الجيل الحالي من المبتعثين أقل تعرضا لـ”الصدمة الحضارية”

  • 12/7/2013
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

عبير العمودي –الوطن-سفراء:     دائماً ما يتطرق المبتعثون إلى موضوع الصدمة الحضارية، ومدى تأثير الابتعاث على فكر الشباب والفتيات بشكل عام، سواء الاجتماعي، أو الديني، أو الفكري، فمنذ سنوات بدأت المملكة برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، وبالتدريج زادت أعداد الدارسين وتخصصاتهم، والدول التي يوجهون إليها، حتى وصل عدد الطلاب إلى أكثر من مئة وأربعين ألفا. ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي، ومن خلال وسم خاص على تويتر بعنوان مبتعثون مصدومون ثقافيا ناقش عدد من الدارسين محور الصدمة الحضارية. ويرى أحد الطلاب أن المبتعثين لمسوا عن قرب المعاملة الإسلامية من خلال قوانين تلك الدول التي تطبق الأخلاقيات العامة تطبيقا عمليا، فيما ناقضه طالب آخر، قائلا إن بعض الدول تعاني من الانحلال الأخلاقي، وسلبيات الحرية المطلقة، وعدم احترام المرأة، على العكس من الدول الإسلامية التي تحترمها بشكل أكبر، لافتا إلى أن الفارق الحقيقي كان فقط في التقدم الاقتصادي. وعلى الرغم من الاختلاف في وجهات النظر، إلا أن أغلب الطلاب اتفقوا على أن الحياة المعيشية في دول الابتعاث تعتمد على مدى قدرتهم على تحدي اختلاف العادات، والتقاليد، والدين والحرية، مشيرين إلى أن من يرى أنه غير أهل لذلك فحبذا ألا يغامر. في الوقت نفسه نقل الكثير من المبتعثين صورة جيدة عن المملكة، معتزين بثقافتهم العربية والإسلامية، ومنوهين بأن الصدمة الثقافية قد تحدث بعد عودتهم لأرض الوطن. وأوضحت إحدى الطالبات أنهن يعانين أكثر من الرجال لعدة أسباب، أولها الموروث الثقافي، حيث يصعب الاختلاط في بيئة الغربة، حيث يحملن دائما هاجس انتقاد أبناء وبنات الوطن. وانتقدت إحداهن التناقض الغريب للطلبة الذين يكونون أكثر وعيا في دول الابتعاث، والعكس حينما يعودون للبلاد، وقال طالب مع الأسف البعض لا يستفيد من بعض الثقافات الأخرى، وبمجرد أن يصل المطار يتركها خلفه، ولو طبق بعضها لكان الحال أفضل. ويتفق الأغلبية في أن أبرز المتغيرات التي طرأت على حياة بعض الدارسين بالخارج، وهي اتباع النظام، والاحترام الذي أمر به ديننا. ويرون أنه من الطبيعي أن يصطدم المبتعث بثقافة غيره، ولكن الأجمل عندما يأخذ الشيء المفيد من تلك الثقافات، ويطبقه في وطنه ليرتقي به ويعززه. وعن الفرق بين أجيال الابتعاث السابقة والحالية، يقول عدد من المشاركين إن الجيل الحالي أكثر استيعابًا للثقافات الأخرى، وأكثر تقبلا لتغيّير قناعاته وتصرفاته للأفضل، باكتساب سلوكيات إيجابية جديدة، مثل الاعتذار، والاستئذان، والشكر، والانضباط، والإحساس بقيمة الوقت والاعتدال.

مشاركة :