التطريز رواية فلسطين الخالدة ورمز ثقافي تتوارثه الأجيال

  • 2/27/2022
  • 01:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

لتجسيد‭ ‬هوية‭ ‬أي‭ ‬شعب،‭ ‬يتم‭ ‬الارتكاز‭ ‬إلى‭ ‬عاداته‭ ‬ومخرجاته‭ ‬الثقافية‭ ‬والفنية،‭ ‬وفي‭ ‬فلسطين،‭ ‬يعتبر‭ ‬التطريز‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الرموز‭ ‬الثقافية‭ ‬والتراثية‭ ‬للشعب‭ ‬هناك‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬قرون‭ ‬طويلة؛‭ ‬فمن‭ ‬خلال‭ ‬الإبرة‭ ‬والخيط‭ ‬والقماش‭ ‬صاغ‭ ‬أجداد‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬لغة‭ ‬خاصة‭ ‬تشكلت‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬رموز‭ ‬وأشكال‭ ‬عبر‭ ‬مربعات‭ ‬ودوائر‭ ‬ومثلثات‭ ‬وقطع‭ ‬مستقيمة‭ ‬خيطية،‭ ‬ورموز‭ ‬مختلفة،‭ ‬يتم‭ ‬رسمها‭ ‬بعناية‭. ‬ ومع‭ ‬الوقت‭ ‬صارت‭ ‬هذه‭ ‬الرسومات‭ ‬تاريخًا‭ ‬لشعب‭ ‬أعزل‭ ‬يتمسك‭ ‬بالحياة،‭ ‬ويستلهم‭ ‬الفن‭ ‬من‭ ‬الطبيعة‭. ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬تطور‭ ‬أدوات‭ ‬الحياة،‭ ‬وتغير‭ ‬كل‭ ‬توجهات‭ ‬الملابس،‭ ‬حياكة‭ ‬وتصميمًا،‭ ‬فإن‭ ‬التطريز‭ ‬الفلسطيني‭ ‬يبقى‭ ‬محافظًا‭ ‬على‭ ‬وجوده،‭ ‬بفعل‭ ‬قناعة‭ ‬المواطن‭ ‬الفلسطيني‭ ‬بأنه‭ ‬يمثل‭ ‬هوية‭ ‬وفكرًا‭ ‬فلسطينيًا‭ ‬خاصًا،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬محوه‭.‬ فهنالك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأنشطة‭ ‬والتجمعات‭ ‬الثقافية‭ ‬والتجارية‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬تهتم‭ ‬بالتطريز،‭ ‬وتسخّر‭ ‬كل‭ ‬إمكاناتها‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬ثقافته‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬الفلسطيني‭ ‬والعربي،‭ ‬بل‭ ‬وإيصاله‭ ‬إلى‭ ‬العالم‭ ‬بكل‭ ‬السبل‭. ‬الشابة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬غادة‭ ‬عليوة‭ ‬تمتلك‭ ‬متجرًا‭ ‬صغيرًا‭ ‬لبيع‭ ‬تشكيلات‭ ‬من‭ ‬المطرزات‭ ‬المختلفة،‭ ‬وبأفكار‭ ‬متنوعة‭. ‬وتقوم‭ ‬غادة‭ ‬بتطريز‭ ‬الأشكال‭ ‬الفنية‭ ‬على‭ ‬الثوب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬والحقائب‭ ‬والقماش‭ ‬المتنوع‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أدوات‭ ‬منزلية‭ ‬متعددة‭.‬ وترى‭ ‬غادة‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المطرزات‭ ‬تشعرها‭ ‬بالسعادة،‭ ‬وتمكنها‭ ‬من‭ ‬الإحساس‭ ‬بقيمة‭ ‬ذاتية،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬ما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬تحبه‭ ‬فلسطين،‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬قولها‭. ‬وأضافت‭ ‬الفتاة‭ ‬البالغة‭ ‬28‭ ‬عامًا‭: ‬‮«‬حينما‭ ‬أنهيت‭ ‬دراستي‭ ‬الجامعية،‭ ‬وبسبب‭ ‬ارتفاع‭ ‬نسبة‭ ‬البطالة،‭ ‬اتجهت‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬التطريز،‭ ‬كاتجاه‭ ‬عملي‭ ‬في‭ ‬الحياة،‭ ‬يحقق‭ ‬لي‭ ‬المعنى،‭ ‬حيث‭ ‬أكون‭ ‬بذلك‭ ‬أحقق‭ ‬ذاتي،‭ ‬وأقدّم‭ ‬ما‭ ‬يخدم‭ ‬قضية‭ ‬شعبي،‭ ‬ويجذر‭ ‬من‭ ‬وجودي‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‮»‬‭.‬

مشاركة :