تشهد موريتانيا جدلاً محتدماً حول تأخّر إطلاق الحوار الوطني. ونفى وزير الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان، الناطق باسم الحكومة، المختار ولد داهي، مسؤولية الحكومة عن التأخير الذي يعود ـ برأيه ـ إلى تعدد الأراء بشأنه لدى أقطاب المعارضة. ورد حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم، على بيان لأحزاب المعارضة، معتبراً أنه يحمل الكثير من التناقض والمغالطات، مؤكداً حرصه على أن تجتمع كل الأطياف في حوار «لا يستثني أحداً». وانتقدت أحزاب موريتانية معارضة، الثلاثاء، تأخر انطلاق الحوار الذي دعا إليه الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، في سبتمبر الماضي، وقالت إنه «لم يعد بمقدورها بعد الآن الانتظار إلى أجل غير مسمى». حان الوقت وأبرزت ستة أحزاب معارضة، وهي «التجمع الوطني للإصلاح والتنمية»، و«‏‎تكتل القوى الديمقراطية»، و«التناوب الديمقراطي»، و«ائتلاف العيش المشترك/‏‏‏حقيقة وتصالح»، و«ائتلاف العيش المشترك»، و«‎اتحاد قوى التقدم»، أن «الوقت قد حان لإطلاق الحوار بُغية إعادة الأمل إلى الموريتانيين، والمضي قدماً في تعزيز اللحمة الوطنية، وترسيخ الديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية، وتنفيذ برنامج واسع للتنمية الاقتصادية والاجتماعية يضمن نمو وازدهار البلاد»، مشددة على أنه «في ظل الأوضاع الصعبة التي تعيشها موريتانيا، فإن الحوار وحده الكفيل بأن يحمي البلاد من كل المخاطر والتهديدات التي قد تنجم عن هذه الأوضاع». وبعد ساعات قليلة، رأى حزب الاتحاد من اجل الجمهورية الحاكم أن بيان المعارضة يحمل كثيراً من المغالطات والغموض، مع إدراك أصحاب البيان شروع الحكومة في تنفيذ برامج ومشاريع متعددة للتخفيف من آثار الغلاء ونقص الأمطار. قضايا الهوية وبحسب مراقبين، فإن السجال الحاد بين الحزب الحاكم والمعارضة يشير الى طبيعة الخلافات غير المعلنة حول الحوار المنتظر الذي تنادي المعارضة بأن يكون مفتوحاً لكل الملفات، من دون استثناء، بما فيها تلك التي تتعلق بقضايا الهوية وأسس دولة الاستقلال والقضايا الاجتماعية ذات الحساسية الواسعة. وكان الرئيس ولد الغزواني تعهد في سبتمبر الماضي بتنظيم حوار سياسي شامل، قال إنه «لن يستثني أحداً، ولن يحظر فيه أي موضوع»، وفي يناير المنقضي، دعت الحكومة الموريتانية الأحزاب السياسية إلى الاتفاق على آجال وآليات وموضوعات الحوار السياسي، لكن عدم تحديد موعد لانعقاد الحوار السياسي، دفع المعارضة إلى التشكيك في جدية السلطات بشأنه. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App