النفط يتجاوز 100 دولار والأسهم تخسر بعد الهجوم الروسي ضد أوكرانيا

  • 2/24/2022
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تجاوزت أسعار النفط عتبة 100 دولار للبرميل، الخميس، للمرة الأولى منذ أعوام، مترافقة مع تراجع حاد في أسواق الأسهم، بعيد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدء «عملية عسكرية» ضد أوكرانيا. وعانت الأسواق طوال الأيام الماضية من التوتر المتصاعد بين روسيا من جهة، وأوكرانيا والغرب من جهة أخرى. وبلغ التوتر ذروته فجر الخميس، مع إعلان روسيا بدء عملية عسكرية ضد جارتها الشرقية، في خطوة استدعت سريعاً مواقف غربية مندّدة، خصوصاً من الولايات المتحدة، وأثارت القلق من دخول أوروبا الشرقية في حرب واسعة النطاق. وبعد ساعات من بدء الهجوم، تجاوزت أسعار النفط عتبة المئة دولار للبرميل للمرة الأولى منذ سبتمبر 2014. وقرابة الساعة 10,20 بتوقيت غرينتش ارتفع سعر برميل خام غرب تكساس الوسيط تسليم أبريل بنسبة 8,59% إلى 100,01 دولار، وارتفع برميل برنت بحر الشمال تسليم أبريل أيضاً 8,76% إلى 105,28 دولارات، وهي سابقة أيضاً منذ العام 2014. وقال المتخصص في المواد الأولية لدى مصرف «آي أن جي» الهولندي وارن باترسون: إن «سوق النفط ستترقب الآن ما سيكون عليه رد الدول الغربية على الخطوات الروسية الأخيرة». وأضاف: «سنرى على الأرجح اضطراباً أكبر في السوق»، بعدما سبق لأطراف عدة مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إعلان عقوبات على روسيا في الأيام الماضية، مع تصاعد التوتر بشأن كييف. وتعد روسيا من أبرز الدول المنتجة للنفط، وهي ضمن تحالف دول «أوبك بلاس»، الذي يضم أعضاء منظمة الدول المصدّرة للنفط «أوبك» وأطراف من خارجها. وتوقع المحلل في مصرف «ناشونال أستراليا بنك» تاباس ستريكلاند أن تؤدي التوترات بين روسيا وأوكرانيا «إلى صدمة على صعيد الطلب (بالنسبة الى أوروبا)، والأهم صدمة أكبر على صعيد العرض بالنسبة إلى بقية العالم نظراً إلى أهمية روسيا وأوكرانيا في مجال توفير الطاقة والسلع» الأخرى.   ألمنيوم وقمح انعكس بدء العملية العسكرية سريعاً على سعر الألمنيوم، الذي تعد روسيا الدولة الرئيسية المنتجة له عالمياً. وبلغ سعر هذا المعدن الصناعي مستوى قياسياً اليوم هو 3382,50 دولاراً للطن، متجاوزاً المستوى القياسي السابق (3380,15 دولاراً) الذي سجّله في يوليو 2008 خلال الأزمة المالية العالمية. وسجّلت أسعار الحبوب مستويات قياسية في جلسات التداول الأوروبية، إذ بلغ سعر القمح 344 يورو للطن الواحد لدى مجموعة «يورونكست»، التي تدير عدداً من البورصات الأوروبية. وارتفعت أسعار القمح والذرة التي تعدّ أوكرانيا رابع مصدّر لهما عالمياً. إلى ذلك زاد الإقبال على المعادن الثمينة والاستثمارات «الآمنة»، فقد حقق الذهب أعلى قيمة له منذ يناير 2021، بينما عزز الين الياباني موقعه إزاء الدولار الأمريكي، وبلغ الفرنك السويسري أعلى قيمة له منذ خمسة أعوام إزاء اليورو (العملة الأوروبية الموحدة). وفي سوق العملات، كسب الدولار الأمريكي 9% أمام الروبل الروسي، الذي عانى في الآونة الأخيرة من آثار التوتر، وصولاً إلى إعلان واشنطن والعديد من الدول الغربية في الأيام الماضية، فرض عقوبات اقتصادية على موسكو على خلفية الأزمة الأوكرانية. وسارع المصرف المركزي الروسي إلى الإعلان عن تدخله في سوق القطع، من أجل ضمان استقرار العملية المحلية. وأوضح في بيان «من أجل ضمان استقرار الوضع في السوق المالية قرر بنك روسيا التدخل في سوق العملات الأجنبية»، مشيراً إلى أنه وغيره من المؤسسات المالية المحلية «لديها خطط عمل واضحة لكل السيناريوهات». وانعكست الأزمة سلباً على أسواق الأسهم في روسيا وأوروبا والعالم، في خطوة اعتبرها الكرملين «متوقعة». وقال المتحدث باسم قصر الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف لصحافيين «كان رد الفعل الانفعالي للأسواق والقطاع المالي متوقعاً. وقد اتخذت كل الإجراءات اللازمة، لضمان انتهاء هذه الفترة في أسرع وقت ممكن». وأتى ذلك بعيد إعلان بورصة موسكو تعليق التداول «في كل الأسواق»، على أن يتم استئنافه «في وقت لاحق»، بعد تراجعها 14 في المئة في الساعات الأولى. من جهتها، سجّلت البورصات الأوروبية تراجعاً حاداً مع بدء التداولات. وعند الساعة 08,15 ت غ، كانت بورصة لندن متراجعة بنسبة 2,5%، وفرانكفورت بنسبة 3,7% وباريس 3,1% علماً بأن البورصتين الألمانية والفرنسية سجلتا تراجعاً بأكثر من 4% عند بدء التداولات. وقالت المحللة في «سويس كوت» إيبك أوكارديسكايا، إن ما يحصل حالياً هو «ذعر في الأسواق». وكانت أكبر الشركات الخاسرة في الأسواق الأوروبية، تلك التي تحظى بحضور في موسكو، مثل «إفراز» الروسية لإنتاج الصلب التي خسرت 26 في المئة من قيمة أسهمها في بورصة لندن، بينما سجّل تراجع بنسبة 8,3% في أسهم صانع السيارات الفرنسي «رينو» نظراً لامتلاكه حصة في «أفتوفاز» الروسية. ولم يقتصر التراجع على بورصات روسيا وأوروبا، إذ تراجعت أسواق الأسهم في هونغ كونغ وسيدني الأسترالية وسنغافورة بـ 3% على الأقل، بينما انخفضت سيئول ومومباي وتايبه ومانيلا بأكثر من 2%. وفي الصين، تراجعت بورصة شنغهاي بأكثر من 1,70%، في حين خسر مؤشر شنزين 2,36% من قيمته. كما أنهى مؤشر «نيكاي» في طوكيو تداولات اليوم متراجعاً بنسبة 1,81%، وأقفل عند أدنى مستوى له منذ نوفمبر 2020. وقال المحلل في «تويو سيكيوريتيز» هيروفومي ياماموتو لفرانس برس: إن إعلان بوتين بدء العملية العسكرية «سرّع أوامر بيع الأسهم» في طوكيو. تابعوا البيان الاقتصادي عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

مشاركة :