أتت حرائق الغابات الشديدة على الأراضي الرطبة التي تمتلئ بالخث في اندونيسيا وعلى الغابات في كاليفورنيا وتلتهم الآن مساحات شاسعة من الأراضي الرطبة في الأرجنتين لتدق ناقوس الخطر وتبرز الحاجة الماسة إلى منع اندلاع مثل هذه الحرائق. ويتوقع تقرير أصدره برنامج الأمم المتحدة للبيئة ومجموعة جريد-أريندال المعنية بشؤون البيئة أمس الأربعاء زيادة عدد حرائق الغابات الشديدة بنسبة 30 في المائة خلال السنوات الثماني والعشرين القادمة في ظل تغير المناخ الذي يتسبب في موجات الجفاف وإقدام المزارعين على إزالة الغابات. وتحولت غابات لم تكن عرضة لاشتعال الحرائق في الماضي إلى بيئات حارقة مثل التندرا في القطب الشمالي وغابات الأمازون المطيرة. وقال اندرو سوليفان عالم حرائق الغابات بالحكومة الأسترالية الذي شارك في إعداد التقرير «لقد شهدنا زيادة كبيرة في الحرائق في الآونة الأخيرة في شمال سوريا وشمال سيبيريا والجانب الشرقي من أستراليا والهند». في الوقت نفسه تشير دراسة ثانية نشرت الأسبوع الماضي في مجلة (نيتشر) إلى أن التراجع في عدد الليالي الباردة والرطبة التي ساعدت في السابق على تهدئة الحرائق يعني أيضا صعوبة إخمادها. فمع ارتفاع درجات الحرارة أثناء الليل بشكل أسرع من درجات الحرارة أثناء النهار على مدى العقود الأربعة الماضية وجد الباحثون زيادة بنسبة 36 بالمائة في عدد ساعات الليل الدافئة والجافة بما يكفي لاستمرار الحريق.
مشاركة :