الشهيد أحمد الشحي ترك فراغاًلدى أهالي شعم برأس الخيمة

  • 11/26/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أطفال جاءوا إلى الدنيا وتمت تسميتهم على اسم الشهيد أحمد محمد علي الشحي، الأول لأخيه الأصغر محمد والثاني لصديق الشهيد عبد الله، والثالث لآسيوي يعمل في عزبته، الجميع يكنون له الاحترام والحب، حيث كان الشهيد الشحي قريباً لأهالي منطقة شعم برأس الخيمة، ويشهدون له بأنه كان صاحب مشورة طيبة في البلدة يهتم لشؤون الأهالي والأقرباء والأصدقاء ويساعد الجميع في اختيار الأفضل. كان يهوى تربية الإبل في عزبته، ويعشق فيها صبرها وقوتها، ويدللها كثيراً، ويقضي معظم وقته إلى جانبها، أهدى أعز ناقة لوالدته التي يعتبرها أغلى ما يملك في الدنيا بعد أن تيتم وهو في الرابعة من عمره. رجل يقتدى به أبدى محمد الشحي إعجابه الشديد بنهج أخيه الشهيد في حياته والعزة والفخر باستشهاده، ووصفه بالرجل الذي يستحق أن يُقتدى به لعظمة حبه للوطن وشعبه، حيث إنه لم يتوان يوماً عن مشاركة الناس أفراحهم وأتراحهم، وكان صديقاً للصغير قبل الكبير، يلجأ إليه الأهالي ليأخذوا رأيهُ في أمورهم، لما له من علاقات طيبة مع الجميع. وقال: أنا أبارك للقيادة والشعب الإماراتي نيل إخواننا من أبناء الوطن الشهادة في سبيل الله تعالى دفاعاً عن تراب الوطن وراية الحق والإسلام، مؤكداً أنه سيمضي على نهج اخيه الأكبر المشرف من دون تردد، كما أن أبناءه وأبناء أخيه الشهيد، سيكونون مستعدين دوما من صغرهم في حمل راية الوطن والدفاع عنه بأرواحهم ببسالة وإقدام. الإيثار من صفاته ويتضح ذلك عندما طلب، رفع اسم شقيقه الأصغر منه سناً ويزامله في القوات المسلحة، من قائمة المرشحين للمهمات الخارجية، ووضع اسمه بدلاً منه، فتمت الموافقة على طلبه، ليلقى الله شهيداً ضمن كوكبة الشهداء الذين ارتقت أرواحهم إلى جنات الفردوس، دفاعاً عن الحق. ابن عم الشهيد: البطل عاش يتيم الأب وكان عمره أربع سنوات وكثيراً ما كان يؤثر شقيقه وأصدقاءه على نفسه في العديد من المناسبات، وكان يقول لأصدقائه إنه يفضل الشهادة والموت في سبيل الوطن بعد أن تمت الموافقة على وضع اسمه ضمن القوات التي ستغادر إلى اليمن لمحاربة الميليشيا الحوثية التي تعيث في ارض العروبة فسادا وخرابا وتهدد أمن المنطقة، ليقدم روحه رخيصة لحماية الوطن والأمة العربية. وأضاف أن الشهيد شارك ضمن أبطال القوات المسلحة البواسل للدفاع عن مملكة البحرين وحفظ أمنها، ففي ليلة عيد الفطر الماضي عاد من هذه المهمة العسكرية، وأبلغنا أنه سيبقى معنا فترات طويلة دون الخروج في مهمات خارج الدولة. وتابع: إلا أنه بعد انقضاء عيد الفطر الماضي بأيام ومع بداية الحرب في اليمن، اكتشف الشهيد وجود اسم شقيقه الأصغر منه سناً ضمن قائمة المهمات الخارجية، التي سيتم إرسالها للقتال ضمن صفوف التحالف في اليمن، ليطلب رفع اسم شقيقه دون علمه، ووضع اسمه بدلاً منه، حباً في بقاء شقيقه بالقرب من أفراد الأسرة ورعايتهم، كونه الأصغر منه سناً. مشيراً إلى أنه شقيقه الأصغر حزن لعدم انضمامه لقوات التحالف، إلا أن الشهيد أحمد أبلغه بأنه سيضع اسمه في المرحلة الثانية ضمن الصفوف الأولى في القتال، وهو ما جعل شقيقه يوافق على تأجيل انضمامه لقوات التحالف. وأضاف: في سنوات ماضية نقل جميع أفراد أسرة الشهيد من أعمامه مسكنهم إلى إمارة دبي، إلا أن أحمد رفض وأصر على البقاء في إمارة رأس الخيمة إلى جانب والدته لرعايتها، لأنه كان يعشق السكن بين المناطق الجبلية والحياة القبلية، ولا يستطيع أن يترك جماله. وقال إنه أوصاه ليلة الذهاب إلى اليمن بعدم إبلاغ والدته بأنه ذاهب لليمن حتى لا تحزن ويرتفع ضغطها، كونها تعاني بعض الأمراض المزمنة، إلا أن والدته كانت أقوى من الجبال عندما تلقت خبر استشهاده، وحمدت الله وشكرته على كل حال، وقالت إنها ستفرح بالشهيد على الرغم من حزنها الشديد. وتابع: نفخر ونعتز بنيله الشهادة التي نتمناها جميعاً فداء للوطن وقيادته الحكيمة، مشيراً إلى نخوة شهيد الحق والواجب في دفاعه عن اشقائنا اليمنيين ونصرتهم على الظالم الفاسد، وأشار إلى أنه احمد سخر حياته لخدمة والدته التي فطر قلبها على فراقه، وها هو ابنه عبد الله، يتجرع من كأس اليتم في العمر ذاته، الرابعة أيضاً. رفع رؤوسنا عالياً أكدت شقيقة الشهيد آمنة 43 عاماً من منطقة الجير، كلنا فداء للوطن، وأخي الشهيد رفع رؤوسنا عالياً، كان هو الداعم الأساسي للأسرة بعد أن فقدنا آبانا ونحن صغار، كان عمره، رحمه الله، 4 سنوات، حينما توفي والدي، وكبر واشتد عوده على مسؤولية أسرة كاملة تتكون من 6 أفراد، لم يبخل علينا يوماً، وكنا نعتمد عليه في كل شيء تقريباً، ولكن رحل عضيدنا ونحن رافعو الرؤوس شامخو العزة فخورون بما ناله من شهادة تشفع له ولنا بقربه في الدار الأخرة. سنربيهم على عزة الوطن قالت شقيقته الصغرى أم بدر: أخي عاش يتيماً، ومات شهيداً، فقدنا والدنا منذ أن كنا صغاراً، نفتخر عندما نرى أبناءه (ولدين وبنت) أكبرهم بنت عمرها 7 سنوات وعبد الله 5 سنوات وذياب 4 سنوات، سيكونون رافعين رؤوسهم في الدنيا وسنربيهم على عزة الوطن وتلبية النداء كما كان والدهم مقداماً شجاعاً لا يتردد، وأشارت إلى أنه كان هو الثالث في ترتيب الإخوة والأخوات، بعد اختين، والأول من الإخوة الذكور، ونعتبره والدنا وسندنا بالدنيا.

مشاركة :