استوقفني في مجلة البحرين الثقافية العدد 92 مقالٌ كتبه الأديب الناقد مراد الخطيبي من المغرب حول شعر (الهايكو) الياباني بأن أجرب حظيّ في مسايرته بأسلوبي مستمدا من أدب اللغة العربية ما وسعني ومن الطبيعة العربية ما يصلح للقول فولجت في موجه وأنا أخشى على نفسي من الغرق. ولا أعده شعرا بل نصا أدبيا. يبدو لي أن في كلام العرب الأقدمين ما يقارب كلمات (الهايكو) تحت مسمّى (جوامع الكلم) أو ما يوصف (بالسهل الممتنع). ولا يخفى أن في آيات القران الكريم الكثير من جوامع الكلم والسهل الممتنع والكلام المعجز. يقول الكاتب في تعريف شعر (الهايكو) ما يلي: (دأب الشعراء اليابانيون منذ مئات السنين على خلق وإبداع أمثلة من شعر الهايكو إلا أن بروزه بقـّوة سيتم خلال القرن السابع عشر مع الشاعر الياباني (ماتسو باشو) الذي سيمنح الهايكو دينامية جديدة ورؤية أخرى تتمثل في الاهتمام بعالم الطبيعة باعتبارها مصدرا للتأمل. هناك أيضا شعراء يابانيون آخرون أسهموا في تطوير هذا النوع من الشعر، نذكر من بينهم (كوبا ياشي) و(يوسا باسون). في بداية القرن العشرين بعض الشعراء الناطقين بالإنجليزية المعروفين سيـّطلعون إلى الترجمات الإنجليزية لشعر الهايكو وسيولعون به وسيكتبون بعض النصوص فيه...الخ). ثم يضيف الكاتب: (وفيما يخص شكل القصيدة فيمكن أن يضم نص من نصوص شعر الهايكو ثلاثة أسطر، يكون هدفها الأساسي هو رسم صورة داخل مخيلة القارئ. شعر الهايكو هو بمثابة دعوة إلى التصالح مع الطبيعة بكل مكوناتها وصفاتها الجمالية المتفردة. لغته سهلة لكن صياغتها متماسكة ونصوصه تخلق البهجة والفرح وهي تنفر من التعقيد. وتجنح نحو السلاسة والبساطة والتركيز..الخ). وقد أورد صاحب المقال نماذج عربية من شعر الهايكو من مثل: 1- الجدول الصغير.. جـّف الماء ولم يجـفّ الخرير 2- على حافة البئر.. الدلو يملؤه المطر 3- قطار عابر.. قبلة في الهواء.. تبهج فتى يصلح السّكة. ** وبعد - فيما يلي نصوص عربية وردت على خاطري في سياق شعر (الهايكو) ** * 1- ربّ سمكة صغيرة قالت لصـّيادها.. دعني. *2- الحصان يعدو.. الحشائش تضيق أنفاسها. *3- شفتي تبتسم.. المواجع تبكي * 4- الزهرة تتفـتّح.. الشمس يغمرها السرور * 5- الكرسي يحتضن.. الملائكة تصلـّي * 6- مدفأة.. تحكي قصص الأجيال. * 7- الأيدي الدافئة.. تمسح أحزان القلب. * 8- الزهرة المقطوفة.. تحمل ضجيج المروج. 9 - ابتسم الأسد.. تكـّشرت أنياب المنايا. * 10- - الحـّجاج وضع العمامة.. ساءت العاقبة. 11- تغريدات الطيور.. لغز محيـّر بين الحزن والسرور. * 12- سورة الغضب.. الغرائز تتنفـّس الصعداء. *13 – ضجـّت الآهات.. كثرت المجاملات. *- 14- يستوي القمر ..تنبح الكلاب * -15 يكثر السّرف.. تقـّل البركة * 16- «الناس سواسية كأسنان المشط».. لا تصل إلى الآذان * 17– في ذمتي عهد.. ينازع حــّريتي. * 18- من قال فعلت ومن قال سأفعل..لا يستويان. * 19- الحداد يطرق.. الفتى يحصد الشرر. 20 – قالت النملة..سأبني قصرا. ختاما.. من أراد المزيد ففي نهج البلاغة لمن يريد.
مشاركة :