نانجينغ 24 فبراير 2022 (شينخوا) شهدت التجارة الثنائية بين الصين والدول العربية زخما جديدا في ظل التغلب على الآثار السلبية الناجمة عن تفشي وباء كوفيد-19 في أنحاء العالم، حيث تدخل المنتجات التي تحمل شعار "صنع في الصين" إلى بيوت المزيد من سكان دول الشرق الأوسط، فيما يستقبل التعاون الثنائي آفاقا أوسع. وتتمتع الصين ودول الشرق الأوسط بتكامل اقتصادي قوي ورغبة شديدة متبادلة في دفع التعاون الاقتصادي الثنائي، حيث تحتل الصين مكانة أكبر شريك تجاري للدول العربية. أما مقاطعة جيانغسو بشرقي الصين، وهى مقاطعة اقتصادية قوية، فقد شهدت تبادلاتها الاقتصادية مع الدول العربية تطورات مستمرة في السنوات الأخيرة. وفي عام 2021 ، بلغ حجم التجارة الخارجية لمقاطعة جيانغسو مع الإمارات 34.1 مليار يوان (حوالي 5.39 مليار دولار أمريكي)، بزيادة 8.2 في المائة على أساس سنوي. وشملت المنتجات المصدرة من المقاطعة إلى الإمارات الحواسيب المحمولة والمنسوجات والصلب والآلات الكهربائية وغير ذلك. وكشف تشوانغ دونغ تشنغ، مدير المنتجات في خارج البلاد بشركة مجموعة شيويتشو المحدودة لآلات البناء، ومقرها مدينة شيويتشو بالمقاطعة، أن الطلب على آلات الرفع من جانب الزبائن في الشرق الأوسط يتزايد مع انحسار تفشي الوباء في العالم، حيث تمر العديد من دول الشرق الأوسط بفترات مهمة في تطوير البنية التحتية، ويشهد التعاون الثنائي بين الصين وهذه الدول ارتقاءات متواصلة على صعيد العلوم والتكنولوجيا، فضلا عن نوعية المعدات والآلات. أما في مدينة سوتشو التي تزدهر فيها التجارة الخارجية بالمقاطعة، فقد وصل حجم التصدير من المدينة إلى الدول الأعضاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربية إلى 21.154 مليار يوان في عام 2021 . وحسبما ذكرت سلطات الجمارك في مدينة سوتشو، تعد الإمارات والسعودية من الشركاء التجاريين الرئيسيين لمدينة سوتشو، ويمثل حجم تجارة المدينة مع هاتين الدولتين أكثر من 80 في المائة من إجمالي تجارتها مع دول مجلس التعاون الخليجي. كما كشفت سلطات الجمارك أن المنتجات المصدرة من المدينة إلى الدول العربية أغلبيتها تتكون من الحواسيب المحمولة والهواتف النقالة. وتعمل شركة هايتشين المحدودة للتخزين واللوجستيات بحي ووجيانغ في مدينة سوتشو، في قطاع الخدمات اللوجستية، ولا سيما خدمات توصيل منتجات الحواسيب وقطع الغيار لمجموعة لينوفو إلى أنحاء العالم. وقالت لو لي بينغ، مسؤولة في الشركة، إنه في عام 2021 ، وصلت قيمة المنتجات المصدرة إلى دول الشرق الأوسط عن طريق الخدمات اللوجستية التي تقدمها شركة هايتشين إلى 367 مليون يوان، بما يمثل 5 إلى 6 في المائة من إجمالي قيمة المنتجات التي تضطلع الشركة بأعمال تصديرها، معربة عن تطلعها إلى تطور أكبر في هذا الجانب في المستقبل. أما تشوانغ دونغ تشنغ، فرأى أن مبادرة الحزام والطريق تقدم فرصا سانحة لتحقيق التطور والتنمية المتكاملين بين الصين والدول المشاركة في المبادرة، مما يضخ زخما كبيرا لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ودول الشرق الأوسط بشكل عام والدول العربية بشكل خاص.
مشاركة :