رغم الهجوم على أوكرانيا، تواصل روسيا- بحسب بياناتها- نقل الغاز عبر أوكرانيا إلى أوروبا، بحسب الكميات المتفق عليها بين الجانبين. ونقلت وكالة الأنباء الروسية "إنترفاكس" عن متحدث باسم شركة "غازبروم" الروسية المملوكة للدولة قوله أمس، "غازبروم تنقل الغاز الروسي عبر أراضي أوكرانيا بالوضع المعتاد، ووفقا لمتطلبات المستهلكين الأوروبيين"، مشيرة إلى أن حجم الغاز المقرر نقله أمس يبلغ إجمالا 103.8 مليون متر مكعب. وفي ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا، زادت المخاوف بشأن أمن إمدادات الطاقة، خاصة في الغرب أخيرا، ولا تزال أوكرانيا- التي كانت في السابق أكبر بلد عبور للغاز إلى أوروبا- تدير شبكة غاز يبلغ طولها نحو 38000 كيلو متر. وفي الآونة الأخيرة، تنامت مخاوف الجمهورية السوفيتية السابقة من أن تخسر رسوم العبور المهمة بالنسبة لها في حال تشغيل خط أنابيب الغاز الروسي- الألماني "نورد ستريم 2" عبر بحر البلطيق، الذي تم تعليقه حاليا. وفي سياق متصل، أعلنت شركة النفط والغاز الألمانية "فنترسهال ديا"، التي تعد من المستثمرين الرئيسين في مشروع خط أنابيب "نورد ستريم 2" أنها تتوقع الحصول على تعويضات في حال عدم تشغيل المشروع المثير للجدل بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا. وقالت "فنترسهال ديا" في تقريرها السنوي "إذا تم منع بدء تشغيل "نورد ستريم 2" بالتدخل السياسي، فإننا نفترض أن الشركة المستثمرة في المشروع ستكون قادرة على المطالبة بتعويضات". وأضافت الشركة "في الوقت الحالي، لا ترى فنترسهال ديا سيناريو معقولا يحصل فيه تدخل سياسي دون تعويضات". ويقع مقر شركة مشروع خط الأنابيب "نورد ستريم 2 إيه جي" في سويسرا، وهي مملوكة بالكامل لشركة الطاقة الروسية العملاقة "غازبروم". ودعمت "فنترسهال ديا" المشروع، الذي تبلغ كلفته عشرة مليارات يورو بقرض قيمته 730 مليون يورو، معتبرة أنه "من غير المحتمل" عدم سداده. وأوقفت ألمانيا الثلاثاء عملية الموافقة على خط الأنابيب المثير للجدل في إطار أول رزمة من الإجراءات العقابية ضد روسيا بسبب الحرب التي تشنها في أوكرانيا. وأعلنت الحكومة الأمريكية لاحقا أنها ستفرض عقوبات على الشركة القابضة لـ"نورد ستريم 2" ومديريها. ويهدف خط الأنابيب الذي اكتمل إنشاؤه دون البدء في تشغيله إلى زيادة القدرة على شحن الغاز الروسي إلى ألمانيا تحت بحر البلطيق. وتشارك أيضا في المشروع شركات الطاقة "يونيبر" الألمانية و"إنجي" الفرنسية و"شل" الأنجلو-هولندية و"أو إم في" النمساوية. وشركة "فنترسهال ديا" مملوكة بمعظمها لعملاق الكيماويات الألماني "بي آيه أس أف" ولها عديد من الأنشطة في غرب سيبيريا في روسيا. وقال روبرت هابيك وزير الاقتصاد والمناخ الألماني للتلفزيون الرسمي الثلاثاء "كان من الأفضل عدم بناء نورد ستريم 2". ويستورد أكبر اقتصاد في أوروبا نحو 55 في المائة من احتياجاته من الغاز من روسيا، بزيادة مقدارها 40 في المائة عن 2012، ويعتقد أن لخط الأنابيب دورا يلعبه في الانتقال بعيدا عن الفحم والطاقة النووية.
مشاركة :