليوناني. بدوره قدم يعقوب الخنبشي شهادته (من أرق الكتابة) جاء فيها لا أخفيكم أنّ قصة السفر آخر الليل كانت بالنسبة إلي أقرب القصص محبة إلى قلبي التي ظهرت حتى الآن، حيث إن العمل بتفاصيله الصغيرة يقترب بمرآته الفضية نحو الواقعية التي أعشقها حيث بطل الرواية أحمد سائق التاكسي الذي يعمل فرّاشاً في إحدى الوزارات في مسقط، ليصطدم بواقع الحياة ومتاعبها ومتطلباتها ما يدفعه إلى البحث عن الرزق والى مضاعفة دخله عبر التاكسي الذي يمتلكه، كونه العائل الوحيد لأسرته وراتبه الشهري لا يسد احتياجات أسرته ومصاريفه الخاصة وحياته في مسقط، ليتعرف في أحد طلعاته الطويلة إلى طاهرة ابنة العشرين ربيعاً التي سيكون لها دور مهم في حياته وستقلبها رأساً على عقب. وتحدث أحمد مبارك عن رؤيته لفن السرد القصصي فقال: تعتبر القصة القصيرة جداً، أو كما تعرف بالقصة الومضة القصة المايكرو منذ ترجمة فتحي العشري ل(انفعالات) ناتالي ساروت من الإجناس الاشكالية التي لم يستقم لها مفهوم واضح في ممارساتنا النقدية والنظرية، حيث مثلت اغلب الكتابات التي كتبت تحت مظلة هذا النوع نزوعا إلى الاقتراب إلى اجناس اخرى ومنها قصيدة النثر، حيث إن الأطر الحاكمة لكلا الجنسين متقاربة من خلال التكثيف والاختزال، وهذا ما يجعل قراءة الناقد عسيرة للفصل بين هذين الجنسين. لارا الظراسي قدمت شهادة بعنوان (لا سقف لي إلا البحر) قالت فيها: عندما كنتُ ألعبُ في شارعِنا، ويسألنُي أحدُ المارة: هل هذا بيتُ أبي محمدٍ؟ أجيبُ بقوةٍ وبصدقٍ: لا هذا بيتُ أبي لارا، يضحكُ ويتركُني. وإذا دقتِ البابَ علينا زائرةٌ: أمُّ محمدٍ موجودة؟ تكون إجابتي الغاضبةُ التي تسابقُ دموعي: قصدُكِ أمّ لارا، تبتسمُ وتتجاوزني إلى الداخل، مع الوقتِ ومع كثرةِ خيباتِ الأمل واكتشافي كلَ يومٍ أنني أُنثى..أقلّ كثيراً من ذلكَ الذكرِ الموجودِ في بيتِنا في عائلتِنا.. في مدرستِنا.. في شارعِنا.. في عالمِنا بدأتُ أكبرُ، وكلُ شيءٍ يتقزّمُ من حولي لم أعدْ أعبأُ بالألقابِ.. أحمد سراج قال في شهادته (السردُ وإخوته.. عصافير من أجل الربيع.. عن السرد والفنون الأخرى) إن المسرح كثيراً ما يحتاج إلى السرد فيستخدم تقنية الراوي كمنمنمات تاريخية لونوس، أو المونولوج والديالوج للتبئير على حدثٍ لم يعرض كأنتيجونا لجان آنوي في حوار أنتيجون ومربيتها؟ بل كيف يمكن النظر إلى ديوان الكتاب لأدونيس من ناحية الشكل وتقسيمه النص إلى ثلاثة مستويات بصرية ومن ناحية المحتوى وتحاوره مع التاريخ، ومن ناحية الأداء المتراوح بين الحوار والسرد، كما تحتوي نصوص رفعت سلام على تشكيلات فنية ورسومات يدوية. وفي شهادته عن تجربة المسرح القطري قال صالح غريب إنه بدأ عام 1966 عبر فرقة الأضواء المسرحية التي كانت تقدم اسكتشات في المناسبات والأعياد، وما تبعه من تأسيس الفرق المسرحية الأربع الرئيسية وهي فرقة المسرح الشعبي، فرقة المسرح القطري، فرقة مسرح الأضواء، وفرقة مسرح السد. وصولاً إلى العام 1995، حيث شهد المسرح القطري انتكاسة كبيرة وتم دمج الفرق الأربع في فرقتين هما فرقة قطر، وفرقة قطر المسرحية. وأشار غريب إلى عودة الاهتمام بالمسرح بعد احتفالية الدوحة عاصمة الثقافة العربية في 2010، حيث تم تأسيس فرقتي الغد للفنان محمد البلم، وفرقة الوطن للفنان صالح المناعي، كما برزت على السطح قضية عودة التراث إلى المسرح القطري. وتحدث مرعي الحليان عن تجربته في الكتابة المسرحية متوقفاً عند نص باب البراحة الذي ألفه والذي يعد اليوم من بين أهم النصوص المسرحية الخليجية، وكتبت حوله دراسات وأبحاث وأطروحات تخرج، وقال كان علي ان أجد ذلك المفتاح الدرامي المحرك للسرد بصورة لا تتشابه ونصوص مسرحية قرأتها أو شاهدتها... انهم اربعة مسنين، في دار العجزة، بينهم المثقف، والغني والمعدم، وقبطان سفينة غوص.. يسترجعون ذكريات الماضي من اجل مقاومة واقع صار لا يناسبهم.. ولا يؤمنون به.. ومن الوهلة الأولى، فإن هذا في حد ذاته يعتبر محركاً درامياً مولداً للحدث، لكنه سيكون تقليدياً مطروقاً.. فما هو الجديد. خليفة العريفي قدم شهادة بعنوان على أعتاب الوجع وجاء فيها في البدايات الأولى الّتي اعتليت فيها صهوةَ النّصّ الشّعريّ المتكامل شكلًا كانت الرّؤية الشّعريّة تتّجه نحو بؤرة واحدة مؤطّرة، ربّما لم أكن منفتحًا في إدراك مساحات الإبداع الفنّيّ والطّرح الموضوعيّ، ربّما لم تكن تلفت نظري تجاربُ كثيرة، ربّما كنتُ مأخوذاً في مَيْعَة الشّباب بإطار محدّد، لكنّ تخطّي السّنين بلا شكّ جعلني أتلقّف آفاقًا رحبة من التّجارب الشّعريّة، وأغامر في تشكيل منعطفاتٍ جديدة، وأعترف بأنّ علاقاتي الشّعريّة الّتي كوّنتها مع كوكبة عريضة من الشّعراء المعاصرين كان لها دور كبير جدًّا في نحت ملامح التّجربة عندي.

مشاركة :