أعلن مسئول في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) اليوم (الأربعاء) أن الوكالة تمر بمرحلة صعبة من أجل الحصول على أموال لتقديم الخدمات للاجئين الفلسطينيين. وقال مدير عمليات أونروا في قطاع غزة توماس وايت خلال لقائه مع صحفيين في مقر الوكالة غرب غزة إن الوكالة "تمر بمرحلة صعبة بشأن التمويل ولا يتم منحها الأموال اللازمة التي ترغب بالحصول عليها لتقديم الخدمات للاجئين". وأضاف وايت أن الأونروا تسعى للحصول على دعم بقيمة 1.6 مليار دولار من المجتمع الدولي لتغطية النفقات وتقديم الخدمات وبرامج التنمية الإنسانية للاجئين، مشيرا إلى أن الوكالة طلبت دعما سريعا بقيمة 288 مليون دولار. وأوضح أن الدعم سيخصص لصالح البرامج الاعتيادية من الموازنة العامة للاجئين في غزة المتمثلة بالمدارس والعيادات والمراكز الصحية، بالإضافة إلى دعم إضافي لموازنة الطوارئ بسبب الوضع الخاص في القطاع. وتابع وايت أن الأونروا تريد تأمين مبلغ مالي للطوارئ الخاصة في حال حدوث كوارث طبيعية أو أي حروب إسرائيلية جديدة على القطاع، بالإضافة إلى دعم برنامج البطالة لضخ وظائف إضافية ولو كانت مؤقتة لجيل الشباب. وأعرب عن أمله أن يكون العام الجاري "أفضل تستطيع الوكالة الأممية تقديم خدمات أفضل للاجئين لأن العام الماضي كان سيئا جدا بسبب الحصار الاقتصادي والاجتماعي خاصة في قطاع غزة، بالإضافة إلى أزمة مرض فيروس كورونا. إلى ذلك أشار وايت إلى أن الوكالة أجرت مسحا للعائلات اللاجئة في القطاع فأظهرت أن نسبة الفقر تبلغ 81.5% في صفوف اللاجئين ما يعني أن 1.2 مليون لاجئ بغزة يعيشون تحت خط الفقر ما يستدعي ضخ المزيد من المساعدات الغذائية والنقدية لهؤلاء اللاجئين. وبشأن ملف إعادة إعمار مباني اللاجئين المدمرة بفعل موجة التوتر الأخيرة في مايو من العام الماضي أعلن أن الأونروا صرفت دفعات مالية بقيمة 15.2 مليون دولار لما يزيد عن 6 آلاف منزل تضرر بشكل جزئي، مشيرا إلى أن هناك 700 عائلة أخرى تجري الاستعدادات لإعادة بناء منازلهم المدمرة بالكامل. وأكد جاهزية الوكالة لخدمة سكان القطاع في حال حدوث أي "كارثة طبيعية أو حرب جديدة ونعمل من أجل توفير مراكز للإيواء"، لافتا إلى أن وكالته أنهت تجهيز 54 مركز إيواء لاستضافة ما يزيد عن 100 ألف شخص في حالة الطوارئ. وأشار إلى أن العمل جار لتوسيع الجاهزية لاستيعاب 50 ألف شخص آخرين في حالة الطوارئ وما نحاول عمله الآن من خلال إنشاء مراكز إيواء متنقلة وليس ثابتة، لافتا إلى أن الوكالة ستقوم في القريب بإجراء تجارب لاختبار مدى قوة أدائها في حالة وجود طوارئ. وأكد وايت أن اللاجئين في القطاع يعيشون "ظروفا صعبة جدا بسبب الحصار الإسرائيلي والحروب المتكررة"، مشددا على التزام الأونروا بتقديم خدماتها رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها وفي ظل غياب الحل السياسي. وتأسست أونروا كوكالة تابعة للأمم المتحدة بقرار من الجمعية العامة في العام 1949 وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية لحوالي 5.6 مليون لاجئ من فلسطين مسجلين لديها في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة ولبنان وسوريا والأردن. وتشتمل خدمات أونروا على التعليم والرعاية الصحية والإغاثة والخدمات الاجتماعية والبنية التحتية وتحسين المخيمات والحماية والإقراض الصغير.