النواب الأميركيون منقسمون حول أوكرانيا

  • 2/25/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يسود تقليد قديم في السياسة الأميركية يقضي بتوحد الديمقراطيين والجمهوريين عندما تلوح أزمة في الخارج، وذلك مهما كانت الخلافات التي تهيمن على الأجندة المحلية. لكن تهديد الحرب في أوكرانيا يختبر بجدية الدور التقليدي للكونغرس كشريك للبيت الأبيض في السياسة الخارجية، على خلفية الانقسامات العميقة في صفوف المشرعين التي تحول دون تشكيلهم جبهة موحدة. وحاول الجمهوريون في مجلس النواب هذا الأسبوع إذلال الرئيس الديمقراطي جو بايدن بنشر صورة له على تويتر وهو يبتعد عن المنصة بعد إعلانه فرض عقوبات على روسيا. وجاء في تعليق على الصورة “هذا ما يبدو عليه موقف ضعيف على الساحة الدولية”. وهذا التعليق يؤكد أن القول المأثور “السياسة تقف عند الضفة” أصبح من مخلفات أمة كانت أقل انقسامًا قبل التدخلات في أفغانستان والعراق وليبيا ودول أخرى. كارلي كوبرمان: الكونغرس لم يعد موحدا في إدارة الصراعات الخارجية وتأكيدا على غياب التوافق أمضى أعضاء مجلس الشيوخ شهرًا في محاولة غير مثمرة للاتفاق على تشريع من شأنه أن يضر بالاقتصاد الروسي ويحرر الأموال لدعم قدرات أوكرانيا الدفاعية. وفي مجلسي النواب والشيوخ حث السياسيون من كلا الفريقين الرئيس بايدن على اتخاذ موقف حازم من عدوان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أوكرانيا حليفة الولايات المتحدة. لكن العديد من الجمهوريين حاولوا استغلال الفرصة وهاجموا بايدن لكونه “ضعيفًا” في مواجهة الأزمة بينما اقترحوا في الوقت نفسه أنه لا ينبغي على الولايات المتحدة أن تتدخل. وقالت كارلي كوبرمان الخبيرة في السياسة الأميركية إن “الكونغرس لم يعد يضع جانبا الخلافات المحلية من أجل تشكيل جبهة موحدة قوية من الخارج. وهذه السياسة سيئة للغاية”. وأضافت “هذا يجعلنا نبدو ضعفاء ويعزز موقع بوتين ويضر بديمقراطيتنا”. وفي الوقت الذي كان فيه بايدن واضحًا بإعلان أنه لن يكون هناك جنود أميركيون على الأرض في أوكرانيا، استغل بعض الجمهوريين المخاوف من اتساع النزاع الأوروبي لإعادة طرح شعار الرئيس السابق دونالد ترامب “أميركا أولاً”. وكان الجمهوريون العاديون يتوقعون حضورًا قويًا للولايات المتحدة على الساحة الدولية في مؤتمر ميونخ حول الأمن في نهاية الأسبوع الماضي، لكن معسكر “أميركا أولاً” دفع باتجاه المزيد من النزعة الانعزالية. وكانت المواقف المشككة أكثر حذراً وكان النقد أكثر اعتدالًا. وأعلن زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل أن الانسحاب الفوضوي من أفغانستان شجع بوتين بينما اتهم الجمهوري ليندسي غراهام بايدن “بمغازلة” بوتين. وفي واشنطن تتجه النخب في مجال السياسة الخارجية لأن تكون أكثر دعمًا لدور الولايات المتحدة المؤثر والنشط على الساحة الدولية من الرأي العام عمومًا. لكن 54 في المئة من الأميركيين يؤيدون قرار الرئيس بايدن تعزيز الجبهة الشرقية لحلف شمال الأطلسي.

مشاركة :