الموقف من الغزو الروسي لأوكرانيا يؤجج الانقسامات في لبنان

  • 2/25/2022
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت/دمشق - أثار بيان للخارجية اللبنانية كان قد ندد بالغزو الروسي لأوكرانيا، انقسامات وسجالات أججها حزب الله الذي عبر عن استهجانه لهذا الموقف، فيما يتناغم موقف الجماعة الشيعية مع الموقفين السوري والإيراني الداعمين لتحركات موسكو العسكرية. ودعا حزب الله وزير الخارجية عبدالله بوحبيب إلى التوضيح، مؤكدا الانقسام في السياسة الخارجية لدى الدولة الغارقة بالأزمات. وفي بيان أمس الخميس، أدانت الخارجية اللبنانية اجتياح الأراضي الأوكرانية ودعت روسيا إلى وقف العمليات العسكرية فورا وسحب قواتها من أوكرانيا التي تتعرض لأكبر هجوم على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية. وكتب نائب حزب الله في البرلمان اللبناني إبراهيم الموسوي على تويتر اليوم الجمعة "أي سياسة خارجية يتبعها لبنان وأين مصلحة لبنان في ذلك؟ تفضل وزير خارجيتنا، وأوضح لنا الأمر". ويتمتّع حزب الله الذي يمتلك ترسانة كبيرة من السلاح، بنفوذ كبير في لبنان. وكما روسيا فإن الجماعة دعمت الرئيس السوري بشار الأسد في القتال في الحرب السورية. وألقت إيران باللوم في حرب أوكرانيا على "الأعمال الاستفزازية لحلف شمال الأطلسي". كما اعترض وزير الثقافة محمد المرتضى المحسوب على حركة أمل الشيعية المتحالفة مع حزب الله على بيان وزير الخارجية اللبنانية وقال إن "المادة 65 من الدستور تنيط بمجلس الوزراء وضع السياسة العامة للدولة في جميع المجالات، فلا يمكن لوزير الخارجية أن يصدر أي موقف حول أي نزاع دون الرجوع إلى مجلس الوزراء وإلا يكون قد حدد منفردا السياسة العامة للدولة وهي صلاحية لا يحوزها". وفي وقت لاحق الجمعة قالت وزارة الخارجية في بيان إن الوزير اجتمع مع سفيري فرنسا وألمانيا لدى لبنان وشكراه على البيان وتمنيا "استمرار لبنان على موقفه هذا وطلبا مشاركة لبنان في تبني القرار المقدّم أمام مجلس الأمن حول الأزمة والتصويت عليه في الجمعية العامة لاحقا". وأضاف البيان أن وزير الخارجية أبلغ السفيرين "أن موقف لبنان ثابت ونابع عن حرصه بالالتزام بمبادئ الشرعية الدولية والقانون الدولي التي تشكل الضمانة الأساسية لحماية السلم والانتظام الدوليين وسلامة أراضي الدول الصغيرة، خصوصا وأن لبنان عانى الأمرين من الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته المستمرة حتى اليوم". كما أبلغ الوزير السفيرين الألماني والفرنسي عن امتناع لبنان عن المشاركة في تبني القرار المقدم أمام مجلس الأمن وأنه سيتم دراسة الموقف اللبناني لناحية التصويت في حال إحالة القرار على الجمعية العامة بالتشاور مع المجموعة العربية. وقال عبدالله بوحبيب "الموقف اللبناني ليس موجها ضد روسيا الاتحادية أو أي دولة أخرى صديقة، وإنما موقف مبدئي وراسخ اتخذه وسيتخذه لبنان في كلّ أزمة مشابهة". وعبرت السفارة الروسية في بيروت عن استغرابها من بيان الخارجية اللبنانية. وقالت على حسابها بفيسبوك إنها فوجئت ببيان وزارة الخارجية اللبنانية الذي يندد بالعمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا. وتابعت "أثار بيان وزارة الخارجية والمغتربين للجمهورية اللبنانية الدهشة لدينا بمخالفتها سياسة النأي بالنفس واتخاذها طرفا ضد طرف آخر في هذه الأحداث علما بأن روسيا لم توفر جهدا في المساهمة بنهوض واستقرار الجمهورية اللبنانية". وكانت دمشق قد أعربت بدورها عن دعمها للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن الرئيس السوري بشار الأسد قوله خلال اتصال مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن "روسيا اليوم لا تدافع عن نفسها فقط وإنما عن العالم وعن مبادئ العدل والإنسانية". واعتبر الأسد "أن ما يحصل اليوم هو تصحيح للتاريخ وإعادة للتوازن إلى العالم الذي فقده بعد تفكك الاتحاد السوفييتي"، مضيفا أن دمشق "تقف مع روسيا الاتحادية انطلاقا من قناعته بصوابية موقفها ولأن مواجهة توسع الناتو هي حق لروسيا". واعتبر "أن العدو الذي يجابهه الجيشان السوري والروسي واحد، ففي سوريا هو تطرف وفي أوكرانيا هو نازية". ونقلت 'سانا' عن وزير الخارجية السوري قوله، إن "سوريا تدعم قرار الرئيس فلاديمير بوتين الاعتراف باستقلال جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك (شرقي أوكرانيا) وستتعاون معهما". واعتبر المقداد خلال منتدى في موسكو (حليفة نظام الأسد) أن "ما يقوم به الغرب ضد روسيا حاليا مشابه لما قام به ضد سوريا خلال الحرب الإرهابية". وفي عام 2015 تدخلت روسيا إلى جانب النظام السوري وذلك بعد أن بدت عليه علامات الانهيار أمام تقدم المعارضة المسلحة.

مشاركة :