العنف ضد المرأة دخيل على المجتمع

  • 11/26/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كتبت - منال عباس: أكّدت السيدة آمال المناعي الرئيس التنفيذي للمؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي أن العنف ضد المرأة ليس من عادات أو تقاليد المجتمع القطري، وإنما عادة دخيلة عليه.. مشيرة إلى أن الانفتاح على العالم أوجد ممارسات دخيلة تحتاج للدراسة والتوعية بشأنها وإيجاد نماذج وأمثلة صحيحة أمام الجيل القادم. وقالت المناعي إن العنف ضد المرأة جزء من العنف الذي يقع على الأسرة، وثمنت في هذا الصدد جهود مركز الحماية والتأهيل في طرح هذه القضية. كما شدّدت على أهمية وضع أطروحات أو علاجات. وأكّدت أن مركز الحماية والتأهيل الاجتماعي يعمد من خلال منظومة كبيرة من الأنشطة والبرامج المنسقة بين المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني لتأطير الآليات التي يمكن من خلالها أن تعمل المرأة على حماية نفسها. جاء ذلك خلال حلقة نقاشية نظّمها مركز الحماية والتأهيل الاجتماعي بمناسبة اليوم العالمي للعنف ضد المرأة تحت شعار "اتحدوا"، بحضور ورعاية السيدة منيرة المسند رئيس مجلس إدارة المؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي وبمشاركة نخبة من المتخصصين والمهتمين والباحثين والشباب، حيث ناقشت الحلقة آليات وكيفية حماية المرأة لنفسها في المجتمع ودور مؤسسات المجتمع المدني والإعلام في القضاء على العنف ضدّ المرأة. ونوّهت بأن إشراك الشباب توجّه جيد يشكر عليه مركز الحماية والتأهيل الاجتماعي، وذلك للاستفادة من هذه التجارب في المستقبل ليكونوا في وضع أفضل مما هو عليه الآن، مشددة على أهمية الإحصائيات والدراسات، لتتمكن الجهات المعنية من تحديد ما إذا كان هناك عنف أم لا. النقيب بنا الخليفي: الأسرة المسؤول الأوّل عن العنف قالت النقيب بنا الخليفي ضابط قسم الدعم الاجتماعي بالشرطة المجتمعية إن الأسرة هي المسؤول الأول عن قضية العنف، وذلك من خلال تعزيز القيم والأخلاق، بمساندة المدرسة كمكمل لهذا الدور. وأشارت إلى أن الكثير من الأطفال يمارسون العنف لمسايرة أصدقائهم، وأكدت أن المرأة ليست ضعيفة بل أنها تستضعف نفسها، وفي المقابل هناك نماذج مشرفة للمرأة التي أثبتت جدارتها، على الرغم من الإعلام المعاكس الذي يجسد صورة المرأة ذات الشخصية الضعيفة. ونوّهت بقضية العادات والتقاليد التي تعتبر سببًا في عدم إشاعة ثقافة التبليغ عند وقوع الإساءة والعنف على المرأة التي تعتبر أن التبليغ يعتبر عيبًا وفيه إشانة لسمعة الأسرة، وشدّدت على ضرورة معرفة المرأة بحقوقها وواجباتها. خالد آل ثاني: العنف في قطر ليس بظاهرة قال سعادة الشيخ خالد آل ثاني مدير إدارة حقوق الإنسان بوزارة الخارجية إن قضية العنف في قطر ليست بظاهرة، إلا أن ذلك لا يمنع من استغلال هذه الجهود والآراء التي أثيرت في هذه الحلقة النقاشية للعمل الجاد لتسليط الضوء وعمل مسح بياني حول هذه القضايا التي تشكل تحديات حقيقية على مستوى العالم. وأثار قضية أطفال الهجن وكيفية علاجها بطرق انعكست بشكل إيجابي على كافة الأطراف. د. شريفة العمادي: دول لا تعتبر الاعتداء على المرأة جريمة قالت الدكتورة شريفة العمادي المدير التنفيذي لمركز الحماية والتأهيل الاجتماعي إنَّ هذه الفعالية تُعقد تضامنًا مع المجتمع الدولي للتصدي لظاهرة العنف بكافة أشكاله رغم اختلاف نسبه وأنواعه في المجتمعات المختلفة، وبمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة والذي يحتفل به دوليًا في اليوم الخامس والعشرين من نوفمبر من كل عام، مؤكدة أنه وبالرغم من المكاسب التي حققتها المرأة في حياتها العملية، وبالرغم من كل النجاحات التي سجلتها في العديد من القطاعات التي خاضت غمار التحدي فيها، إلا أن ذلك لم يقف حائلاً أمام تزايد حالات العنف المسجلة في العالم، بل إن الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني المدافعة عن هذه القضية وجدت أن كثيرًا من الدول لا تعتبر الاعتداء على المرأة جريمة. ولفتت إلى أن تعريف العنف يجب أن يختلف من مجتمع لآخر، مضيفة إنه ومن خلال الحالات التي ترد للمركز، فإن العنف الموجود بالمجتمع القطري يصنف كنوع من الإهمال، خاصة في المجتمعات التي تتوفر فيها الرفاهية الاقتصادية، مشيرة إلى أنه ينتج عن الإهمال مشكلة عدم الثقة بالنفس وتقدير الذات، كما أن العنف اللفظي أفضل من الإهمال بالنسبة للنساء. وأشارت إلى أنه ليس هناك إحصائية في الدول العربية تصنف طبيعة العنف بالصورة الصحيحة، موضحة أن الكشف عن الإحصائيات في حد ذاته يعتبر مشكلة، وعلى سبيل المثال قالت إنه في إحدى السنوات عندما نشرت أعداد الطلاق، فإن النسبة زادت في السنة التي تليها. العقيد المهندي: الشرطة المجتمعية تستوعب المشكلات الأسرية تحدّث العقيد أحمد زايد المهندي مدير إدارة الشرطة المجتمعية بوزارة الداخلية عن المجهودات التي تقوم بها إدارة الشرطة المجتمعية، حيث عملت على التثقيف بقضايا مختلفة من ضمنها التوعية والتثقيف تجاه العنف ضد المرأة والحد منه، مشيرًا إلى أن الانتشار الجغرافي للشرطة المجتمعية ساهم في استيعاب عددٍ كبيرٍ من المشكلات العائلية والأسرية التي تعمل الإدارة بالتنسيق مع الشركاء من مؤسسات الدولة والمجتمع المدني على حلها بالطرق السلمية والودية. وأشار إلى طبيعة المجتمع القطري والعادات والتقاليد المحافظة والتي تستدعي التوعية التي تتناسب واحتياجات المرأة القطرية، مُؤكدًا ضرورة أن تُعرّف المرأة بحقوقها وواجباتها من خلال التشريعات الدينية والقانونية والاجتماعية. وشدّد على أهمية تكامل أدوار المؤسسات المختلفة في التوعية من خلال خطط عمل مشتركة وآليات يمكن الاتفاق عليها. مريم عرب: القانون ليس عقيمًا قالت السيدة مريم عرب من وزارة العدل إن الأسرة مسؤولة عن العنف الذي تتعرض له المرأة في المجتمع، حيث إنَّ التربية السائدة وضعت المرأة في خانة الضعف والخنوع والخضوع للرجل أيًا كان موقعه، ورفضت أن تتهم القوانين أو التشريعات، مؤكدة أنَّ قانون العقوبات رصد عقوبات لكل جريمة، إلا أنني ضد خصخصة القانون. ورأت أن القانون ليس عقيمًا، بل بإمكان المجلس الأعلى للقضاء أن ينشئ محكمة للقضايا المستعجلة كما هو متبع في بعض الدول، حيث بعض القضايا كالطلاق أو المتعلقة بالأسرة تعقد في محاكم للقضايا المستعجلة للبت في أمرها حتى أيام الإجازات. ولفتت إلى بعض الأمور السائدة في المجتمع التي تطبق الأعراف بعيدًا عن الشريعة كتزويج الفتيات دون أخذ رأيهن، الذي يعتبر شرعًا هو زواج بالإكراه، حيث أغلب الفتيات يكن غير قادرات على الرفض، كما أنهن غير قادرات على أخذ حقوقهن بالطرق القانونية، بالرغم من أنَّ الشرع يميل إلى كفتهن، لاسيما في حالات الزواج بالإكراه. د. حنان فياض: مطلوب تغيير الصورة الذهنية طالبت الدكتورة حنان فياض رئيس قسم اللغة العربية بجامعة قطر بضرورة التفكير في الصورة الذهنية والوعي الداخلي، مؤكدة أن الصورة الذهنية المستقرة في الأذهان هي سبب كثير من المشكلات، وتعتقد أن الثقافة العامة هي التي تشكل الصورة الذهنية، مشيرة إلى تغريدات يطلقها إعلاميون معروفون لإحباط المرأة، خاصة الجيل الجديد من الفتيات. وأشارت إلى أهمية الإعلام في مقاومة الصورة الذهنية المغلوطة حول المرأة. راشد الدوسري: انعدام ثقافة المسؤولية الأسرية تحدث السيد راشد الدوسري المدير التنفيذي لمركز الاستشارات العائلية عن تجربة مركز الاستشارات حول قضية مدى إدراك الشباب الحقوق الزوجية. وأشار إلى انعدام ثقافة المسؤولية الأسرية في المجتمع الذي عادة ما يلقي باللوم على المرأة ويحملها مسؤولية كل ما يحدث في الأسرة، مبينًا أن هذه قضية مهمة وتحتاج إلى وعي وإدراك من المجتمع. ولفت إلى أن ضعف المرأة الذي يؤدي لانعدام ثقتها في نفسها وتقديرها لذاتها من أخطر المراحل التي قد تصل إليها المرأة المعنفة. سلوى العبيدلي: البداية من الطفولة أكدت الأستاذة سلوى العبيدلي مدير إدارة التنمية الأسرية بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية أهمية تأسيس الوعي منذ الطفولة، كمنهج علمي يدرس للقضاء على العنف، وقالت إن إدارتها تقوم بدورها كاملًا في عملية التوعية والتوجيه من خلال البرامج والأنشطة التي تنظمها، لمكافحة مثل هذه الظواهر، وأشارت هنا إلى تجاوب الأمّهات للبرامج التوعوية أكثر من الآباء. فوزية الخاطر: لا تلوموا التعليم قالت فوزية الخاطر مدير هيئة التعليم إنه دومًا يُلقى اللوم على التعليم في قضايا يفترض أنها مشتركة بين التعليم والأسرة والمجتمع ويتهم بأنه ابتعد عن تربية الطفل وهذا ليس صحيحًا، مؤكدة أن الكثير من الأمور تمّ تفعيلها في المجلس الأعلى للتعليم، منها استحداث دور الاختصاصي الاجتماعي والاختصاصي النفسي ووضعت له مجموعة من الأعمال يقوم بها في التصدي للمشكلات الاجتماعية والنفسية التي يتعرض لها الطفل. وأضافت إنه لا يجب أن نخلي مسؤولية المجتمع والأسر بشكل عام في تربية الطفل، وطالبت مركز التأهيل الاجتماعي بإعداد دراسات اجتماعية تعنى بالظواهر الاجتماعية إذا كانت موجودة ووضع الحلول لها بمشاركة كل الأطراف. د. أحمد البوعينين: المرأة أخذت أدوار الرجل أشاد الدكتور أحمد البوعينين الأمين العام للاتحاد العالمي للدعاة بالأفكار التي طرحت خلال الحلقة النقاشية، ووجه اللوم للمرأة التي أخذت أدوارًا من غير اختصاصها، وذلك بعد أن استطاعت قيادة السيارة، فأصبحت تقوم بأعباء الزوج الذي استسلم لهذا النمط. وأكد أهمية أن تمنح المرأة الزوج الفرصة ليقوم بمهامه وواجباته، مشيرًا إلى أن الدين الإسلامي كرم المرأة. وتحدث عن المرأة قبل وبعد الإسلام، ودورها الكبير في الحياة باعتبارها نصف المجتمع، وهي أم للنصف الآخر، وبهذا فهي تمثل المجتمع بأكمله، ونوه بأن الدين الإسلامي أعطى المرأة الكثير من الحقوق، بل خصص لها سورة في القرآن باسم "النساء".

مشاركة :