موسكو - الوكالات: تلقى الجيش الروسي أمس أوامر بتوسيع هجومه على أوكرانيا، مؤكدا أن كييف رفضت إجراء مفاوضات. وقالت وزارة الدفاع في بيان «اليوم، تلقت كل الوحدات أمرا بتوسيع الهجوم في كل الاتجاهات، بما ينسجم مع خطة الهجوم». وبدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عملية عسكرية في أوكرانيا على ثلاثة محاور الخميس قائلا إن «النازيين الجدد» في السلطة في أوكرانيا يهددون أمن روسيا. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع ايجور كوناشنكوف في بيان «اليوم، تلقت كل الوحدات أمرا بتوسيع الهجوم في كل الاتجاهات، بما ينسجم مع خطة العملية». وأكد أن الانفصاليين الموالين لموسكو في شرق أوكرانيا، يدعمهم الجيش الروسي، يسجلون «نجاحات». وأوضح أن سفنا أوكرانية هاجمت قطعا حربية روسية في البحر الأسود، «مرجحا في شكل كبير» أن تكون قد «استرشدت» بطائرات أمريكية مسيرة للمراقبة. وكرر كوناشنكوف أن الجيش الروسي لا يشن ضربات على مناطق سكنية، لكن مراسلين لفرانس برس شاهدوا تعرض العديد من المنازل للقصف في أنحاء مختلفة من أوكرانيا. وإذ اتهم السلطات الأوكرانية بـ«توريط السكان» المدنيين عبر توزيع «أسلحة عليهم في شكل عشوائي»، اعتبر أن هذا الأمر «سيؤدي بالتأكيد إلى حوادث وخسائر». ونقلت وكالة أنباء انترفاكس عن وزارة الصحة الأوكرانية قولها إن ما لا يقل عن 198 أوكرانيا من بينهم ثلاثة أطفال لقوا حتفهم وأصيب 1115 حتى الآن في العملية الروسية. ولم يتضح ما إذا كانت الأعداد تشمل الضحايا المدنيين فقط. وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن الجيش قصف بصواريخ «كروز» مواقع حيوية للجيش الأوكراني، وتحدث الإعلام الروسي عن أن مدينة ميليتوبول الأوكرانية باتت تحت سيطرة الجيش الروسي. ودوت صفارات الإنذار من الضربات الجوية في العاصمة الأوكرانية. واختبأ السكان في محطات المترو والأقبية والسراديب. وأعلنت بلدية كييف أمس حظرا للتجول حتى الساعة الثامنة صباح غد (6:00 بتوقيت جرينتش) مع استمرار المعارك في وسط العاصمة الأوكرانية في اليوم الثالث من الهجوم الروسي. وقالت البلدية في بيان أن جميع الموجودين في الشوارع خلال فترة الحظر «سيعتبرون أعضاء في مجموعات من المخربين الأعداء». ودارت مواجهات منذ صباح أمس في كييف بين القوات الأوكرانية والروسية من أجل السيطرة على العاصمة الأوكرانية، وسط تقارير بأن الجزء الأكبر من القوات الروسية يبعد الآن 30 كيلومترا عن قلب كييف. وأكد الرئيس فولوديمير زيلينسكي في مقطع فيديو على فيسبوك أمس أن أوكرانيا «أخرجت» خطة الهجوم الروسية «عن مسارها» في اليوم الثالث من الهجوم، داعيا الروس إلى الضغط على فلاديمير بوتين لوقف الحرب. وفي تصعيد كبير للهجة الروسية قال المسؤول الأمني الروسي الكبير والرئيس السابق دميتري ميدفيديف إن العمليات العسكرية لموسكو ستستمر بلا هوادة حتى تحقق أهدافها. في الوقت ذاته نقلت وكالة أنباء انترفاكس عن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قوله أمس إن روسيا مستعدة للعمل بشكل وثيق مع جميع القوى البناءة لحل الأزمة الأوكرانية لصالح السلام والاستقرار. وأدلى لافروف بهذه التصريحات في اتصال هاتفي مع نظيره التركي مولود جاويش أوجلو. أعلنت وارسو أمس أن 100 ألف أوكراني عبروا الحدود البولندية منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا. وأعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أمس أن الولايات المتحدة ستقدم لأوكرانيا مساعدات عسكرية إضافية بقيمة 350 مليون دولار لصد الهجوم الروسي. وقال إنه مع الإعلان عن 350 مليون دولار أمس «ترتفع القيمة الإجمالية للمساعدة الأمنية التي قدمتها الولايات المتحدة لأوكرانيا خلال العام الماضي إلى أكثر من مليار دولار». واجازت الحكومة الألمانية تسليم أوكرانيا 400 قاذفة صواريخ مضادة للدبابات، الأمر الذي يشكل تراجعا عن سياسة اتبعتها في الأعوام الأخيرة وتقضي بحظر أي تصدير لأسلحة فتاكة في مناطق نزاعات، وفق ما أفاد مصدر حكومي لفرانس برس أمس. وقال متحدث باسم الجيش الفرنسي أمس إن فرنسا قررت إرسال معدات عسكرية دفاعية إلى أوكرانيا مضيفا أن مسألة قضية إرسال أسلحة هجومية لا تزال محل بحث. بدوره، أكد حلف شمال الأطلسي أنه سينشر قوّته للرد السريع المكوّنة من 40 ألف جندي في شرق أوروبا لأوّل مرّة في تاريخه، لكنه شدد على أنه لن يرسل أي قوات إلى أوكرانيا، غير المنضوية في الحلف. واستخدمت روسيا في مجلس الأمن الدولي الجمعة حقّ النقض (الفيتو) ضدّ مشروع قرار صاغته الولايات المتحدة وألبانيا يستنكر «بأشدّ العبارات عدوانها على أوكرانيا» ويدعوها إلى سحب قواتها من هذا البلد «فورا». وصوّت 11 عضواً من أعضاء المجلس الـ15 لصالح النص، بينما امتنعت عن التصويت الدول الثلاث الباقية وهي الصين والهند والإمارات العربية المتّحدة. وذكرت بكين أنها تعارض فرض عقوبات على روسيا. وأعلنت روسيا أمس إغلاق مجالها الجوي أمام الرحلات الآتية من بلغاريا وبولندا وتشيكيا بعد قرار مماثل اتخذته وارسو وبراج وصوفيا بحق شركات طيران روسية. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن السفارة الروسية في فرنسا أمس أن السفارة تطلب تفسيرا من السلطات الفرنسية فيما يتعلق بمصادرة سفينة بضائع روسية في القنال الانجليزي. كانت السلطات الفرنسية قد ذكرت أن الشرطة البحرية صادرت في وقت مبكر أمس سفينة يعتقد أنها تنتمي إلى شركة روسية يشتبه في أنها تنتهك عقوبات تجارية مرتبطة بالحرب في أوكرانيا.
مشاركة :